قال موقع "بورتال ديفانس" الإيطالي، إن طائرات فرنسية هي التي نفذت غارات جنوب
ليبيا ليلة الاثنين الماضي، على منطقة "قرضة الشاطئ" الواقعة غربي مدينة سبها جنوب ليبيا، ما أسفر عن مقتل وجرح عشرات المدنيين، بينما تواصل "قوات
البنيان المرصوص"، التي تقودها حكومة الوفاق الوطني، تقدمها في
سرت ضد
تنظيم الدولة، في وقت قتل فيه 20 جنديا من قوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة
حفتر.
ونقل موقع "بوابة الوسط" الليبي عن الموقع الإيطالي، أن طائرتين فرنسيتين من طراز"رافال- سي" شنتا غارات جنوب ليبيا ليل أول أمس، على عدة منازل ببلدة القرضة بوادي الشاطئ شمال غربي مدينة سبها، مستهدفة مقاتلين تابعين لتنظيم القاعدة، لكن القصف أسفر عن مقتل مدنيين.
وأكد شهود عيان أول أمس الثلاثاء، لـ"
عربي21"، أن "أكثر من خمسة منازل تهدمت، جراء القصف الجوي، أحدها يعود للقيادي في تنظيم الدولة، عبد المنعم الحسناوي، الملقب بأبي طلحة".
وقال الموقع الإيطالي، في تقرير له أمس الأربعاء، إن طائرة من طراز "سي 135" قدمت الدعم لطائرتي "رافال- سي"، إذ إنها استخدمت في جمع معلومات استخباراتية، مرجحا أنها أقلعت من قاعدة "سيغونيلا" التابعة للناتو في صقلية.
قتلى بين قوات حفتر
في سياق آخر، قال مسؤول بمستشفى، أمس الأربعاء، إن ما لا يقل عن 20 من أفراد قوات الجيش التابع للواء المتقاعد خليفة حفتر قتلوا، وأصيب 40 آخرون، في يومين من المعارك في مدينة بنغازي بشرق البلاد. وتأتي الاشتباكات فيما يحاول جيش حفتر بسط سلطته على بنغازي وطرد القوات التي يقودها "مجلس شورى ثوار بنغازي"، التي يقاتلها منذ أكثر من عامين.
وحققت قوات حفتر مكاسب كبيرة في بنغازي هذا العام، لكنها لا تزال تواجه مقاومة شرسة. وشن حفتر يوم الاثنين، هجوما جديدا على ضاحيتي القوارشة والقنفودة ونفذ ضربات جوية ويقول إنه حقق بعض التقدم في المعارك البرية.
البنيان المرصوص
وفي الشمال الليبي، أعلنت قوات عملية "البنيان المرصوص" التي تقودها حكومة الوفاق الوطني، استمرارها في التقدم في آخر معاقل تنظيم الدولة بسرت، ونشرت صفحة "المركز الإعلامي لعملية البنيان المرصوص" على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" صورا لقوات "البينان المرصوص" بسرت.
وقال العميد محمد الغصري، الناطق باسم غرفة عمليات "البنيان المرصوص"، الخميس، إن قواته تحتجز عددا من أسرى تنظيم الدولة في أحد سجون مصراتة للتحقيق معهم، ومعرفة كيفية تسليحهم ومن تعاون معهم ومولهم، حسبما نقل عنه موقع "بوابة الوسط".
وأضاف أنم يحتفظون أيضا بأعداد كبيرة من جثت عناصر تنظيم الدولة، في ثلاجات، مشيرا إلى أن الجثت مرقمة وموثقة، واعدا بكشف المزيد قبيل إعلان تحرير سرت بقليل.
أزمة الهجرة بليبيا
على صعيد آخر، يواصل المهاجرون الانطلاق بأعداد كبيرة من ليبيا عبر البحر المتوسط، لكن زوارق الغوث المنتشرة لإنقاذهم غير مجهزة للشتاء، ما يثير الخشية من مآس إضافية دون مساعدات أكبر.
وشهدت الأيام الخمسة الأخيرة نشاطا فاق مستواه في مجمل تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الفائت، تم خلاله إنقاذ أكثر من 3200 مهاجر، فيما قضى 11 شخصا وفقد 230 على الأقل مقابل سواحل ليبيا.
ويؤكد الرقم القياسي لعدد المهاجرين المسجلين على السواحل الإيطالية في تشرين الأول/ أكتوبر البالغ 27300 والعدد الإجمالي الذي تجاوز 8000 في تشرين الثاني/ نوفمبر، أن المخاطر التي يشملها الإبحار في هذا الموسم لم تعد تثني المهاجرين ولا مهربيهم عن الرحلة.
غير أن الجزء الأكبر من الزوارق الإنسانية الخاصة التي لعبت دورا أساسيا في أعمال الإنقاذ هذا العام ستعود إلى الميناء في نهاية الشهر، لدواع أمنية ولأعمال صيانة ضرورية، استعدادا للعمليات المحتملة العام المقبل.
ويقول مدير منظمة "أم أو إيه أس" المالطية، بيت سويتنام: "كان عاما طويلا جدا للطواقم والسفن"، علما بأن منظمته كانت في 2014 أول من استأجر زورقا خاصا لعمليات الإنقاذ قبالة سواحل ليبيا.
وجالت عشرات الزوارق المياه مقابل الساحل الليبي هذا العام بمبادرات من "أم أو إيه أس" و"أطباء بلا حدود" و"أس أو أس المتوسط" و"سيف ذا تشيلدرن"، و"برواكتيفا أوبن آرمز" الإسبانية و"سي واتش" و"سي آي" و"يوغند ريتيت" الألمان.
وبحسب جهاز خفر السواحل الإيطالي الذي ينسق أعمال الإنقاذ في المنطقة، فقد نفذت تلك السفن أكثر من 20% من العمليات، وتمكنت من رصد زوارق كثيرة وتوزيع سترات إنقاذ وإسعافات طارئة بانتظار سفن أكبر، أنقذوا معها أيضا حياة الكثيرين.
ويوضح الباحث في العلوم السياسية في جامعة لايدن (هولندا) أوجينيو كوسومانو، وهو صاحب دراسة حول زوارق الإغاثة الإنسانية، أن هذه الزوارق "ملأت فراغا خلفته الدول".
ويضيف كوسومانو، أن البنية العسكرية الأوروبية الحالية المؤلفة من البحرية وخفر السواحل الإيطاليين وعملية "صوفيا" لمكافحة التهريب ووكالة ضبط الحدود الأوروبية "فرونتكس"، تركز فعلا على عمليات مراقبة أكثر من الإنقاذ.
وبالتالي، فإنه مع انسحاب زوارق الغوث، فسيضطر عناصر خفر السواحل الإيطاليون لتكثيف الاستعانة بسفن شحن أو ناقلات نفط، وهي ليست مجهزة إطلاقا لإنقاذ زوارق متهالكة محملة أكثر من قدرتها الاستيعابية.