سياسة عربية

العاهل المغربي: ملك المغرب أمير المؤمنين بجميع الديانات

هو الحوار الثاني له بعد تربعه على عرش المغرب سنة 1999 ـ أرشيفية
قال العاهل المغربي محمد السادس إن "ملك المغرب هو أمير المؤمنين، المؤمنين بجميع الديانات"، وأن المشاريع التي قام بها المغرب ليست موجهة للمسلمين دون غيرهم، معتبرا أن الانفتاح على أفريقيا هو مسعى لإقامة نموذج للتعاون جنوب- جنوب، فأفريقيا مطالبة اليوم بأن تضع ثقتها في أفريقيا.

وخص ملك المغرب وسائل إعلام ملغاشية حيث يقوم بزيارة رسمية لجمهورية مدغشقر، بحوار صحافي مكتوب، نشر السبت، هو الثاني له بعد تربعه على عرش المغرب سنة 1999 بعد 11 سنة من حواره المكتوب أيضا مع جريدة "إلباييس" الإسبانية في 2005.
 
وقال الملك: "أود رفع كل لبس، الشائعات التي تفيد بأن هذه المشاريع لن تعود بالنفع سوى على الطائفة المسلمة لا أساس لها من الصحة. فهذه المشاريع، موجهة بطبيعة الحال، لمجموع الساكنة"، و"ملك المغرب هو أمير المؤمنين، المؤمنين بجميع الديانات".

وأضاف: "الشعب الملغاشي شعب منفتح، شعب يمتلك قلبا نقيا. وبلدي المغرب لا يقوم البتة بحملة دعوية ولا يسعى قطعا إلى فرض الإسلام. في الدولة المغربية، الإسلام معتدل، وسمح".

وتابع: "لقد التقيت بإمام مسجد محمد الخامس بأنتسيرابي، الذي سبق له أن زار المغرب والاستفادة من تكوين بـ"معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات"، إنه مركز تتطلع أعداد متزايدة من المشاركين المتحدرين من بلدان مختلفة، ليحظوا بفرصة الولوج إليه".

وبخصوص الاتحاد الأفريقي قال الملك: "أعلم أن الحضور المغربي في أفريقيا، وبشكل خاص الجولة التي أقوم بها حاليا، لا تروق للبعض. ولكن، الكل يعترف بأننا لم ننتظر الإعلان عن عودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي من أجل العمل والاستثمار في أفريقيا".

وزاد: "جميع الدول، سواء تعلق الأمر بالأصدقاء القدامى أو الأصدقاء الجدد، لاسيما في شرق أفريقيا، أجمعوا على دعم إعادة اندماج المغرب في الاتحاد الأفريقي".

وأوضح: "لقد اتخذت مبادرة القيام بهذه الزيارات، دون شروط مسبقة. وعاينت بكل بهجة وسرور، ردود الأفعال المؤيدة والإيجابية التي عبرت عنها البلدان المضيفة".

وأفاد ملك المغرب أن "نموذج التعاون، الذي نأمل في إنجازه في مدغشقر، مماثل لذلك الذي نعمل على تطويره في عدد من البلدان الإفريقية".

وسجل: "في الواقع، أتطلع لإقامة نموذج للتعاون جنوب- جنوب قوي ومتضامن، بين عدد من بلدان القارة الأفريقية. وكما قلت في خطابي بأبيدجان، في شباط/فبراير 2014: "أفريقيا مطالبة اليوم بأن تضع ثقتها في أفريقيا". وفي إطار تعاون، خال من العقد، يمكننا، جميعا، بناء المستقبل".

وشدد: "يتوفر المغرب على مشاريع في عدد من بلدان أفريقيا. نحن نحرص على أن نعطي ونتقاسم، بدون أي تعال أو غطرسة، ولا حس استعماري. وأحث المقاولات المغربية على اللجوء إلى مكاتب الدراسات واليد العاملة المحلية".

واعتبر أنه "من أجل تجسيد هذا النموذج للتعاون الإفريقي، على أرض الواقع، أحرص على التنقل باستمرار داخل القارة، هذه القارة التي ينتابني بها شعور بالارتياح، وأعرب بشكل خاص عن تقديري لمظاهر الحفاوة واللطف التي يعبر عنها السكان اتجاهي".

ومضى يقول: "أشعر على الدوام باعتزاز متزايد ومتنام بكوني أفريقيا. كما أشعر بتعلق قوي تجاه هذه القارة".

وشدد: "كل زيارة لإفريقيا تشكل بالنسبة لي مناسبة لربط الصلة من جديد بالساكنة الإفريقية التي أكن لها كل التقدير والاحترام، إنها تعلمني الغنى الحقيقي، ألا وهو غنى القلب. المغرب وإفريقيا كيان واحد. والفصل بينهما يعد اقتلاعا للجذور، وخطأ".

وزاد: "خلال الزيارات التي أقوم بها لأفريقيا أو عبر المشاريع التي أقوم بإطلاقها بها، لا يتعلق الأمر البتة بإعطاء دروس، بل في المقابل أقترح أن نقوم بتقاسم تجاربنا".

وقال: "الأكيد أن الرهانات التي يتعين علينا كسبها في أفريقيا هي رهانات كبرى. غير أن النساء والرجال والأطفال الذين ألتقي بهم خلال زياراتي يمنحونني القوة من أجل المواصلة. يشعرونني، كلهم، بالافتخار بكوني إفريقيا، أن أكون كما وصفني فخامة رئيس الجمهورية (ابن البلد)".

وأضاف: "قبل أن أتوجه إلى أنتسيرابي في زيارة ذات رمزية خاصة، ترأست بأنتاناناريفو، مع فخامة الرئيس، مراسم التوقيع على العديد من اتفاقيات التعاون: إنها تترجم إرادة الدولة المغربية في تقديم مساعدة قوية للحكومة الملغاشية وتحسين ظروف عيش ساكنتها، وهو الهدف من مشاريع تشييد بنيات تحتية اجتماعية وأخرى للتنمية الاقتصادية".

وأوضح أن "مدغشقر تتمتع بمؤهلات وموارد لا يمكن تجاهلها لضمان النجاح. والمغرب على استعداد لمواكبتها من خلال قطاعاته الوزارية ومقاولاته العمومية وقطاعه الخاص".

وتعهد بالعمل "بشكل خاص على تشجيع القطاع الخاص المغربي على الانخراط في مشاريع بمدغشقر، في إطار تعاون متكافئ وعلى قدم المساواة مع نظيره الملغاشي".

ووعد بالعمل من أجل أفريقيا حيث قال: "بالتزامن مع انعقاد مؤتمر باريس، سأقوم بزيارة إلى أبوجا. وسأحرص مع ذلك على أن يكون المغرب حاضرا بباريس، من خلال وفد هام يدعم المشاريع ذات الأولوية الخاصة بالبنيات التحتية بمدغشقر، كما سيشارك ممثلون عن الحكومة وكذا عن القطاع الخاص بفاعلية في أشغال المؤتمر".

والتزم بـ"الحرص على ذلك في كل مكان، سواء بالمغرب أو الخارج، سأتابع شخصيا إنجاز مجموع هذه العمليات. سأعود إذن لمدغشقر".

ويقوم ملك المغرب بجولة في أفريقيا الشرقية منذ 18 تشرين الثاني/نوفمبر شملت إثيوبيا ومدغشقر.