قضايا وآراء

عكاشة بطل الحرب النفسية!

1300x600
أما عكاشة الذي أعنيه، فليس توفيق عكاشة مهرج النظام ومضحك العوام ومروج الأراجيف وناشر التضليل والتزييف، بطل قناة الفراعين، رفيق درب السيسي في رحلة الانقلاب كما عبر عن نفسه ذات يوم قائلا: "ثورة يونيو كانت بحاجة إلى القوة ممثلة في السيسي، وإلى عقل ممثلا في العبد لله".

على أي حال، فقد أفضى عكاشة إلى ما قدمت يداه بعد أن قطع الهواء عن قناته، وطرد من مجلس الإفك المعروف إعلاميا بمجلس النواب، فاختفى في ظروف غامضة، أسأل الله أن يطول غيابه، وأن يلحق به رفيق دربه ونضاله عبد الفتاح السيسي.

عكاشة الذي أتحدث عنه كان من المفترض أن يكون عالما حقيقيا، وقد توفرت له الظروف لكي يكون واحدا من أبرع أطباء الصحة النفسية في العالم، ولكنه رمى تاريخه العلمي وراء ظهره، شأنه في ذلك شأن آل عكاشة الذين تربوا في حض السلطة مثل والده وأعمامه.

أحمد عكاشة، أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس، الذي للأسف كان أحد أساتذتي في كلية طب عين شمس في ثمانينيات القرن الماضي، ضل طريقه حين قبل أن يكون ملحقا على إحدى كتائب النظام العسكري المعروفة بالرئاسة مستشارا طبيا "نفسيا" لعبد الفتاح السيسي.

منذ تلك اللحظة المشؤومة وعكاشة الطبيب يمارس مهنة عكاشة الدجال بتاع قناة الرفاعين، الفارق بين "الرجلين" أن عكاشة توفيق درس وتعلم وتدرب ولديه ما يمكنه من مخاطبة البسطاء لكي يستغلهم السيسي، لكن عكاشة الطبيب استهدف السيسي نفسه ووضع نصب عينيه أن يتحكم فيه بطريقة مختلفة. يقول عكاشة الطبيب إن غالبية الشعب المصري نكدي ومصاب بالقلق وبالطبع لن يستطيع هذا الشعب القلق والمتوتر والمكتئب أن يفهم طبيعة المرحلة ولا أن يعرف قيمة وقامة عبد الفتاح السيسي وبالتالي العيب ليس في السيسي بل في الشعب المكتئب الذي ابتلي به السيسي!

وعكاشة الطبيب النفساني هو صاحب تصريح أنه طلب من السيسي أن يجوع الشعب ويعريه حتى يقول إن الله حق، وهذا يؤكد أن الرجل بينه وبين الشعب ثأر يريد أن يصفيه ولكن بطريقة تبدو علمية أو طبية محترمة.

وكما قال عكاشة المهرج إن الشعب المصري مجموعة من الحمير اللي ما بيفهموش ثم أردف قائلا-عافاكم الله- " وأنا كمان حمار كبير "، على نفس الدرب قال عكاشة الطبيب النفساني عن الشعب عن وصف رافضي إنجازات السيسي الفنكوشية إن هؤلاء مرضى " وهو نفس من وصف من يرفضون تقبل فكرة تحمل المسئولية لأن السيسي يجب أن يحملها لأنه فوض لذلك قال عنهم لا فض فوه " إنهم أنا ماليين " وهو تعبير مأخوذ من كلمة وأنا مالي . وبدلا من أن ينظر الطبيب بعين الاعتبار إلى رفض الشعب لحاكم مستبد وقاتل وفاشل إذا به يرمي الشعب بالسلبية واللامبالاة .

يعني أحمد عكاشة الطبيب تحول إلى فيلسوف كل وظيفته هي إعادة وصف وتشخيص الحالة لصالح المريض ولو على حساب الحقيقة .

و للتاريخ فإن تأثير عكاشة الطبيب على السيسي كبير وواضح فالسيسي يكرر كلمات عكاشة بشكل لا إرادي خصوصا حين يطالب السيسي الشعب المطحون بالتبرع لصندوق تحيا مصر، وحين يطالب بفرض دمغات لصالح هدم العشوائيات، أو حين يطالب السيسي المصريين بألا يسمعوا لأحد سواه .

عكاشة المهرج كان يمهد الأرضية لقرارات السيسي، لكن عكاشة الطبيب يعيد تأهيل نفسية السيسي لكي يكون أكثر عدوانية ووحشية في مواجهة شعبه، وعكاشة الطبيب الفيلسوف هو سر الحالة المعنوية التي يظهر بها السيسي، وهي حالة متغيرة، فتارة تراه عبوسا مسود الوجه قبيح اللفظ والإشارات، وتارة تراه ابن نكتة وابن حظ وفرفشة، حتى أنه يمسخر رئيس وزرائه على الهواء، وينال من منتقديه الإعلاميين بطريقة تشبه ردح السيدات في المناطق الشعبية .

 يملك عكاشة الطبيب من الأدوات والطرق ما يمكنه من السيطرة الكلية على تصرفات السيسي وقراراته، وسيذكر التاريخ يوما ما أن السيسي بمؤهلاته المتواضعة كان ألعوبة في يد طبيب نفساني يتلاعب بمريضه ويحركه كيف يشاء. الأيام بيننا .