قضايا وآراء

الخميني "الإخواني" ومرشح الإخوان في فرنسا!

1300x600
قد يبدو العنوان غريباً عجيباً.. كيف يمكن أن يكون الخميني مؤسس دولة ولاية الفقيه الشيعي في إيران "إخوانيا"، أي عضواً في جماعة الإخوان المسلمين السنية بكل أبعاد ودلالات ذلك؟ ومن هو مرشح الإخوان المزعوم هذا؟ 

لنبدأ بقصة "مرشح الإخوان" والمقصود هنا في الانتخابات الرئاسية المقبلة في فرنسا... القصة ليست اختراعاً كما يبدو من اختراعات الإعلام المصري "المتعود دائما" على فبركات ومزايدات أكثر من السيسي نفسه حول الإخوان، فالقصة حقيقية وموثقة في فرنسا ووسائل إعلامها.  

مرشح الإخوان المزعوم اسمه "بلال" هامون، طبعاً هو ليس اسمه الحقيقي، إنما بُنوا هامون، مرشح اليسار المختار بعد انتخابات تمهيدية، فاز فيها مؤخراً على حساب رئيس الحكومة الفرنسية السابق مانويل فالس. والمفارقة أن أنصار الأخير وفي حملة استهداف هامون، زايدوا في تهجماتهم عليه أكثر من أنصار اليمين المتطرف أنفسهم، فإذا كان أنصار مارين لوبان أطلقوا عليه اسم "بلال"، واتهموه بأنه مناصرللإسلاميين في فرنسا، فإن أنصار رئيس الحكومة الفرنسية " اليساري الاشتراكي" مثله، ووزير التربية السابق في حكومته، ذهبوا إلى اتهامه بأنه "مرشح الإخوان المسلمين".وفي مابدا تصعيداً ضده، ذهبت مجلة "فالور أكتيوال" (قيّم حالية) اليمينية، عشية التصويت في الانتخابات التمهيدية إلى التساؤل تحت عنوان عريض:" بُنوا هامون، مرشح الإخوان المسلمين؟"، وذلك نقلاً عن تقرير لصحيفة "ليبيراسيون" اليسارية، نقلت فيه عن أحد الوزراء من مناصري فالس، قوله إن هامون سيكون "مرشح الإخوان المسلمين".

غير أن حملة "الشيطنة" التي تعرض لها بُنوا هامون لم تؤثر عليه، بل استطاع بعدها هزم فالس، ليكون مشرح اليسار الفرنسي للانتخابات الرئاسية المقبلة.

وأبَدى بُنوا هامون شجاعة في التصدي لحملة التشويه "الإسلاموفوبية"، التي تعرض لها، ورد على اليمين المتطرف، الذي أطلق عليه اسم "بلال"، بـالقول "إنه اسم جميل وهو مؤذّن الرسول محمد، وشدّد على "أن الإسلام لا يتعارض مع قيم الجمهورية، وأنه "من غير المقبول الاستمرار في جعل إيمان ملايين المواطنين الفرنسيين المسلمين مشكلة للمجتمع الفرنسي". 

اللافت أن هوس اليمين المتطرف بالأسماء العربية في الحقيقة، والتي يعتقد أنها إسلامية فقط، أخذ بعداً "سرياليا" فقد أطلقوا اسم "علي" على ألان جوبي، المرشح المنهزم في الانتخابات التمهيدية لليمين الفرنسي، كما أطلقوا اسم "فريد" على فرانسوا فيون، الذي فاز بالانتخابات التمهيدية لليمين ليكون مرشح اليمين في الإنتخابات الرئاسية المقبلة. المفارقة أن الأخير، الذي يوجد في قلب فضيحة مالية قد تطيح به وبترشحه، يزايد في خطابه "الإسلاموفوبي" على اليمين المتطرف ومرشحته مارين لوبان.

وقد أخذ الهوس بالإسلام و بـ"الإخوان المسلمين"عند "فريد"، عفوًا فرانسوا فيون أبعادًا "تراجيكوميدية"، حيث أصدر كتيباً بعنوان "لوِضع حد للتوتاليرية (الشمولية) الإسلامية" كتب فيه: "أذُكر فقط أن آية الله الخميني كان أحد زعماء الخلية الإيرانية للإخوان المسلمين، ومن خلالهم خاض حرباً ضد نظام الشاه منذ 1963. ولم تفك إيران ارتباطها بهذا الشكل من الجهاد، الذي تحول إلى سلاح فتاك للمتطرفين السنة إلا بعد هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001". مثلما كشف الكاتب الفرنسي، المصري المولد، ألان غريش فإن مرشح اليمين الفرنسي يظهر خلطاً جاهلاً بين جماعة "الإخوان المسلمين" السنية والخميني الشيعي. 

ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية في فرنسا يبدو أن مسلسل الخلط الإسلاموفوبي مرشح إلى مزيد من الحلقات "السريالية".