سياسة عربية

تضارب الأنباء حول السيطرة على مطار الموصل.. فما أهميته؟

قوات عراقية تحمل علم تنظيم الدولة مقلوبا خلال معارك الأمس- أ ف ب
تضاربت الأنباء الواردة بشأن معركة السيطرة على مطار الموصل بعد نفي القيادة العسكرية المشرفة على العمليات السيطرة عليه وقالت إن الاشتباكات ما زالت مستمرة في الوقت الذي أعلن فيه التلفزيون الرسمي دخول المطار واستعادته بالكامل.

وقال التلفزيون الرسمي العراقي: إن قوات الرد السريع التابعة لوزارة الداخلية، اقتحمت مطار الموصل مساء اليوم وسيطرت عليه بعد معارك عنيفة مع تنظيم الدولة.

ونقلت عن قائد اللواء الثالث للقوات العقيد مهدي عباس، أن "قطاعات فرقة الرد السريع فقط دخلت المطار ومعمل السكر المجاور وقامت بالسيطرة عليه وتقوم بعمليات تمشيط واسعة لتطهير المكان".

ونقلت وكالات أنباء عن مراسليها قولهم: إن أعمدة دخان ترتفع من مصنع السكر، المجاور للمطار بعد السيطرة عليه في معارك اليوم.

وقام تنظيم الدولة اليوم، بشن العديد من الهجمات الانتحارية، بواسطة سيارات مفخخة يقودها عناصره في منطقة المطار، خلال الهجوم في محاولة لإبطاء أي تقدم للقوات العراقية.

ونقل بيان لخلية الإعلام الحربي (التي تتولى توزيع أخبار العملية العسكرية) عن قائد عمليات "قادمون يا نينوى" الفريق الركن عبد الأمير رشيد يارالله، أن "قوات مكافحة الإرهاب اقتحمت معسكر الغزلاني" القريب من موقع المطار.

وقالت مصادر عراقية، إن تنظيم الدولة قام خلال الفترة الماضية بتدمير مرافق ومدارج المطار، لمنع القوات العراقية والتحالف الدولي، من الاستفادة منه وتحويله لمركز انطلاق لقصف مواقعه في الموصل.

وبشأن الأهمية العملياتية لمطار الموصل قال المحلل والخبير العسكري العميد إلياس حنا: إن المطار "جزء مهم من الطرف الجنوبي للمدينة بسبب مساحته الكبيرة، على الرغم من تدمير التنظيم لجميع مبانية، وأماكن هبوط الطائرات".

وأوضح حنا لـ"عربي21" أن تنظيم الدولة قام بتدمير جميع المباني القريبة من المطار وداخله، والتي تسد الرؤية للتمكن من ضرب القوات المهاجمة من مسافات بعيدة، ووصول القوات الآن إلى داخل المطار، يعني الاقتراب أكثر من طرف مدينة الموصل.

وشدد على أن الأهمية الرمزية الآن للسيطرة على مطار الموصل، هو التمهيد لتطويق مركز المدينة المتبقي بيد تنظيم الدولة بالكامل، من جميع الجهات وتشديد الخناق عليه.

وبشأن الدمار الواسع الذي خلفه التنظيم في مرافق الطائرات داخل المطار، قال حنا: إن القوات المهاجمة "ليست بحاجة لهذه المواقع من أجل شن الهجمات" مشيرا إلى أن الطائرات النفاثة تنطلق من حاملات الطائرات الأمريكية في الخليج وعدد من المطارات المحيطة بالموصل وليست بحاجة لهذا المكان.

ولفت إلى أن الطائرات المروحية يمكنها الهبوط في مساحات صغيرة ربما يتم تسويتها بالمطار، الذي أعطى عمقا عملياتيا وأفضلية في الهجوم، الآن بعد السيطرة عليه.

ورأى أن مساحة المطار ستخدم المرحلة المقبلة من العملية، والتي يتوقع أن تكون أكثر صعوبة من المرحلة الحالية بشكل أكبر.

وعلى صعيد الهجوم على الطرف الغربي، قال حنا لـ"عربي21" إن الأمر يتعلق بتنظيم الدولة وإرادته على القتال، ومستوى الاستعداد وتحضير الأرضية، من أجل المواجهة النهائية.

وأضاف: "كذلك الأمر يتعلق بمدى الاستعدادات الأمريكية، واستعداد الحكومة العراقية، لمعركة من المؤكد أنها ستكون أطول، من معركة الجانب الشرقي".

وأشار إلى أن الجانب الغربي من الموصل أكثر كثافة، والبنية التحتية فيه أكبر وأفضل، من الجانب الشرقي وهو ما يجعله مناسبا أكثر لقتال الشوارع.

ولفت إلى أن تنظيم الدولة على ما يبدو استعد جيدا لمرحلة الجانب الغربي، لأن معارك الفترة الماضية كشفت أنه تحضر كثيرا للجانب الشرقي، عبر الأنفاق والانتحاريين، وإلا لما استمرت المعارك منذ تشرين أول/ أكتوبر من العام الماضي حتى فترة قريبة.