سياسة دولية

البرادعي يحذر الحكام العرب ويدعو لصلح إقليمي (شاهد)

البرادعي: الثورة السورية اختطفتها قوى عالمية- أرشيفية
حذَّر محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية المصري إبان الانقلاب العسكري في تموز/ يوليو 2013، الحكام العرب، من أن "من يجعل الثورة السلمية مستحيلة يفتح الطريق للثورة العنيفة"، وفق قوله.

وأكد البرادعي، في الجزء الخامس من حواره مع برنامج "وفي رواية أخرى" على "التلفزيون العربي"، أن الثورة السورية اختطفتها قوى عالمية، داعيا لصلح إقليمي كمؤتمر "ويستفاليا"، متوقعا أن يمنع الغرب دخول أي مسلم قريبا.

وانتقد صمت الدول العربية إزاء تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، التي رأى أنها تتخذ موقفا سلبيا من المسلمين، معتبرا أن الأمم المتحدة غير فاعلة وغير قادرة، وأن المجتمع الدولي "متهتك"، راويا قصة "ساعته الشخصية" المتهمة بتفجير الكنيسة البطرسية بالقاهرة.

تحذير للحكام العرب

وفي بداية حواره، لخص البرادعي، مشكلات العالم العربي في أمور ثلاثة؛ هي الحرية والمعرفة والمساواة. وقال إن الثورة لم تفشل، وإن الثورات عادة ما تأخذ وقتا طويلا لتحقيق أهدافها.

ووجه رسالة للحكام العرب، قائلا: "من يجعل الثورة السلمية مستحيلة، هو من يفتح الطريق للثورة العنيفة"، مردفا بأن "الثورة السلمية تأتي إذا لم يكن هناك إصلاح، وإذا لم تفتح الطريق للثورة السلمية فسيعقبها ثورة عنيفة".

والأمر هكذا، دعا الحكام العرب لتجنيب بلادهم الثورات وتكلفتها، بالمبادرة للإصلاح، والمصالحة الوطنية بين مكونات المجتمع كافة.

وأكد عدم إمكان الفصل بين رغيف الخبز والحرية، مشيرا إلى أن الحرية السياسية هي ما سيوفر باقي الحريات، ودونها سنشهد أوضاعنا الحالية في العالم العربي، حسبما قال.


"أدعو لصلح إقليمي"

وعن الثورة السورية رأى البرادعي، أنها اختطفت من قوى عالمية وإقليمية، وأن الشعب السوري هو من دفع الثمن، وأضاف: "لأجل ذلك أقول يا إخواننا بادروا للإصلاح، لأنه عندما تقوم الثورات.. تبعاتها ثقيلة وفادحة".

ودعا لمؤتمر يشبه "صلح وستفاليا" الذي عُقد في القرن السابع عشر، وأنهى حرب الثلاثين عاما في أوروبا، بين دول منطقة الشرق الأوسط، شارحا: "المنطقة عندنا وصلت الآن لحالة من الدمار والتفجر والتهتك، فلا بد من مؤتمر مثل هذا يشمل كل مشاكلنا دي بما فيها القضية الفلسطينية والشيعة والسنة والعلاقات الإقليمية والحكم الرشيد".

وأكد أن كل الأطراف تخسر من الاقتتال الأهلي، مشددا على أن الحكم المستبد يؤدي لتفجير الوطن.
وعن العلاقة بين السعودية وإيران، قال إنه يراها خلافات إقليمية وصراعا على النفوذ، محذرا من إعطائها صبغة دينية.

https://www.youtube.com/watch?v=BThavl5VImw

"أسلمة التطرف"

وعن تعامل الغرب مع المسلمين، قال البرادعي إن الغرب قد يمنع دخول أي مسلم بسبب الهجمات الإرهابية، مؤكدا أن ما يشهده العالم "أسلمة التطرف"، وليس "التطرف الإسلامي"، على حد تعبير أحد الخبراء الفرنسيين.



"الأمم المتحدة غير فاعلة"

وعن الأمم المتحدة رأى أنها تعكس مصالح الدول الأعضاء الذين يملكون القوة بمختلف أشكالها، ونظرا لأن العرب ليس لهم قوة حاليا، فإنهم مهمشون، وأي قضايا لهم كالقضية الفلسطينية، تم تجنيبها، على حد قوله.

ووجه البرادعي انتقادات حادة للمنظومة الدولية، معتبرا أن مؤسسات الأمم المتحدة الحالية غير قادرة، وغير فاعلة، قائلا: "المجتمع الدولي أصبح متهتكا، والحكومات أصبحت غير قادرة على التعامل مع العالم الجديد والمشكلات بداية من التطرف للجريمة المنظمة لنزع السلاح".


الساعة المتهمة بتفجير الكنيسة

وفي حديثه، تطرق البرادعي أيضا إلى الصورة التي انتشرت في مصر عقب تفجير الكنيسة البطرسية، والتي يظهر فيها ممسكا بساعة، وقال إعلاميون موالون لسلطات الانقلاب حينها، إن "الساعة تشير عقاربها إلى أن الساعة 12 إلا 11 دقيقة بما يعني أنه يقصد يوم 11 ديسمبر الذي وقع فيه تفجير الكنيسة".

وأوضح البرادعي أن الصورة مصدرها موقع جائزة نوبل للسلام على "فيسبوك"، وكل عام يغيرون قرب العقرب من منتصف الليل على اعتبار مدى قربنا من الهلاك.

وأضاف أن الساعة المعروضة، هدية من زوجتي، عندما حصلت على "نوبل للسلام"، متابعا: "أنا ماعرفش الحقيقة، من يطلقون على أنفسهم إعلاميين؛ هل يهدفون إلى تغييب العقل، أو أنهم مايعرفوش يقرأوا ويكتبوا؟".

واختتم حديثه بالقول: "أكثر ما يحزنني تغييب العقول، وعملية التجهيل، فنحن نعيش في عملية تجهيل للمجتمع".