سياسة عربية

داخلية المغرب تقيل مسؤولا كبيرا بسبب "بائع السمك"

ناشدت وزارة الداخلية جميع المسؤولين للانخراط في التعبئة الجماعية للعمل على تنمية إقليم الحسيمة- أرشيفية
أقالت وزارة الداخلية المغربية، عامل (محافظ) عمالة الحسيمة (شمال) بعد تجدد المواجهات مع المحتجين في مناطق متفرقة في منقطة الريف، الأحد الماضي، بعد مضي حوالي خمسة أشهر من مقتل بائع السمك محسن فكري في ما سمي شعبيا بـ "#طحن_مو".

الإقالة

وأعلن وزير الداخلية محمد حصاد، صباح الثلاثاء، "إلحاق محمد الزهر عامل إقليم الحسيمة  بالمصالح المركزية لوزارة الداخلية وتكليف الوالي المفتش العام للوزارة محمد فوزي بالإشراف على تسيير شؤون عمالة الإقليم في انتظار تعيين عامل جديد من طرف الملك في المجلس الوزاري".
 
وتابع بلاغ وزارة الداخلية حصلت "عربي21" على نسخة منه، "أن وزير الداخلية ترأس يوم الثلاثاء بمقر عمالة إقليم الحسيمة (محافظة)، اجتماعا خصص للاطلاع على التطورات التي شهدها الإقليم في الآونة الأخيرة والوقوف عن كثب على حقيقة الأوضاع بالمنطقة وتدارس السبل الكفيلة بتسريع الدينامية التنموية بالإقليم".

وأفاد أن "هذه الخطوة تأتي حرصا على تهيئ أجواء جديدة بإقليم الحسيمة من شأنها مواكبة انتظارات الساكنة وتوفير الظروف الملائمة لتحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية مستدامة بما يستجيب لتطلعات وانشغالات ساكنة الإقليم".

وسجل أن "وزير الداخلية حث جميع المسؤولين وكافة الهيئات المنتخبة وفعاليات المجتمع المدني للانخراط في التعبئة الجماعية للعمل على تنمية الإقليم حتى يستجيب لتطلعات أبنائه، الذين يحملون بدورهم مسؤولية النهوض التنموي به، وتكثيف الجهود خدمة لرعايا الملك، والتجند الدائم في سبيل خدمة الصالح العام".

الأحد الحارق

ومنذ أزيد من خمسة أشهر على مقتل "بائع السمك" محسن فكري ومنطقة الحسيمة والريف وشمال المغرب بشكل عام تعيش على وقع مسيرات احتجاجية أسبوعية للمطالبة بالتحقيق وبإنصاف المنطقة ورفع التهميش عن سكانها.

وفي الأحد الأخير 26 آذار/ مارس الجاري نشبت مواجهات عنيفة بضواحي مدينة إمزورن بإقليم الحسيمة، بين حشود من تلامذة المؤسسات التعليمية وأفواج من قوات الأمن العمومية، بعد تدخل أمني لوقف مسيرة احتجاجية خاضتها الحركة التلاميذية. 

وبحسب الصحافة المحلية، فقد كانت مسيرة حاشدة قادها تلامذة المؤسسات التعليمية انطلقت من بلدة بني بوعياش عازمة على التوجه صوب مدينة الحسيمة مرورا ببلدة إمزورن، قبل أن تتدخل عناصر قوات الأمن لمنع المتظاهرين من مواصلة المسير وسط محاصرة أمنية مشددة، ما أسفر عن اندلاع مواجهات اتسمت بالعنف. 

وخـلال المواجهات المندلعة بين التلاميذ المتظاهرين وقوات الأمن بإمزورن، شبّ حريق مهول بحافلة وسيارة تابعتين لمصالح الأمن، بحيث أتت ألسنة النيران عليهما بالكامل، مما خلف سحب أدخنة تصاعدت بكثافة في سماء البلدة، في حين تعذر معرفة الأسباب الواقفة وراء نشوب الحريق، فيما رجحت مصادر محلية أن يكون المتظاهرون من أقدموا على إحراق العربتين.

وتعد أحداث الأحد آخر فصول المواجهة المفتوحة بين الحراك الشعبي في منطقة الشمال المغربي، وقوات الأمن التي استعملت عشرات المحاولات لوقف الغضب الشعبي على مقتل بائع السمك محسن فكري، لكنها فشلت في ذلك.

اقرأ أيضاغضب بالمغرب إثر "طحن" بائع سمك داخل شاحنة أزبال (شاهد)