سياسة عربية

مصر تهدد إيطاليا: التصعيد في قضية ريجيني ليس في صالحكم

إيطاليا استدعت سفيرها في القاهرة كخطوة أولى في تصعيد مرتقب في القضية ـ أرشيفية
لأول مرة منذ مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني في القاهرة قبل أكثر من شهرين، تغيرت اللهجة المصرية، وانقلبت من الدفاع إلى الهجوم على السلطات الإيطالية واتهامها بتسيس القضية.

وبعد أسابيع طويلة من التبرير ومحاولة نفي تورط أجهزة الأمن المصرية في تعذيب ريجيني وقتله، تحولت نبرة النيابة المصرية، وبدأت في اتهام إيطاليا بمحاولة إذلال مصر.
 
مصر ترفض الخنوع!

وأعلنت وزارة الخارجية المصرية أن الوزير سامح شكري أجرى مساء السبت اتصالا هاتفيا مع نظيره الإيطالي باولو جنتيلوني، أعرب خلاله عن "انزعاجه" من التوجيه السياسي الذي تمارسه إيطاليا في القضية.

وأضافت الخارجية، في بيان لها تلقت "عربي21" نسخة منه، أن شكري استعرض مع جنتيلوني حجم التعاون والتنسيق الذي وفرته أجهزة التحقيق المصرية للجانب الإيطالي منذ بداية الكشف عن الحادث، ودرجة الشفافية والاستجابة للمطالب الإيطالية، استنادا إلى العلاقات الوثيقة والخاصة التي تربط بين البلدين.

وأكد البيان أن تعليق النيابة العامة الإيطالية التعاون مع جهات التحقيق المصرية يتناقض مع العلاقات الثنائية التي تربط البلدين، كما أن قرار استدعاء سفير إيطاليا في مصر للتشاور يثير علامات استفهام حول مغزى تلك القرارات.

وتابع: "من المفترض أن يتاح المجال لفرق التحقيق أن تستكمل عملها الفني بعيدا عن أي ضغوط، وأن يتم الحفاظ على الروح الإيجابية والتعاون المطلوب؛ لضمان الوصول إلى النتائج المرجوة، مع الاحترام الكامل للقوانين الخاصة بحماية الحريات الشخصية في مصر، التي هي جزء أصيل من حقوق الإنسان المصري".

وقال النائب العام المساعد المستشار مصطفى سليمان إن الوفد القضائي المصري رفض الخنوع أمام مبالغات الجانب الإيطالي، وأكد عدم أحقية إيطاليا في الاطلاع على المكالمات الهاتفية بين المواطنين المصريين.

وأضاف سليمان، في مؤتمر صحفي بالقاهرة يوم السبت، إن النيابة ملتزمة بحماية حق المواطنين في استخدام وسائل الاتصال العامة بكافة أشكالها، دون تنصت أو اختراق لخصوصياتهم، التزاما بنصوص الدستور والقانون.

نقف على أرض صلبة

وقال السفير أحمد أبو زيد، المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، إن طلب السلطات الإيطالية نسخة من تسجيلات المكالمات الهاتفية في منطقة الدقي للتحقيق في مقتل ريجيني يعد مخالفة واضحة للدستور والقانون المصري والأعراف الدولية.

وأظهر المتحدث باسم الخارجية صلفا غير معتاد، قائلا إن الجانب المصري يقف على أرض صلبة، وليس لديه ما يخفيه في القضية، وعلينا أن نثق في أنفسنا وقدراتنا".

واتهم "أبو زيد"، في مداخلة هاتفية مع قناة "الحياة" مساء السبت، الجانب الإيطالي بالمغالاة في طلباتهم، داعيا الحكومة الإيطالية إلى الثقة في الإجراءات التي تقوم بها مصر في هذا الصدد لكشف ملابسات القضية.

وأضاف أن مصر لما تتأخر في تقديم أي معلومة بشأن مقتل ريجيني، مؤكدا أن مصر تعاملت مع التحقيقات بإيجابية وشفافية تامة.

وطالب أبو زيد الجانب الإيطالي بالتوصل إلى تهدئة بشأن القضية، مؤكدا أنه ليس من مصلحة البلدين التصعيد في هذا الوقت.

إجراءات فورية ضد مصر


في المقابل، استمرت إيطاليا على نهجها التصعيدي ضد مصر، أعلن وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني أن استدعاء السفير الإيطالي من القاهرة هو الإجراء الأول في سلسلة من الإجراءات التي ستتوقف على مدى استجابة مصر للمطالب الإيطالية.

وأضاف جنتيلوني، في تصريحات على هامش اجتماعات وزراء خارجية الدول الصناعية السبع الكبرى في العاصمة اليابانية طوكيو السبت، أن الإجراءات المتوقع أن تتخذها بلاده خلال الأيام المقبلة ستكون فورية ومناسبة، موضحا أن سحب السفير كان ردا على رفض مصر السير بالتحقيقات في قضية ريجيني بطريقة تؤدي في النهاية إلى الوصول إلى الحقيقة.

وفي سياق ذي صلة، أعلنت الخطوط الجوية الإيطالية إلغاء رحلاتها بين القاهرة وروما، مرجعة ذلك إلى ما أسمته ظروف التشغيل.

وأضافت أنها أرسلت إشارة إلى سلطات مطار القاهرة بإلغاء رحلتيها من وإلى روما يوم السبت، بسبب انخفاض عدد الركاب الحاجزين على الرحلتين.

وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إلغاء رحلات بين مصر وإيطاليا منذ مقتل جوليو رجيني واستدعاء السفير الإيطالي لدى مصر.

إلى ذلك، يصل يوم الأحد إلى القاهرة "كلاوديو ديسكالزيس" رئيس شركة "إيني" الإيطالية للطاقة، التي اكتشفت حقل "الظهر" العملاق للغاز في البحر المتوسط، ومن المتوقع أن يعقد اجتماعا مع عبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب، لمناقشة إعلان "إيني" انسحابها من المشروع، ردا على مقتل جوليو ريجيني.