صحافة دولية

هكذا اهتمت صحف بريطانيا بظاهرة "مسعود" منفذ هجوم لندن

لم تكشف السلطات بعد كيف تحول مسعود إلى الفكر المتطرف - أ ف ب
تناولت الصحافة البريطانية الهجوم الأخير في لندن بالتركيز على منفذ الهجوم، خالد مسعود، وكيف تحول من مواطن عادي إلى متطرف، يقتل آخرين في الشارع.

وحاولت صحيفة "فايننشال تايمز" فهم السبب الذي جعل خالد مسعود أو إدريان إلمر يتحول من رب أسرة إلى قاتل.

وقال سام جونز كاتب التقرير إن المحققين في الهجوم سيحاولون مثل بقية الهجمات جمع خيوط حياة رجل تقول الشرطة إنه كان على هامش العنف، ولكنه رب أسرة مثالي كما قال جيرانه الذين عرفوه عن قرب، وسيركز المحققون على السبب الذي جعل هذا الرجل يتحول للعنف ومتى قرر قتل المارة ورجال الأمن في الشوارع انطلاقا من أيديولوجيته.

ونقلت الصحيفة عن جيران مسعود (52 عاما) أنه كان ملتزما بشؤون عائلته اليومية وكان رجلا هادئا لم يزعج أحدا هو وعائلته. فيما تذكره آخر أنه كان يعتني بمدخل بيته وينظفه من الأعشاب على الدوام.

وكان "رافييار صديقي" في محله في شارع هيجلي- بيرمنجهام وهو يراقب الأحداث وهي تتكشف أمامه، ووصف كيف دخلت الشرطة إلى دكانه: "رأيت رجال الشرطة يحملون السلاح، وطلبوا مني الذهاب إلى الجزء الخلفي من المحل"، وعندما خرج صديقي من مكانه شاهد عربة ورجل معصوب العينين تقتاده الشرطة.

وقامت الشرطة بعد الهجوم بسلسلة من الاعتقالات في بيرمنجهام من أجل فهم قصة ودوافع مسعود. وكان العنوان الذي عاش فيه بهاغلي- بيرمنجهام أولوية للشرطة لبداية التحقيق مع أن مسعود انتقل منه إلى مكان آخر، وعاش في أيامه الأخيرة في لندن.

وقالت عائشة حسين التي كانت تمر من الشارع الذي عاش فيه مسعود: "من الفظيع أن تعرف أن شخصا كان يعيش هنا وفعل كل ذلك"، ونقلت الصحيفة عن آخر كان يسير بدراجته الهوائية، إن بيرمنجهام كانت مركز النشاطات الإسلامية، ولكن ليس المنطقة التي عاش فيها مسعود.

وقال إن المشاعر كانت متوترة وحادة في شارع هيجلي. فالمحلات التي استهدفتها الشرطة على طوله يملكها تجار إيرانيون- شيعة. وهم عادة هدف كراهية للجماعات المتشددة.

ومثلما عبر سكان شارع  هيجلي عن دهشتهم شعر الخبراء بالحيرة من الطريقة التي تحول فيها مسعود. فيوم الاثنين وصفت تريزا ماي، المنفذ بأنه عرض للتحقيق مع وكالة الأمن الداخلي- أم آي فايف- إلا انه لم يكن على قائمة التحقيق في قضايا الإرهاب. مشيرة إلى أنها قضية قديمة.

وقالت الشرطة إنه استخدم عددا من الأسماء. ولا يوجد ما يثبت أنه ولد في كينت باسم خالد مسعود حسبما قالت الشرطة.  إلا أن "بي بي سي" قالت إنه ولد في دارتفورد باسم إدريان إلمز وعاش في ري- كرولي إيستبورن.
 
وتم استهدافه بالمراقبة بسبب جرائمه السابقة، ويقول الخبراء إلى أنه ربما كان على هامش التطرف، إذ ورد اسمه في مؤامرة إرهابية واحدة أحبطت في بيرمنجهام ".

ويرى رافائيلو بانوتشي، مدير  الدراسات الدولية في معهد الدراسات المتحدة: "يشبه الهجوم على ما يبدو الهجمات التي كنا نتوقع حدوثها، أنت تتعامل مع شخص كان في شبكة الجهاديين المعروفة، لكنه لم يكن جزءا منها، ولم يكن أولوية أو موضوعا للتحقيق بل كان على هامشها، وإعطاء الأولوية  لشخص كهذا واتخاذ القرار للتدخل يعتبر مشكلة كبيرة للأجهزة الأمنية اليوم".

وأضاف أن "أم آي فايف" لديها 3.000 شخص على قائمة الملاحقة. وغالبية هؤلاء لا يتعرضون للتحقيقات التي يقوم بها الجهاز حاليا، أي 500 شخصا وتركز من بينهم على الأكثر أهمية وخطورة.

وتقول الحكومة إن مسعود تصرف لوحده إلا أن أفكاره المتطرفة لم تولد في العزلة، فقد كان معروفا بعلاقاته مع المتشددين في بيرمنجهام. ومع أن الأشخاص الذين اعتقلوا لا علاقة لهم أو معرفة بنوايا مسعود، لكنهم يستطيعون إلقاء الضوء على الرحلة التي أوصلته للقتل. 

وختمت بأن المهم هو التأكيد على علاقة مسعود بتنظيم الدولة أو القاعدة من أجل البحث عن هجمات أو مؤامرات في طريق الإعداد ووقفها، رغم إعلان وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة عن مسؤوليتها عن الهجوم وأن مسعود هو من "جنود" الخلافة.

ديلي تلغراف، قالت إنه يجب التصدي لخطر التطرف المتزايد عبر الإنترنت، بإغلاق المواقع التي تنشر المحتوى المتطرف، أو المؤيد للجماعات الإرهابية.


وتضيف الصحيفة أنه يجب على الدولة تطوير خطط لمكافحة التطرف على الإنترنت، ومن عرضة الانزلاق فيه، إلى جانب عمل برامج وأنشطة لدمج الشباب، وإشراكهم في كل ما يحول بينهم وبين انخراطهم في التطرف.

أما التايمز، فناقشت دور تنظيم الدولة الذي تبنى العملية بعد 22 ساعة عبر وكالة أعماق الدعائية التابعة للتنظيم.

وقالت الصحيفة، إن تبني التنظيم للعملية جاء وفقا للصياغة ذاتها التي استخدمها التنظيم في التصريحات السابقة، التي تبنى فيها عمليات قام بها ذئاب منفردة بداعي "الاستجابة لدعوة الدولة لاستهداف مواطني التحالف".

وتساءلت الصحيفة: "ما الدور الذي أداهه التنظيم؛ التدبير، أم التسهيل، أم الإلهام فقط؟".

وأضافت أنه ربما لم يكن له صلة بالتنظيم؛ فالتنظيم عادة ما يربط بين نفسه وكل من ينفذ أي عملية بأي وسيلة كانت.

وهجمات التنظيم في الغرب كما تقول الصحيفة تنقسم إلى ثلاثة أنواع، أخطرها التي يقوم التنظيم بالتخطيط لها مثل الهجمات التي نفذها المهاجمون في باريس، والأقل خطورة تلك التي يسهلها التنظيم بصلات عبر الإنترنت، كالتشجيع والتزويد بالسلاح.

أما الهجمات المستلهمة، فينفذها أصحابها مستلهمين إيديولوجية التنظيم، لكن دون صلة مباشرة به.