ملفات وتقارير

من هي الجهات التي تتعمد إطلاق قذائف من غزة لتوريط المقاومة؟

القذائف المجهولة باتت تغذي نهم الاحتلال وتدفعه لضرب أهداف استراتيجية ومدنية في قطاع غزة- أرشيفية
فتح توالي اطلاق صواريخ وقذائف من قطاع غزة باتجاه الكيان الإسرائيلي من جهات لا تتبع فصائل المقاومة الفلسطينية ، وبصورة خارجة عن الإجماع الفصائلي، باب التساؤل حول الجهات التي تقف خلف هذه الظاهرة التي باتت تغذي نهم الاحتلال وتدفعه لضرب أهداف استراتيجية ومدنية في قطاع غزة.

وتشير صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أنه جرت العادة أن يقوم الجيش الإسرائيلي في عهد وزير الحرب السابق موشيه يعالون بالرد خلال ساعات الليل على أي إطلاق للقذائف الصاروخية، باستهداف مواقع تابعة لحماس.

ولكن منذ أن دخل أفيغدور ليبرمان مقر وزارة الحرب بدأ الجيش سياسة جديدة يرد بموجبها على أي قذيفة تسقط من غزة بهجمات مستمرة ضد أهداف عديدة لحماس، بما في ذلك مواقع الرصد وأهداف جوهرية أخرى، تحت شعار "استغلال الفرص" .

جهات "مشبوهة"

وكشف مصدر أمني لـ"عربي21" عن وقوف جهات "مشبوهة" وراء اطلاق الصواريخ من قطاع غزة باتجاه جنوب "إسرائيل"

وقال المصدر الذي رفض الكشف عن هويته، أن الأجهزة الأمنية في قطاع غزة ألقت القبض مؤخرا على عناصر تبين من التحقيق معها ارتباطها بأشكال مباشرة وغير مباشرة مع المخابرات الإسرائيلية.

وبحسب المصدر، يوكل لهذه العناصر اطلاق صواريخ من قطاع  غزة باتجاه مناطق غير مأهولة جنوب "إسرائيل"، ولا تسبب أية أضرار، وذلك بغية إعطاء ذريعة للرد عليها.

اقرأ أيضا : محلل إسرائيلي يضع سيناريوهات لحرب محتملة ضد غزة

من جهته قال الخبير الأمني إسلام شهوان  إن إسرائيل تتعامل مع المقاومة في قطاع غزة عبر سياسة "قص العشب"، التي تهدف لقطع الطريق على أي تطور قد تحرزه على صعيد الاعداد العسكري، ما يدفعها بين الفينة والأخرى لتوجيه بعض العناصر بطرق مختلفة لإطلاق صواريخ، حيث يجري استغلال ذلك إعلاميا لضرب مواقع المقاومة بردات فعل مبالغ فيها تطال أهدافا استراتيجية.

صواريخ بدائية


وقال شهوان لـ"عربي21":" المقاومة تتلقى ضربات مؤلمة تطال الأنفاق وبعض أماكن التصنيع والتدريب، وتتكبد خسائر كبير جراء القصف الإسرائيلي".

ولم يستبعد شهوان أيضا قيام بعض العناصر المتشددة بإطلاق هذه الصواريخ بعيدا عن الإجماع الفصائلي، معتبرا أن الأوضاع في غزة غير مهيأة لأي مواجهة مع الاحتلال الآن. 

وعن طبيعة الصواريخ التي تطلق قال الخبير الأمني إنها صواريخ بدائية ذات مديات قليلة، وغير دقيقة وتسقط في الغالب في أماكن فارغة، أو داخل حدود قطاع غزة.

وحول الصواريخ التجريبية التي تطلقها المقاومة في غزة باستمرار قال شهوان :" الصواريخ التجريبية مرصودة من قبل الاحتلال، ووجهتها معروفة وغالبا تتم تجاه البحر، وذلك لغرض قياس الدقة والمدى المطلوب، ولم يثبت أن أي منها قد أطلق  باتجاه تجمعات العدو".

ولفت الخبير الأمني إلى وجود غرفة عمليات مشتركة يجري من خلالها  التنسيق المتبادل بين جميع فصائل المقاومة في قطاع غزة، ويتم من خلالها تقييم الأوضاع والخروج بإجماع فيما يتعلق بالتعامل مع عدوان الاحتلال، ولا يمكن لأحد الاستفراد بالقرار.

اقرأ أيضا : أبو عبيدة للاحتلال: أي عدوان قادم ستكون لنا كلمة فيه


من جهته استبعد المحلل السياسي الدكتور عدنان أبو عامر حصول مواجهة حالية بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي قائلا:" إسرائيل والمقاومة تسيران على حبل دقيق بين الردود المتوازنة وتكسير قواعد اللعبة، فكلاهما حذر من الدخول في مواجهة مفتوحة رغم أن استمرار القصف من إسرائيل قد لا يضمن عدم الانزلاق نحو مواجهة غير مرغوبة".

مواجهة محتومة

ورغم وجود توافق علني بين المقاومة و"إسرائيل" على عدم الرغبة في التصعيد؛ أشار أبو عامر في حديث لـ"عربي21" أن الحروب الثلاثة الأخيرة التي ضربت غزة، حصلت في ذات الظروف الحالية وتدحرجت الأمور حينها وكبرت كرة الثلج إلى أن أفضت لمواجهة محتومة.

وحول المستفيد من حالة اطلاق الصواريخ من غزة قال أبو عامر :" لا أحد بالضرورة يعلم المسؤول عن اطلاق الصواريخ، فالحديث يدور عن أكثر من جهة، لكن ربما الجهات الأمنية في غزة وإسرائيل تعلمان من يقف وراءها ".

وكانت صحيفة يديعوت أحرونوت نقلت عن مصدر في الجيش الإسرائيلي زعمه إلى أن معظم الخلايا التي تطلق القذائف الصاروخية من غزة وسيناء باتجاه إسرائيل هي مجموعات سلفية مقربة من تنظيم الدولة.

وأشار المصدر إلى أن القدرات العسكرية لهذه المجموعات في غزة متواضعة نسبيا، حيث تتركز أساسا في الأسلحة الخفيفة وبعض القذائف الصاروخية.

وتوقعت يديعوت أن يدفع استمرار القصف على غزة فصائل المقاومة على رأسها حماس للرد بقوة على أي هجوم إسرائيلي، في إطار جولة جديدة من المواجهة العسكرية الكبيرة بين الجانبين ستقع لا محالة.