سياسة عربية

"الغلابة" في مصر يخرجون بتظاهرات والأمن يتصدى بالرصاص

الغلابة
انطلقت عشرات المسيرات الاحتجاجية الرافضة لسلطة الانقلاب العسكري بمصر، عقب صلاة الجمعة، للمشاركة ضمن الفعاليات المعروفة إعلاميا بـ "ثورة الغلابة 11/11"، وذلك في أكثر من 15 محافظة مصرية حتى الآن.

ورغم القبضة الأمنية والوجود المكثف لقوات الأمن في الكثير من الميادين والشوارع الرئيسية، شهدت محافظات القاهرة، والجيزة، والفيوم، والإسكندرية، والقليوبية، والشرقية، والغربية، والمنوفية، والدقهلية، وكفر الشيخ، والسويس، ودمياط، والبحيرة، وبني سويف، والمنيا، العديد من الوقفات والمسيرات الاحتجاجية. 

وردد المتظاهرون هتافات منددة بسياسات الحكم العسكري وخاصة قراراته الاقتصادية الأخيرة (تعويم الجنيه ورفع الدعم)، التي تسببت في غلاء الأسعار بشكل كبير، منها :"ثورة غلابة، ضد الدبابة.. ثورة فقير، ضد الوزير.. ثورة حرية، ضد الداخلية"، و"يادي الذل ويادي العار.. الأسعار بتولع نار"، و"ثورة في كل شوارع مصر .. ضد الجوع وضد الفقر"، و"العيشة بقت مرة.. عايزينها دولة حرة"، و"القصاص.. القصاص.. قتلوا أخوتنا بالرصاص"، و"ياللي خايف خايف ليه.. بعد قوتك فاضل إية"، و"ارحل.. ارحل"، و"يسقط يسقط حكم السيسي"، "وقول ما تخفشي.. العسكر لازم يمشي"، و"ارحل يا غراب، خلتها خراب"، و"عيش حرية.. عدالة اجتماعية".

ووسط تجاوب وتفاعل شعبي ملحوظ من بعض الأهالي، تجوب المسيرات الاحتجاجية بعض الميادين والشوارع الرئيسية والجانبية في المحافظات المختلفة.

ورفع المتظاهرون الأعلام المصرية، ولافتات مكتوبا عليها عبارات تهاجم نظام رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي، منها "مستني إية.. السيسي خربها"، و"قوم يا مصري صحي النوم.. رزقي ورزقك بقى معدوم"، و"ارحل يا فاشل.. افتحوا الميادين"، و"نرفض قرض الفقر"، و"غلو السكر غلو الزيت.. بيعتونا عفش البيت".

وحاولت قوات الأمن فض بعض التظاهرات بالقوة، حيث أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع وطلقات الخرطوش تجاه المتظاهرين بكفر الشيخ، والقليوبية، والبحيرة، والمنوفية، ودمياط، والسويس، وبني سويف، وعدد من المحافظات الأخرى، ما أدى لوقوع إصابات وحالات اختناق، وتم اعتقال عدد قليل من المتظاهرين.

وقام متظاهرون غاضبون بقطع بعض الطرق في منطقتي أوسيم وفيصل بالجيزة، حيث أشعلوا النيران في بعض إطارات السيارات، ما أدى لتوقف حركة المرور لبعض الوقت.

إلى ذلك، أغلقت قوات الأمن، مخرج محطة مترو جمال عبد الناصر، عقب صلاة الجمعة، لرفع الحالة التأمينية، وتكثيف الوحدات على بوابتين فقط داخل المحطة، على أن تكون مخارج المحطة هي مخرج شارع الوكالة وصيدلية الإسعاف، ومخرج شارع 26 تموز/ يوليو فقط.

كما أغلقت الإدارة العامة للمرور، الحارة المرورية اليسرى بأكملها بشارع 26 يوليو بجوار دار القضاء العالي، حيث تم وضع الحواجز الحديدية، وانتشرت وحدات المرور أمام مقر دار القضاء.

وفي البحيرة، خرج العشرات في مظاهرات احتجاجية عقب صلاة الجمعة، فيما تصدت لهم قوات الأمن بقنابل الغاز، والرصاص الحي بحسب ما نقل موقع حزب "الحرية والعدالة".

ونقل الموقع عن شهود عيان أن المشاركين تفاجؤوا بإطلاق الرصاص الحي عليهم، وطلقات الخرطوش، رغم أنها كانت مسيرة سلمية.

ودعت فعاليات مصرية شعبية وسياسية، للخروج احتجاجا على الأوضاع في مصر، مطلقين عليها "ثورة الغلابة" رغم أن السلطات حاولت مسبقا إجهاض المشاركة فيها، بشن حملات اعتقال مسبقة وإغلاق لبعض الميادين والأماكن العامة.

وسبق تظاهرات "الغلابة" سلاسل بشرية معتادة أسبوعية على حدود بعض القرى في كل من الفيوم وبني سويف والشرقية والمنصورة (شمال)، كما شهدت منطقتا فيصل وناهيا بمحافظة الجيزة مسيرتين محدودتين.

ورفع المشاركون فيها الأعلام المصرية ولافتات مكتوبا عليها "ثورة الغلابة" "وافتحوا الميادين" "قوم (انهض) يا مصري وصحي (استيقظ من) النوم .. رزقي ورزقك بقى معدوم"، في إشارة للأزمة الاقتصادية التي تعاني منها مصر.

وطوقت قوات الأمن مداخل محافظات القاهرة، والجيزة (غرب العاصمة)، والقليوبية (شمال)؛ وذلك من خلال نشر الأكمنة والتمركزات الأمنية الثابتة والمتحركة على تلك المداخل، سواء بالطرق الصحراوية أو الزراعية"، حسب مصدر أمني لوكالة الأنباء المصرية الرسمية.

وفي ميدان هشام بركات (رابعة سابقا)، شرقي القاهرة، قام خبراء المفرقعات صباح اليوم الجمعة، بتمشيط الميدان باستخدام الكلاب البوليسية، فيما تمركزت سيارة لشرطة النجدة أمام البوابة الرئيسية لمسجد رابعة العدوية؛ تحسبا لوجود أي عبوات ناسفة تهدف للتخريب وإثارة الشغب، حسب المصدر ذاته.

ودعا التحالف الداعم لأول رئيس مدني منتخب بمصر "محمد مرسي"، المصريين إلى المشاركة في المظاهرات.

وطالب السيسي، مساء الاثنين الماضي، قيادات الجيش والشرطة والاستخبارات ببلاده بـ"اليقظة والحذر"، وذلك خلال اجتماع ضم وزيري الدفاع، صدقي صبحي، والداخلية مجدى عبد الغفار، ورئيس هيئة عمليات القوات المسلحة، توحيد توفيق عبد السميع، ومدير المخابرات الحربية، محمد فرج الشحات، ومدير المخابرات العامة، خالد فوزي.

وفي سياق آخر، زار وزير الدفاع المصري الأسبق، محمد حسين طنطاوي، ميدان التحرير، عصر الجمعة. وتجمع عدد من مؤيدي الانقلاب العسكري، ولوح لهم بيده بعد أن نزل من سيارته لبضع دقائق، ثم انصرف سريعا بسيارته وسط حراسته.

وقال "طنطاوي"، ردا على مطالبة أحد أنصار رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي بإعدام "الإخوان"، :"إن شاء الله (...) لا نعدم ولا نعمل"، مشيدا بقول شخص آخر إن المصريين جميعا شعب واحد، مضيفا :"لو كنا عدمنا...." دون أن يكمل جملته بسبب تزاحم بعض الأشخاص حوله.

وحين سأله شخص آخر عن رئيس أركان الجيش المصري الأسبق سامي عنان، أجابه "طنطاوي" بقوله إن :" سامي عنان في بيته بقى.. كبر".