ملفات وتقارير

لا تحريات لشرطة مصر عن طالب إيطاليا بعد 13 يوما من مقتله

تقرير الطب الشرعي الإيطالي تحدث عن تعذيب وحشي تعرض له الطالب- تويتر
برغم مرور أكثر من 13 يوما على إعلان إيطاليا مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني في مصر، فإن نيابة حوادث جنوب الجيزة الكلية لم تتسلم أي تحريات من الشرطة في واقعة مقتله حتى الآن، ما اعتبرته صحيفة "الشروق" المصرية، الثلاثاء، معيقا لحل لغز القضية، خاصة مع ندرة المعلومات المقدمة من أصدقائه، والشهود حول الواقعة، بحسب الصحيفة.

يأتي ذلك في وقت نفت فيه وزارة الداخلية المصرية في بيان أصدرته الاثنين صحة ما تداولته وسائل الإعلام والصحف الغربية حول إلقاء القبض على جوليو ريجيني، قبل وفاته من قبل عناصر أمنية مصرية.
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية نقلت عن ثلاثة مسؤولين أمنيين مصريين، الأحد، اعترافهم باحتجاز الطالب الإيطالي، الذي تم العثور على جثته في طريق القاهرة-الإسكندرية الصحراوي بداية الشهر الحالي، مؤكدين أنه كان وقحا مع الضباط، وتصرف كأنه رجل قوي.

مخاوف من حظر النشر
 
جاء ذلك، في وقت سادت مخاوف صحفية مصرية من صدور قرار بحظر النشر في القضية.

وقال الكاتب حسام مؤنس، بصحيفة "المقال"، الثلاثاء، إنه يكاد يكون متوقعا كالمعتاد في ظل العقلية التي تحكمنا أن يصدر قرار قريب بحظر النشر في هذه القضية، وهو إجراء يتخذ عادة من أجل تقليص حجم اهتمام الرأي العام بأي قضية مطروحة لا ترغب السلطة في التداول حولها، لكنه لن يكون ملزما للإعلام الإيطالي والعالمي، وفق قوله.

وأكد مؤنس أن شواهد احتمال تورط عناصر تابعة لأجهزة أمنية مصرية في جريمة الشاب الإيطالي تتزايد، الأمر الذي يذكر بتاريخ طويل من الممارسات الأمنية القديمة في تعذيب السجناء والسياسيين قبل ثورة 25 يناير.

وكانت صحيفة "إندبندنت" البريطانية ذكرت الاثنين أن الشرطة الإيطالية قالت إن لديها شاهد عيان ذا مصداقية أكد أنه رأى ضباط أمن مصريين يرتدون ملابس مدنية أوقفوا جوليو ريجيني مساء يوم اختفائه، أواخر شهر كانون الثاني/ يناير الماضي.

ماذا لو حدث الافتراض الكارثي؟

من جهته، أكد الإعلامي المصري عماد الدين حسين، أنه من الأفضل حال امتلاك مصر معلومات بشأن الحادث أن تعلنها مهما كانت موجعة، حتى لا تدفع ثمنا مضاعفا لها في المستقبل، على حد تعبيره.
وقال حسين، في مقال بجريدة "الشروق"، التي يرأس تحريرها، الاثنين: "سوف نقفز إلى مناقشة الاحتمال الأسوأ، وهو أن يكون هناك تورط لبعض أفراد من الأمن المصري في هذه الجريمة، فماذا ينبغى أن نفعل؟".

وأجاب: "لو أن هذا الافتراض الكارثي حدث، فالأفضل أن تبادر الحكومة وأجهزة التحقيق بإعلان ذلك فورا، وأن تحيله إلى التحقيق فورا، هو وكل من دعمه أو تستر عليه، وأي حل غير ذلك سوف يزيد الأمور تعقيدا، بحسب وصفه.

وأضاف: "إذا كان هذا السيناريو الكارثي غير موجود، فعلى أجهزة الأمن والتحقيق أن تقدم إجابة شافية عن: ماذا حدث للشاب الإيطالي؟ ومن قتله؟".

وأردف: "في كل الأحوال علينا أن نقول الحقيقة، ونعلنها بسرعة.. التأجيل والتأخير سلاح يلعب ضدنا"، وفق قوله. 

تطورات الحادث

وكانت مصادر في الشرطة الإيطالية ألمحت إلى أن لديها شاهدا موثوقا فيه، أخبرها بأن رجال أمن مصريين يرتدون ملابس مدنية أوقفوا ريجيني قرب منزله في الدقي ليلة اختفائه مساء 25 يناير الماضي.
ونقلت وكالة "رويترز" عن تقرير الطب الشرعي المصري، أن ريجيني تعرض لتعذيب متنوع طال صعق الأماكن الحساسة.

وزار وفد من الشرطة الإيطالية مكون من سبعة أفراد القاهرة، للاطلاع على التحقيقات عقب اكتشاف الجثة.

وتحدث رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي، بعد تشييع جثمان جوليو يوم الجمعة الماضي، مؤكدا أن علاقات بلاده مع مصر على المحك، ما يؤشر إلى أزمة عميقة في العلاقات بين البلدين على إثر الحادث، الذي يتحمل مسؤولياته نظام حكم رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي، وفق مراقبين.