ملفات وتقارير

كيف تفاعل السياسيون والإعلاميون في تونس مع فوز ترامب؟

امريكا دونالد ترامب ا ف ب
تنوّعت تفاعلات السياسيين والإعلاميين في تونس مع فوز دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة، حيث راوحت بين السخرية والتخوّف، وبين الهزل والجدّ، إلى التوظيف السياسي بهدف توجيه الانتقادات للخصوم أو ربطه بالملف السوري.

وهنأت حركة النهضة ترامب على "الثقة التي منحه إياها الشعب الأمريكي"، معتبرة في بيان لها، الأربعاء، أن خطاب المرشّحين الاثنين في السباق الرئاسي الأخير تمحور وبالأساس حول قضايا الداخل الأمريكي في مجالاته المتعددة.

وتابعت بأنّ ما يتعلق بالقضايا الخارجية على غرار السياسات الكبرى والمواقف والتحالفات "لم يمثّل محورا بارزا ومجالا كبيرا للتناظر والخلاف بين المرشحين"، مؤكّدة أن "بين تونس والولايات المتحدة الأمريكية مصالح مشتركة تجب رعايتها".

الإسلام السياسي


من جهته، استبعد الإعلامي والمحلّل السياسي صلاح الدين الجورشي تخلّي إدارة ترامب عن دعم التحوّل الديمقراطي في تونس، في إشارة إلى التوافق الحاصل اليوم من خلال حكومة الوحدة الوطنية، التي تضم أحزابا مختلفة، على غرار "نداء تونس" و"النهضة" و"المسار"، وعددا من الوجوه السياسية والنقابية واليسارية.

وأضاف الجورشي في تصريح لـ"عربي21"، تعليقا على بعض المنشورات في "فيسبوك" لسياسيين وإعلاميين ربطوا بين فوز ترامب وبين تعاطي إدارته مع الإسلام السياسي في المنطقة العربية، أنّ من يعتمد على خطاب حملته الانتخابية لا يستبعد أن يكون أكثر حذرا وتوجسا من حركات الإسلام السياسي.

وأكّد الجورشي بقوله: "لكن علينا أن نحدّد ما هي هذه الحركات، وعن أي دولة نتحدث".

 وتساءل عن كيفية وسرّ اختيار الأمريكيين لشخصية ترامب لقيادة بلادهم خلال سنوات قادمة، مجيبا في الآن نفسه بقوله إنّ هناك أزمة عميقة يمرّ بها المجتمع الأمريكي.

رغبة عميقة

وقال: "انتخاب ترامب جاء تعبيرا عن التحول الذي تعاني منه عديد الشعوب في العالم، خاصة الأمريكيين، الذين اعتبروا أن معرفة هذا الرجل بالتحولات الدولية وسياستها محدودة جدا".

وأضاف بقوله: "هو من الفقراء في مجال الثقافة والفلسفة وإدارة شؤون الشعوب، لكن، رغم هذا الفقر المعرفي والعملي، تم انتخابه لتلبية رغبة عميقة لدى جزء هام من الأمريكان الذين لم يفهموا أزمتهم الداخلية".

واستبعد الجورشي أن يغير ترامب أمريكا أو العالم؛ "إذ علينا أن ننتظر قليلا؛ لكي نعرف كيف ستتصرف المصالح الأمريكية والمؤسسات ومراكز النفوذ مع هذا الرجل، الذي اعتقد أنّه سيقع إخضاعه للقالب الأمريكي؛ حتى لا يضر بمصالح البلاد".

ووصف الجورشي فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية بالمفاجئ والصادم لكثير من دول الغرب، وليس للعرب فحسب، "بل مثّل مفاجأة لرؤساء دول كبرى، على غرار فرنسا وألمانيا وبعض النخب الأمريكية"، وفق تعبيره.

تغيرات متوقعة

وعلّق الإعلامي زياد الهاني على صفحته في "فيسبوك" بقوله: "سقطت كلينتون في أمريكا، وخلّفت أيتاما في تونس، منهم بعض "المزروبين" على الحكم! (المستعجلين على الحكم)، في إشارة إلى الأمين العام لحركة مشروع تونس محسن مرزوق".

وتابع الهاني: "ورقة يوسف الشاهد استنفذت الغرض منها، وتغيرات متوقعة في التعاطي مع الإسلام السياسي!! تحيا تونس".

بينما كتب القيادي في نداء تونس، المحامي عبد الستار المسعودي: "ولا عزاء لمحسن مزروب.. عن البحتري عن البيهقي عن ابن خفاجة عن القلقشندي، أن محسن مزروب قد أمضى ليلة بيضاء يتنقل من قناة إلى أخرى.. وأحيانا "يتشاتش".. وهو يُمنّي النفس بفوز "هيلاري.. بل إنه راهن عليها لدى البعض.. وحتى في مركض قصر السعيد".

الرد الاستراتيجي

وتقدم الأمين العام لـ"مشروع تونس" محسن مرزوق، المحسوب على هيلاري كلينتون، بالتهنئة لترامب، داعيا إيّاه، في تصريح إعلامي، إلى "إيلاء الأهمية الكبرى لدعم تجربة الانتقال الديمقراطي في تونس اقتصاديا وأمنيا"، معتبرا أن التجربة التونسية "تمثل الرد الاستراتيجي الناجع ضد الإرهاب وعدم الاستقرار الذي تشهده المنطقة".

أمّا الإعلامي مكي هلال، فكتب: "الآن وقد فاز ترامب، وصار لدى أغلب الدول ترامبها أو من يشبهه من السياسيين، نطالب إذن بنسخة تونسية مثله؛ لندخل بها العصر الدونالدي كأحسن ما يكون، فلسنا أقل من بقية الدول، أنا أرشح البحري الجلاصي لهذه المهمة، فمن ترون من الحالمين بالرئاسة في تونس الأقرب إلى ترامب وأسلوبه؟"

بينما علّقت الكاتبة الإعلامية والأستاذة الجامعية ألفة يوسف: "يا إلهي، كلينتون رحلت قبل الأسد... ههههه".

وشبّه رئيس حزب تيار المحبة، صاحب قناة المستقلة، الهاشمي الحامدي، نفسه وتجربته في السياسة بتجربة دونالد ترامب.

نقطتان مشتركتان


وقال الحامدي إنّه أرسل برقية تهنئة لترامب، بواسطة السفارة الأمريكية في تونس، جاء فيها بحسب ما نشره في صفحته الرسمية بـ"فيسبوك": "هناك نقطتان مشتركتان بين تجربتكم وتجربتي كزعيم لحزب تيار المحبة للحزب، الحاصل على المركز الثاني في انتخابات 2011 بتونس، والرابع في رئاسيات 2014، والأول في سيدي بوزيد مهد الثورة التونسية، النخب التقليدية النافذة تتهمني بالشعبوية، ووسائل الإعلام حاربتني، وأقصتني، وحجبت صوتي"، بحسب تعبيره.

وتابع: "فوزكم اليوم في أمريكا، رغم اتهامكم بالشعبوية، ورغم معاداة عداء أكثر وسائل الإعلام لكم ووقوفها ضدكم، يعطي الشعب التونسي، مفجر ثورة 17 كانون الأول/ ديسمبر للحرية والكرامة، المزيد من الثقة والجرأة ليختار من يعبر عن أشواقه وطموحاته للعدل والتنمية والكرامة في انتخابات 2019".

أمّا حركة نداء تونس، والجبهة الشعبية اليسارية، فلم تعلّقا رسميا إلى حدّ هذه اللحظة على فوز ترامب.