سياسة عربية

الإخوان: الجماعة تتجه نحو الالتئام التام وحسمت الإدارة مؤقتا

المركز العام لجماعة الإخوان - أرشيفية
أكد القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين المصرية، محمود عزت، أن "الربيع العربي كان ثورة سلمية حضارية شهد لها العقلاء والمنصفون في العالم كله، لكن ما لبث أن تنكرت القوى الاستعمارية المهيمنة على النظام العالمي لقيم العدل والديمقراطية، وأثارت النعرات الطائفية، وساندت المستبدين الطغاة، ودعمت الانقلابات العسكرية، وسكتت وتعامت عن انتهاكات حقوق الإنسان".

وقال -في بيان له- الاثنين، نشره موقع "إخوان أون لاين" بعد استعادته من الطرف الآخر في الجماعة، الذي يعرف إعلاميا بالقيادة الجديدة-: "استدرج بعض الثوار إلى العنف المذموم، الذي كان أول ضحاياه الثوار السلميين، وأصبحت جماهير الثورة وحاضنتها الشعبية المحلية والعالمية بين مطارق الثورات المضادة وسندان التعامي والتغافل العالمي".

ربيع عالمي

وأضاف "عزت" قائلا: "أصبحت الحضارة العالمية المادية النفعية أمام اختبار دقيق، وفي انتظار ربيع عالمي بدت بشائره من تركيا، تشبه بداية الربيع العربي من تونس، وهذا الربيع العالمي المرتقب سيبقى هاجسا مرعبا وخطرا يحاول النظام العالمي منعه، كما سيبقى أمانيَّ لدى المستضعفين في الأرض".

وتابع: "يبدو أن التضحيات سوف تستمر حتى تستكمل الشعوب وعيها وتلتف حول ثورتها؛ لتواجه أعداء الثورة المحليين والعالميين"، مضيفا: "أما في مصر، فقد تنامى الوعي الثوري، واستفاق أغلب الذين خدعوا في 30 يونيو، وأصبح الحراك السلمي هو صمام الأمان من الانفجار العشوائي المدمر".

أزمة غير مسبوقة


وفي مقاله الافتتاحي لموقع "إخوان أون لاين"، رأى الأمين العام للإخوان محمود حسين أن "الجماعة مرت بأزمة داخلية غير مسبوقة، كان الهدف منها إضعافها وإجهاضها، لكن حفظ الله ثم وعي أبنائها أجهض هذا كله".

ونوه إلى أن من أهم أسباب أزمة الجماعة هو "عدم استقرار منهج الجماعة في نفوس بعض أبنائها، وعدم اليقين بأن الأخذ بالأسباب مهم ومطلوب، لكن التعلق برب الأسباب فريضة، وأن النصر من عند الله، واستعجال البعض لقطف الثمرة قبل نضجها، وعدم الالتزام بالشورى والمؤسسية والعودة لمؤسسات الجماعة، ومحاولة تهميشها بأسباب واهية، واعتقاد فرد أو مجموعة أن رأيهم أكثر سدادا من العودة للشورى".

الالتئام التام.. وحسم أي خلاف

وأردف: "الجماعة اليوم بخير، والحمد لله، وقد استقرت فيها الأمور إلى حد كبير، وستظل الجماعة فخورة بإبداع أبنائها، وثراء الأفكار فيها، وتنوعها، واحترام الجميع لآلية اتخاذ القرار عبر الشورى وعبر مؤسسات الجماعة التي تحسم أي خلاف، وهي تتجه اليوم نحو الالتئام التام لصفها، فقد تم حل معظم الأمور العالقة، التي تسببت في أزمة كنا في غنى عنها".

وأكمل: "تم حسم إدارة الجماعة بشكل مؤقت للجنة الإدارية العليا المنتخبة برئاسة عضو مكتب الإرشاد محمد عبدالرحمن، لحين استكمال مكتب إرشاد منتخب ومؤقت لإدارة أمور الجماعة، وسيتم على التوازي استكمال هياكل الجماعة الإدارية والشورية على مستوى المحافظات، لتكتمل هذه الهياكل -بشكل مؤقت- حتى عودة الأمور لطبيعتها، "ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا".

رؤية الجماعة الآنية


وأوضح أن رؤية الجماعة الآنية والملحة تتمثل في عدّة محاور، منها: توحيد الصف الداخلي وتماسكه، واستكمال كافة هياكله الشورية والإدارية، وتطوير الحراك الثوري السلمي على الأرض، وزيادة الوعي المجتمعي بخطورة الانقلاب، والاصطفاف المجتمعي، وعدم التفرقة بين مكونات الأمة لمصلحة الوطن.

كما تتضمن هذه الرؤية إعطاء الأولوية لقيادة الشباب في المرحلة الحالية والمقبلة، لما قدموا من تضحيات، والاستفادة من دور المرأة، والمحور الخارجي الشعبي والرسمي، ودعمه لحرية وحقوق الشعب المصري، من خلال إبراز خطورة الانقلاب على المستوى الإقليمي والدولي، وتوعية المجتمع الدولي بما سببه له الانقلاب من خسائر وأزمات طالت جميع دول العالم.

وأكد أن "وحدة الصف ظلت العامل الأهم في حفظ بنيان صرح الجماعة العملاق على مر التاريخ، وستظل الثقة بين القيادة ومن حولها هي الأساس المتين الذي يرتفع عليه صرح تلك الوحدة، ولذلك لم يهتز مهما فعل أعداء الإسلام من شياطين الإنس والجن"، مشدّدا على أن استقرار منظومة عمل الإخوان يعد دافعا مهما لتطوير العمل الثوري ضد الانقلاب.

وجدد تأكيده على أن "أيدي الإخوان ممدودة لكل فصائل وقوى العمل الثوري؛ للعمل نحو تحقيق هدف استعادة الثورة وكسر الانقلاب ومحاكمة رموزه، ولنجتمع على ما اتفقنا عليه، وليعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه، ولنبتعد عن الاتهام أو الإساءة أو تجريح الهيئات والأشخاص، فدعوتنا قائمة على العمل الدؤوب لخير كل الناس والتعاون معهم في كل ما هو مفيد".

ثوابت الإخوان الثورية

وشدّد على أن ما وصفها بثوابت الإخوان الثورية لم ولن تتغير، وهي احترام إرادة الشعب في كافة الاستحقاقات الانتخابية التي جرت بين عامي 2011 و2013، واحترام حقه في اختيار حكامه، والتمسك بشرعية الرئيس مرسي، وأنه رمز للثورة وصمودها، وعدم التفريط في القصاص لدماء الشهداء والجرحى، وإعادة حقوق المعتقلين.

وتشمل تلك الثوابت -بحسب "حسين"- "عدم التفاوض مع من تلطخت أيديهم وقلوبهم بدماء المصريين، واستمرار الحراك وسلميته؛ حتى تتحقق مطالب الشعب في بناء مصر الديمقراطية الحديثة، والتمسك بكل مكتسبات ثورة 25 يناير 2011، مضيفا: "فلنواصل مسيرتنا على بركة الله، وهدى تلك المبادئ، وإن يقيننا في نصر الله لن يتزحزح".

بدوره، رحب مسؤول اللجنة الإدارية المؤقتة بجماعة الإخوان المسلمون، محمد عبد الرحمن المرسي، بالإدانات التي وصفها بـ"الواسعة" لجرائم العسكر من قبل القوى والرموز الوطنية -وإن جاء بعضها متأخرا- داعيا الجميع إلى "البناء على هذه المواقف، وترجمتها لفعل ثوري قوي، يكمل حراك الأحرار في الميادين، ويعيد لحمة يناير وروحها؛ للتخلص من هذه الطغمة المتحكمة".