سياسة عربية

"تادف".. بلدة سورية خالية من السكان والمقاتلين

مع تقدم قوات درع الفرات أصبحت المدينة خالية من السكان والمقاتلين- جيتي
أصبحت مدينة تادف (شرق مدينة حلب شمال سوريا) السورية خالية من السكان والمقاتلين بعدما انسحب منها تنظيم الدولة لصالح النظام، ثم انسحب منها الأخير أواخر الشهر الماضي.

ومع تقدم "عملية دراع الفرات" التي قادتها فصائل المعارضة بدعم من تركيا بالشمال السوري ضد تنظيم الدولة والأكراد، تمكنت المعارضة من السيطرة على عدة مناطق أبرزها مدينتي الباب وجرابلس، ليتراجع تنظيم الدولة من مناطق شرق حلب.

واستغل نظام الأسد هذا التراجع ليزحف على عدة بلدات شرق حلب ويسيطر عليها؛ منها بلدة تادف جنوب مدينة الباب في ريف حلب الشرقي.

مدينة لا تخضع لأحد

وقال ناشطون، إن قوات النظام انسحبت من مدينة تادف في 24 آذار/ مارس الماضي دون معرفة الأسباب، وأصبحت البلدة فارغة تماما من السكان والقوى العسكرية المتصارعة.

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورا للجيش السوري الحر بالمدينة، وتحدثوا عن سيطرة فصائل "درع الفرات" عليها، لكن ناشطين من المنطقة قالوا إن قوات المعارضة انسحبت من المدينة.

وتعتبر بلدة تادف الوحيدة من بين المناطق السورية، التي لا يسيطر عليها أي فصيل عسكري مؤيد للنظام السوري أو معارض أو كردي أو جهادي منذ 24 الشهر الماضي.

وتحد هذه البلدة من الجهة الشمالية مدينة الباب التي سيطر عليها الجيش الحر عبر "عملية درع الفرات"، وتحدها من الجنوب بلدات تسيطر عليها قوات النظام السوري، ما يجعلها "منطقة محايدة بين الطرفين".

وقال الناشط الإعلامي عمار سلمو وعضو تنسيقية مدينة تادف: "بعد سيطرة درع الفرات على مدينة الباب انسحب تنظيم الدولة منها، وبقيت المدينة ثلاثة أيام بدون سيطرة أي قوة".

المدنيون ضحية

وأضاف عمار في حديث لـ"عربي21": "أخبرنا الجهات المعنية بأن المدينة لا يوجد فيها أي تواجد لتنظيم الدولة، علما أن قوات النظام أعلنت قبل عدة أيام انسحاب التنظيم، وبسط سيطرتها على المدينة، وقمنا نحن تنسيقية مدينة تادف بنفي الخبر بعد أن تأكدنا بأنه عار عن الصحة، وبأن المدينة خالية".

وأردف السلمو: "ما يحصل في تادف يبدو نتاج تقارب روسي تركي واتفاقات وتفاهمات دولية راح ضحيتها شعب تهجّر من منازله ليعيش بين مخيمات الشمال وجبروت قسد (قوات سورية الديمقراطية)".

مصالح متبادلة 

بدوره، قال الناشط الإعلامي حسين الخطاب في حديث لـ"عربي21": "في السياسة لا يوجد شيء بدون مقابل، وعلى ما يبدو انسحاب قوات النظام منها مبني على تفاهمات تركية روسية وتفاهمات دولية، وربما تكون على مصالح متبادلة حول منبج التي تسيطر عليها قوات سورية الديمقراطية أو بلدة عفرين، وكل ما نعلمه حتى الآن أنّ البلدة فارغة من كل القوى العسكرية مع عمليات تسلل للجيش الحر وقوات النظام إليها في بعض الأحيان".

يذكر أن ناشطي المدينة أكدوا أن أكثر من 60 بالمئة من منازل القرية دمرت بسبب قصف طائرات التحالف والطائرات الروسية، ولم يستطع السكان العودة إلى المدينة بعد انسحاب تنظيم الدولة منها أواخر الشهر الماضي.