سياسة عربية

مليشيات موالية للنظام توقف عمليات إخلاء سكان حلب

قد تستغرق عمليات الإجلاء عدة أيام- أ ف ب
توقفت عمليات إخلاء المحاصرين من أحياء حلب الشرقية بعد قيام عناصر من المليشيات الإيرانية وحزب الله بقطع الطريق أمام الحافلات بعد إخلاء الدفعة السادسة من السكان.

وأطلقت المليشيات النار على حافلات المدنيين احتجاجا على عدم شمول الاتفاق بين المعارضة وروسيا على تسليم أسرى المليشيات الإيرانية والأفغانية الذين وقعوا بيد المعارضة خلال المعارك.

وكان مسؤول تركي قال الجمعة، إنه تم إجلاء أكثر من سبعة آلاف شخص من مدينة حلب السورية، وإن قافلة سادسة حاليا "في الطريق لبلوغ بر الأمان".

عمليات الإجلاء متواصلة

وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو على موقع "تويتر" إنه تم إجلاء أكثر من 7000 مدني في أول خمس قوافل.

ووصلت محافظة إدلب، شمال غربي سوريا، ثلاثة أرتال من الحافلات، تقل مدنيين ومسلحين، تم إجلاؤهم من شرقي مدينة حلب السورية، المحاصرة من قبل نظام الأسد والمليشيات الأجنبية الداعمة له.

وأفادت وكالة "الأناضول" التركية بأن عملية إجلاء المدنيين والمسلحين بشكل آمن من الأحياء الشرقية بحلب، تواصلت الليلة الماضية، وأن عدد الذين تم إجلاؤهم مع هذه الدفعة وصل إلى 7 آلاف و500 شخص.

وكانت الدفعة الأولى من المدنيين والجرحى القادمين من شرقي حلب وصلت نهار أمس إلى محافظة إدلب، في حين وصلت الدفعة الثانية مساء أمس إلى المحافظة المحاذية للحدود التركية.

وأجلت ثلاثة أرتال مكونة من عشرات الحافلات، والباصات الصغيرة المدنيين ومقاتلي المعارضة، بينهم مئات الجرحى من المنطقة، ووصلت إلى إدلب الواقعة تحت سيطرة المعارضة السورية، دون عوائق.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع في موسكو قولها إن عملية إجلاء المدنيين والمسلحين من شرق حلب في سوريا تواصلت اليوم الجمعة.

ونسبت الوكالة إلى الوزارة القول إن أكثر من 6400 شخص بينهم أكثر من 3 آلاف مقاتل، تم إجلاؤهم خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار.

من جهتها قالت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في وقت سابق، ماريان جاسر: "أجلي قرابة 3 آلاف مدني وأكثر من 40 جريحا، بينهم أطفال"، مضيفة: "لا نعرف عدد المواطنين الباقين في شرق (المدينة)، وعمليات الإجلاء قد تستمر لأيام".

من جانبه قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن السيطرة على حلب تطور مهم يسمح بإيجاد هدنة جديدة.

ولفت إلى أن موسكو اتفقت مع أنقرة على مساهمة تركيا في "إخراج المسلحين الذين سيوافقون على إلقاء السلاح من أجل حماية المدنيين قبل كل شيء".

وقال إن موسكو تجري مباحثات مكثفة مع المعارضة السورية بوساطة تركية مشيرا إلى إمكانية إجراء جولة جديدة من هذه المباحثات في كازاخستان إذا وافقت الأطراف المعنية على ذلك.

وأضاف بوتين: "أول أمس اتفقت مع الرئيس أردوغان هاتفيا على أن نطرح على الجانبين المتنازعين من جهتنا لحكومة سوريا، ورئيس تركيا لممثلي المعارضة المسلحة مواصلة عملية مفاوضات السلام في منصة جديدة، قد تكون هي عاصمة كازاخستان مدينة أستانا".

من جانب آخر قال بوتين إن ما حدث في تدمر السورية هو نتيجة لعدم وجود التنسيق بين قوات التحالف الدولي وموسكو ودمشق".


تركيا تستقبل الحالات الحرجة

وارتفع عدد الجرحى الذين تم إجلاؤهم من حلب لتلقي العلاج في المستشفيات التركية، إلى 51 شخصا، من الحالات الحرجة.

وعلى الفور، بدأت الفرق الطبية التركية بتقديم العلاج اللازم لهم، مع تواصل عملية نقل المزيد من الجرحى إلى ولاية هاتاي التركية، بعد إجلائهم من حلب التي يحاصرها النظام السوري والمليشيات الحليفة له.

"سريبرينيتسا جديدة"

من جانبه حذر وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، من وقوع إبادة جماعية في حلب السورية، على غرار ما شهدته مدينة "سريبرينيتسا" البوسنية عام 1995.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده كيري، مساء أمس الخميس، في وزارة الخارجية الأمريكية، في العاصمة واشنطن.

وشدد على أنه "لا يمكن شرعنة، وبأي شكل من الأشكال، الهجمات الوحشية لنظام الأسد وحليفيه روسيا وإيران، على المدنيين دون تمييز".

واتهم كيري بشكل خاص النظام السوري باستهداف المدنيين في حلب، عن سابق إصرار وترصد ودون تمييز، مشيرا إلى وجود آلاف المدنيين المحاصرين في منطقة صغيرة في المدينة السورية.

وتابع أنه وفقا للمعلومات التي حصل عليها، فإن "قرابة ألف مدني من سكان حلب تحركوا نحو الحدود التركية في المرحلة الأولى (...)، وفي هذا السياق تلقينا أنباء بإطلاق قوات النظام وحلفائها، النار على هذا الرتل، الذي يضم عددا من الجرحى أيضا".

وأشار الوزير الأمريكي إلى أن "تركيا تقوم بدور ريادي لإجلاء أكبر عدد من المدنيين، ولذلك يجب أن يستمر تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار".

يشار إلى أنه تم التوصل، الثلاثاء الماضي، لاتفاق وقف إطلاق النار بين قوات النظام السوري والمعارضة المسلحة، بوساطة تركية.

ويفضي الاتفاق إلى إجلاء جميع المحاصرين في المدينة، إلا أن النظام خرق الهدنة باستهدافه الأحياء المحاصرة، ليعاود استئناف وقف إطلاق النار منذ منتصف ليل الأربعاء.

ودخل الاتفاق حيز التنفيذ أمس الخميس، وبموجبه تم إجلاء عدد من المصابين والجرحى من حلب.

وجاءت هذه الخطوة بعد حصار خانق وقصف مكثف للنظام السوري وحلفائه على أحياء شرقي حلب، دام نحو 5 أشهر وأسفر عن مقتل وجرح المئات.