ملفات وتقارير

بعد 51 عاما من انطلاقتها.. هل "هرمت" حركة فتح؟

محلل سياسي: "فتح" غير قادرة على إنتاج جيل قيادي جديد في ظل غياب قياداتها التاريخية - عربي21
بعد مرور 51 عاما على تأسيسها في 1 كانون الثاني/ يناير 1965، وتقلبها في مراحل نضالية فلسطينية مختلفة؛ فإن حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" تعيش أزمات كثيرة تهدد بنيتها التنظيمية، وتنذر بدخولها مرحلة "الشيخوخة"، بحسب مراقبين فلسطينيين.

وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة، ناجي شراب، إن حركة فتح "برغم أنها حركة سباقة في تاريخ الثورة الفلسطينية؛ فإنها لم تواكب التطورات والتغيرات التي لحقت بالقضية الفلسطينية، المرهونة بتفاعلات البعد العربي والإقليمي والدولي، والإسرائيلي أيضا".

وأضاف لـ"عربي21" أن هذا الجمود أدى إلى "حدوث فجوة كبيرة بين الحركة، وبين التحولات الإقليمية والدولية، ما أدى إلى أزمات داخل الحركة نشهد بعض مظاهرها اليوم".

أزمات

وقال شراب إن "الحركات لا يقاس عمرها بعدد السنين؛ فالسنوات لا تعفي من النقد، وقد تكون عامل ضعف"، مشددا على أن حركة فتح "إن لم تجدد نفسها فإنها ستصاب بالوهن، وهشاشة العظام، والشيخوخة السياسية، ولن تنفعها الاحتفالات الجماهيرية التي لا تستلزم قوة الحركة وتماسكها".

وأضاف أنه "لا أحد ينكر أن حركة فتح ما زالت حركة جماهيرية قائمة، لكنها تراجعت، والمؤشر على ذلك فوز حركة حماس بالانتخابات الفلسطينية عام 2007"، مشيرا إلى أن حركة فتح "تعاني أزمات كثيرة، منها أزمة في القيادة وفي مشروعها الوطني، وأخرى في بنيتها السياسية، وفي علاقتها مع الفصائل والقوى الوطنية الأخرى، بالإضافة إلى أنها تعاني من أزمة أجيال، حيث توجد فجوة كبيرة بين الجيل القديم، والجيل الجديد".

وأوضح أن "مظاهر الاختلاف واضحة بين أجنحة الحركة المختلفة"، لافتا إلى أن "أزمتي القيادة والخلافة السياسية، وصناعة ووحدانية القرار؛ ما زالتا قائمتين"، وأن "خلاف جناحي عباس ودحلان له امتدادات إقليمية ودولية".

وتساءل شراب: "ما هو مستقبل حركة فتح بعد الرئيس أبو مازن؟".

وأكد أن "أخطر ما يمكن أن تواجهه الحركة؛ هو الانقسام الجسدي"، مؤكدا أن "فتح الضفة، وفتح غزة؛ حقيقة موجودة، لكنها غير معلنة".

تطور أم تدهور؟

من جانبه؛ أوضح الكاتب والمحلل السياسي سميح شبيب، أن "حركة فتح، التي كانت شعارها الأساسي (بالكفاح المسلح وحده نحرر فلسطين)؛ مرت بمراحل مختلفة تبعا لتأثيرات إقليمية ودولية، أوصلتها إلى وضع برنامج سياسي براغماتي؛ يتيح للدبلوماسي أن يعمل إلى جانب المقاتل العسكري".

وأضاف لـ"عربي21" أن "تطور الفكر السياسي لدى الحركة من خلال الممارسة السياسية، والحروب القاسية المختلفة، حتى وصل إلى مرحلة المفاوضات السرية مع الاحتلال في أوسلو عام 1988، أفضى إلى قيام سلطة فلسطينية"، مؤكدا أن انخراط "فتح"، وتمركزها في رأس كل شيء تابع للسلطة الفلسطينية، خلق حركة "غير تلك التي أسست في 1965، فقد باتت الحركة تمارس التنسيق الأمني والاقتصادي مع الاحتلال".

وتابع شبيب، بأنه "نتيجة لذلك؛ فقد فقدت الحركة روحها الأساسية كحركة تحرر وطني، وأصبحت تعيش في أزمة عميقة جدا لدرجة أنها لا تستطيع عقد مؤتمرها العام".

وقال إن من العوامل التي "أثرت كثيرا" على حركة فتح "عدم قدرتها على إنتاج جيل قيادي ثان وثالث، في ظل غياب قياداتها التاريخية".

وحول السبيل إلى تصحيح الحركة مسارها؛ أكد شبيب أن هذا الأمر "يقتضي أن لا تكون تحت رحمة الاحتلال، لتعود حركة تحرر فلسطيني".