مقابلات

مدير الأهرام المرشح للنقابة يتحدث عن علاقته بالسلطة

حمّل سلامة مجلس النقابة الحالي مسؤولية تدهور أوضاع الصحفيين - أرشيفية
حمّل عبد المحسن سلامة، مدير تحرير جريدة "الأهرام" الحكومية؛ والمرشح لمقعد نقيب الصحفيين بمصر، مجلس النقابة الحالي برئاسة يحيى قلاش؛ مسؤولية تدهور مهنة الصحافة، والتفريط في حقوق الصحفيين النقابيين، نافيا أن يكون "مرشح الدولة"، رغم تأكيده أن علاقته بها جيدة.

وفي مقابلة خاصة مع "عربي21"، اتهم سلامة "القائمين على النقابة (بأنهم) انحرفوا بمهنة الصحافة عن أهدافها، وأهملوا أولوياتها"، معتبرا أن ترشحه لمنصب النقيب هو "من أجل إنقاذ المهنة من الضياع، والصحفيين من التشرد"، وفق قوله.

لست مرشح الدولة

ونفى سلامة أن يكون مرشح الدولة كما يقول البعض، ولكنه أكد أنه "ليس بالضرورة إذا كنت في علاقة طيبة أن تكون مرشحها، بل أراها ميزة لصالح المهنة والصحفيين، وليست سبة أو قدحا"، على حد قوله.

وتساءل: "هل ينبغي ألا يكون لمرشح أي نقابة أي علاقات بالدولة؟ لا يعني علاقات جيدة مع الدولة، أنه مرشح أو رجل الدولة، كما يحلو للبعض الترويج له".

وعبد المحسن سلامة، هو مدير تحرير جريدة الأهرام الحكومية، وسبق له أن شغل مقعد الوكيل في فترة رئاسة الصحفي مكرم محمد أحمد، إبان عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، وفي 2013 خسر الانتخابات لصالح المرشح ضياء رشوان.

وأعلن سلامة ترشحه لمقعد نقيب الصحفيين، في انتخابات التجديد النصفي للنقابة، وتقدم بأوراق ترشحه في مقر النقابة. وأعلن مجلس نقابة الصحفيين، فتح باب الترشح لانتخابات التجديد النصفي السبت، ومن المقرر انعقادها 4 آذار/ مارس المقبل.

ويحظى عبد المحسن سلامة بدعم رموز صحفية وإعلامية موالية لنظام عبد الفتاح السيسي، مثل نقيب الصحفيين السابق، مكرم محمد أحمد، والإعلامي أحمد موسى، وآخرين.

صحفيون تحت خط الفقر

وعن حقيقة ما أثير حول منحه وعودا للصحفيين بزيادة البدلات والحوافز من أجل التصويت له في الانتخابات، قال سلامة: "بداية؛ لم أقل مثل هذا الكلام، لكن دعني أقول لك إن زيادة البدل، وزيادة أجور الصحفيين حق مشروع للصحفيين يجب أن تعمل النقابة ومجلسها على توفيره؛ لأن الزملاء في النقابة تحت خط الفقر".

وأضاف: "لا ينبغي أن يكون الزملاء في المهنة تحت خط الفقر، ونكتفي بالتفرج عليهم، وعدم تقديم أي دعم لهم. فهناك صحفيون يتسولون بسبب تدني الأجور". وتابع متسائلا: "هل من المنطقي أن يدخل الشحص في مهنة ولا يمكنه أن يقتات منها، أو يتعيش ها هو أسرته، وبعضهم لا يملكون الإنفاق على بيوتهم؟".

وحذر من تأثير ذلك على مهنة الصحافة، وقال: "تدني دخول الصحفيين النقابيين يؤثر على المهنة نفسها؛ فأي حرية للبطون الجائعة إذا جاع قلم الصحفي؟"، مشيرا إلى أنه يجب السعي لتعزيز دخل الصحفي "حتى يمكنه أن يؤدي رسالته على أكمل وجه، وهو حق مشروع له، وليس منحة"، على حد وصفه.

أولويات المهنة.. ليس الصدام مع الدولة

وفيما يتعلق بأسباب ترشحه، قال: "المهمة أخطر من أي شيء. نحن نتحدث عن إنقاذ نقابة، وإنقاذ مهنة، فالأمر أشبه بوجود مركب يغرق، فإما أن يتم إنقاذه، أو يغرق بمن فيه"، بحسب تعبيره.

وعاد سلامة لانتقاد ممارسات مجلس النقابة الحالي، متهما إياه بأنه "لم يضع الأولوية لمهنة الصحافة، أو معالجة الأزمات التي تمر بها، واتجه بها نحو طرق فرعية من خلال أولويات ليست من اهتمامات النقابة"، مضيفا: "نحن مع كرامة الصحفيين وحرياتهم، ونرفض أي تعد على حقوقهم، وأي مساس بالحريات"، كما قال.

ودخل مجلس النقابة الحالي في صدام مع نظام السيسي، في أعقاب اقتحام قوات الأمن لمقر النقابة في أيار/ مايو الماضي؛ للقبض على الصحفيين عمرو بدر ومحمود السقا، بعد صدور أوامر ضبط وإحضار لهما بتهمة التحريض على التظاهر خلال جمعة الأرض في 25 نيسان/ أبريل الماضي.

كما قررت النيابة إحالة نقيب الصحفيين يحيى قلاش، وسكرتير النقابة جمال عبد الرحيم، وعضو مجلسها خالد البلشي، للمحاكمة بتهمة إيواء مطلوبين للعدالة، وهي القضية التي حُكم عليهم فيها بالحبس لمدة عامين، وحددت المحكمة جلسة 25 شباط / فبراير المقبل للنطق بالحكم في استئنافهم على حكم حبسهم.