صحافة إسرائيلية

معلق إسرائيلي: غياب شخص عاقل بواشنطن وإسرائيل مقلق

المعلق الإسرائيلي أكد أن عدد اليهود الذين يقتحمون الحرم قد زاد - عربي21
تدفع تراكم الأحداث وزيادة عدد اليهود المقتحمين للمسجد الأقصى المبارك، مع عدم وجود "شخص عاقل ومسؤول" في واشنطن وغياب قيادة إسرائيلية تتحمل المسؤولية؛ (تدفع) إلى زيادة التوتر في المنطقة.
 
ورأى معلق الشؤون الفلسطينية في صحيفة "هآرتس" العبرية، نير حسون؛ في مقال له نشر الثلاثاء بالصحيفة؛ أن "هناك تراكما مقلقا لأحداث متعلقة بالحرم في الآونة الأخيرة، مما يثير الخوف من جولة عنف أخرى في القدس (المحتلة)"، معتبرا أن العملية التي نفذها الشهيد إبراهيم محمد مطر (25عاما)، عند أبواب الحرم "تبشر ببداية موجة العنف".
 
وأضاف: "منفذ العملية جاء من جبل المكبر؛ ومنزله يبتعد نحو 400 متر بخط هوائي من بيت فادي قنبر (منفذ عملية الدهس بالشاحنة والتي أدت لمقتل أربعة جنود إسرائيليين)"، مشيرا إلى الارتباط الوثيق بين الشهيد مطر والمسجد الأقصى؛ حيث ظهر في إحدى الصور وقبة الصخرة تظهر في خلفية الصورة.

اقرأ أيضا: استشهاد فلسطيني بعد طعن جنديين إسرائيليين بالقدس (شاهد)

ورأى حسون، أن العملية "لم تكن مفاجئة بالنسبة للكثيرين في شرقي القدس، وهي حدثت على خلفية النقاش الآخذ في الاتساع، بأن إسرائيل تحاول مجددا إبعاد المسلمين عن الحرم؛"، منوها إلى أن "الشعور بالتهديد؛ يتكون من عوامل كثيرة لا ترتبط ببعضها بعضا من وجهة نظر إسرائيل، وهي قانون حظر الآذان في المساجد الذي تمت المصادقة عليه بالقراءة الأولى".
 
وتابع: "وهناك الحفر تحت حي سلوان بالقدس، ويزداد الحديث عن أنه يهدف إلى الإضرار بالمسجد الأقصى، وافتتاح مسار سياحي في منطقة يرى الفلسطينيون والحكومة الأردنية أنه يأتي على حساب التراث الإسلامي.. وقول القاضي الإسرائيلي إن الحرم موقع مقدس لليهود"، مضيفا: "كما أن افتتاح "المغاطس"، وهو مسار سياحي على مشارف الأقصى، بمشاركة سياسيين من اليمين الإسرائيلي، تزامن مع تنديد الفلسطينيين والأردنيين، الذين ادعوا أنه على حساب التراث الإسلامي".
 
وقال: "إذا لم يكن هذا كافيا، فقد كشفت صحيفة يديعوت أمس؛ أن وزيرة الثقافة ميري ريغف (عملت من خلال منصبها السابق رئيسة للجنة الداخلية التابعة للكنيست دورا حاسما في تأجيج الخلاف حول الحرم) مع وزير شؤون القدس زئيف الكين؛ اقترحا مشروع إقامة صندوق حكومي لرعاية تراث الحرم".
ذ
اقرأ أيضا: ردا على قرار يونسكو.. صندوق جديد لدعم صلة اليهود بالأقصى
 
وعلى خلفية كل ما سبق؛ أكد المعلق الإسرائيلي أن "عدد اليهود الذين يذهبون (يقتحمون) إلى الحرم زاد؛ فقد دخل الأقصى الخميس الماضي 96 إسرائيليا، بزيادة عما يوازيها من العام الماضي تقدر بـ60 في المئة"، موضحا أنه "مع زيادة العدد يتراجع موضوع القرارات التي تمنع اليهود من الصعود إلى الحرم، التي قررتها الشرطة بعد الأحداث العنيفة في السنوات 2014 – 2015".
 
ونبه حسون أنه "يسمح لليهود بالذهاب إلى الحرم القدسي الآن بأعداد أكبر، وإجراء جولات أطول في المكان ولوقت أكبر؛ كما يتم اعتقال (وفق زعمه) الزائرين اليهود الذين يتجاوزون القانون في الموقع من خلال الصلاة فيه؛ فيما يقوم الفلسطينيون بنشر مقاطع فيديو في الشبكات الاجتماعية لليهود في الحرم بعنوان "مقتحمون"، والدعوة للعمل ضدهم".
 
وأشار المعلق إلى أن "الفلسطينيين مثلما كان في السابق؛ يربطون بين الأحداث المختلفة التي تعبر حسب رأيهم عن تهديد متزايد للأقصى"، منوها لبيان الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة قبل أربعة أيام؛ والذي "طلبت فيه المساعدة".
 
وجاء في البيان وفق ما نقله حسون؛ أن "مدينة القدس والمسجد الأقصى الشريف يتعرضان منذ العام 1967 وحتى الآن لعملية تهويد عنصرية هستيرية، على أيدي قوات الاحتلال والأذرع الرسمية والكولونيالية، بواسطة برامج تهويد متعددة"، وتابع البيان أن العمل يتم في أكثر من اتجاه؛ "الأول؛ هو قانون المؤذن الذي يسعى إلى التطهير العرقي، والثاني؛ خنق الأقصى وإقامة مراكز للمستوطنين، والثالث؛ إيجاد واقع جديد من خلال تغيير الوضع التاريخي القائم منذ العام 1967".
 
وأكد مسؤول شؤون الشرق الأوسط في جماعة الأزمات الدولية، عوفر زلتسبرغ؛ لصحيفة "هارتس"، أن "الساسة الإسرائيليين يستصعبون معرفة الارتداد الذي يخلقه سلوكهم، في الوقت الذي تراكم فيه التوتر فيما يتعلق بالحرم، في حين أن زعماء إسرائيل أسرى للنقاش الإسرائيلي الداخلي، ولا يجدون الصلة بين أعمالهم وبين الرد العربي".
 
ومجددا حذر حسون من طريقة تعامل الحكومة الإسرائيلية مع الحرم القدس الشريف؛ لأن "التعامل مع موضوع الحرم خطير دائما، ولا يمكن الاعتماد على الرزنامة التي تؤدي للتوتر في القدس".
 
وأوضح المعلق الإسرائيلي، أن هذه الأجواء من التوتر والحديث عن نقل السفارة الأمريكية للقدس؛ "تحدث كلها في الوقت الذي لا توجد فيه لإسرائيل مظلة أمان على شكل وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري"، منوها "لاستدعاء كيري إلى المنطقة للتوصل إلى تفاهمات غير رسمية بين إسرائيل والأردن تؤدي إلى تهدئة الخواطر في موضوع الحرم".
 
وأكد حسون؛ أنه "في ظل غياب شخص بالغ وعاقل (في إشارة منه لشخصية ترامب الجدلية) في واشنطن ومع الكثير من السياسيين الذين لا يتحملون المسؤولية في القدس، هناك بالتأكيد سبب يدعو للقلق".