سياسة عربية

مصر تدافع عن حضورها بـ"العربية ـ الأفريقية" رغم مقاطعة العرب

القمة العربية ـ الأفريقية عرفت انسحاب ثماني دول عربية دعما للمغرب ـ أرشيفية
أعلنت الرئاسة المصرية، أن القاهرة لا تعترف بـ"الجمهورية الصحراوية"، رغم أنها لم تنسحب من أشغال القمة الأفريقية ـ العربية كما فعلت ثماني دول عربية تضامنا مع المغرب بسبب مشاركة جبهة البوليساريو الانفصالية.

مصر توضح

وقالت الرئاسة المصرية، إن القاهرة لا تعترف بـ"الجمهورية الصحراوية"، لكنها "تحظى بوضعية دولة عضو بالاتحاد الأفريقي".

وأوضح علاء يوسف، المتحدث باسم الرئاسة المصرية، في بيان نشر مساء الأربعاء، أن "مشاركة السيسي في القمة الأفريقية ـ العربية، جاءت لتعكس حرص مصر على تعزيز التعاون الأفريقي العربي المشترك، من أجل تحقيق التنمية المستدامة ومواجهة مختلف التحديات".

وأكد يوسف أن "مصر لا تعترف بالجمهورية الصحراوية، ولكنها تحظى بوضعية دولة عضو بالاتحاد الأفريقي".

وأضاف أنه "من منطلق المسؤولية الخاصة التي تضطلع بها مصر كدولة عربية أفريقية، فقد حرصت على المشاركة في القمة، خاصة أنها هي التي دشنت الشراكة الأفريقية ـ العربية الهامة من خلال استضافة القمة الأولى عام 1977".
 
البيان جاء توضيحا للموقف المصري، من مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي، في القمة الأفريقية العربية الرابعة، التي انعقدت اليوم، في مالابو عاصمة غينيا الاستوائية، وسط مقاطعة ثماني دول عربية، احتجاجا على مشاركة جبهة "البوليساريو" المتمثل في وفد "الجمهورية الصحراوية" التي أعلنتها الجبهة من جانب واحد عام 1976.

موقف غير متقدم

قال عبد الفتاح بلعمشي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة مراكش، ومدير "المركز المغربي للديبلوماسية الموازية وحوار الحضارات"، إن "الموقف المصري المتمثل في عدم الانسحاب من القمة الأفريقية ـ العربية، لم يكن موقفا متقدما".

وتابع بلعمشي في تصريح لـ"عربي21" أن "الموقف المصري القاضي بعدم الاعتراف بالبوليساريو موقف كاف، رغم أنه ليس متقدما كالدول التي انسحبت من فعاليات القمة الأفريقية العربية".

وأوضح أنه من "الإيجابي الإشادة بالمواقف المتقدمة للدولة الداعمة للمغرب في القمة الأخيرة، لكن بالمقابل لا ينبغي التقليل من أهمية مواقف باقي الدول التي لم ترتق مواقفها إلى حد الوضوح في قضية الوحدة الترابية للمغرب".

وأعرب الباحث عن أمله في أن "تتبنى مصر موقفا واضحا وحاسما ومتقدما من البوليساريو، مع الإشادة بموقفها من عدم الاعتراف بالجمهورية الوهمية".

وأفاد بأن دولة السنغال لم تنسحب من القمة، رغم أنها دولة لها علاقات قوية جدا مع المغرب، كذلك 28 دولة دعمت عودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي فهذه الدول داعمة للمغرب لكن موقفها لم يكن متقدما بخصوص القمة".
 
واعتبر الباحث أن قرار الدول الثماني إضافة إلى المغرب لا يمكن اعتباره ترك الكرسي شاغرا، لأنه قرار جماعي كان وسيكون له تاثير في المستقبل".

وعقدت القمة العربية ـ الأفريقية فعالياتها في ظل غياب ثماني دول أعلنت انسحابها وهي المغرب، السعودية، الإمارات، البحرين، قطر، الأردن، اليمن، والصومال.

وشهدت الجلسة الافتتاحية التي اقتصرت القمة عليها، مشاركة 17 رئيس دولة أفريقية وعربية.

وبدأت قضية الصحراء عام 1975، بعد إنهاء الاستعمار الإسباني لها، ليتحول النزاع بين المغرب و"البوليساريو" (الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب) إلى نزاع مسلح استمر حتى عام 1991، قبل أن يتوقف بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار، برعاية الأمم المتحدة.
 
وتصر الرباط على أحقيتها في الصحراء، وتقترح كحل، حكما ذاتيا موسعا تحت سيادتها، بينما تطالب "البوليساريو" التي تدعمها الجزائر بتنظيم استفتاء لتقرير مصير المنطقة.