سياسة عربية

الجيش السوري الحر يكذّب روسيا وينفي تلقيه دعما منها

يركز الطيران الروسي قصفه على المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار بعيدا عن مناطق تنظيم الدولة - أرشييفية
نفى مقاتلو الجيش السوري الحر الذين يحاربون قوات النظام السوري في غرب البلاد؛ تلقيهم أي دعم من سلاح الجو الروسي، قائلين إنه على العكس تماما تستهدفهم الضربات الجوية الروسية رافضين التصريحات التي أدلى بها، الاثنين، رئيس هيئة الأركان الروسية.

والجماعات التابعة للجيش السوري الحر التي تعرضت للضربات الجوية الروسية في غرب سوريا مرارا؛ هي تلك التي تسلمت صواريخ تاو الأمريكية الصنع، وهي أقوى سلاح في ترسانة الفصائل السورية.

وقال حسن الحاج علي، قائد لواء صقور الجبل: "اليوم تعرضت مقراتنا في جبل الأكراد لقصف روسي دمر المقر بالكامل، وأمس دمرت مقراتنا في ريف حلب الشمالي وهناك عشر إصابات. هل هكذا يكون الدعم الروسي؟ (الرئيس الروسي فلاديمير ) بوتين وجنرالاته هم مجموعة من الكاذبين".

ولواء صقور الجبل من الجماعات البارزة في الجيش السوري الحر، كانت قد شاركت في اجتماع للمعارضة السورية استضافته السعودية الأسبوع الماضي.

وقال محمد رشيد، المتحدث باسم جيش النصر: "هذا عار عن الصحة على العكس الطيران الروسي يقصف مقراتنا بشكل يومي".

من جهته، قال تحالف منفصل تشكل في الآونة الأخيرة من فصائل مقاتلة، ومن بينهم من يقولون إنهم من الجيش السوري الحر، إن مقاتليه استفادوا بشكل غير مباشر من الضربات الجوية الروسية خلال معركة مع مجموعات منافسة، منها جبهة النصرة جناح القاعدة في سوريا، لكنه نفى أي دعم روسي مباشر.

وكان المقاتلون يردون على تصريحات لرئيس هيئة الأركان الروسية فاليري جيراسيموف؛ الذي قال، الاثنين، إن سلاح الجو الروسي ينفذ عشرات الضربات الجوية في سوريا كل يوم لدعم الجيش السوري الحر الذي يحارب - على حد قوله - إلى جانب قوات بشار الأسد ضد تنظيم الدولة.

ونقلت وكالات أنباء روسية عن جيراسيموف قوله، خلال اجتماع للملحقين العسكريين الأجانب المعتمدين في روسيا، إن عدد مقاتلي الجيش السوري الحر الذين يتقدمون في محافظات حمص وحماة وحلب والرقة يزيدون الآن على 5000 مقاتل.

وأضاف: "عدد وحدات الجيش السوري الحر في تصاعد طوال الوقت. ولدعمهم فقط يقوم الطيران الروسي بما يتراوح بين 30 و40 ضربة في اليوم. كما يتم مدهم بالسلاح والذخيرة والدعم المادي".
 
ولم تكشف روسيا عن أسماء فصائل الجيش السوري الحر التي تتحدث عنها. وتقول مجموعات عدة إنها تنتمي إلى الجيش السوري الحر الذي ليس له قيادة مركزية وهيكل تحكم.

وفي وقت لاحق، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن فلاديمير كوزين، مساعد الرئيس الروسي للتعاون العسكري والفني، قوله إن روسيا لا تزود الجيش السوري الحر بالأسلحة.
 
ويتلقى بعض من أقوى الجماعات التابعة للجيش السوري الحر دعما عسكريا من السعودية والولايات المتحدة. وتتعرض هذه المجموعات بشكل متكرر للقصف خلال الحملة الجوية الروسية التي بدأت في 30 أيلول/ سبتمبر لدعم الرئيس السوري بشار الأسد، ونفت مرارا تلقيها أي مساعدة من موسكو.

أما التحالف الذي استفاد مقاتلوه من الضربات الجوية الروسية فهو "تحالف قوات سوريا الديمقراطية" الذي يضم قوات حماية الشعب الكردية، بالإضافة إلى عدد من الجماعات العربية التي تلقت دعما أمريكيا لمحاربة تنظيم الدولة.

وشارك أحد فصائله، وهو جيش الثوار، في الآونة الأخيرة في معركة استمرت عدة أيام إلى الشمال من حلب، ضد مقاتلين من بينهم مقاتلو أحرار الشام والجبهة الشامية التي تعتبر على نطاق واسع مدعومة من تركيا.

وقال طلال سلو، المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية: "لم يتم أي اتصال أو أي اتفاق أو أي تعاون بيننا وبين الجيش الروسي. اعتبروا أن هناك نوعا من التفاهم والتعاون بيننا وبين الروس، وهذا الكلام لا صحة له. لا يوجد أي اتفاق حتى الآن بيننا وبين الروس".

وأضاف: "الناس تحاول تحويل الموضوع باتجاه قوات سوريا الديمقراطية كونهم اعتبروا أنهم (الروس) قدموا دعما لوجستيا لنا، وهذا لم يحصل. استهدفوا قوات الإرهابيين كونهم تجمعوا في مناطق حولنا فقط لا غير، لكن بالنسبة لنا حتى الآن لم نتلق أي دعم من أي نوع كقوات سوريا الديمقراطية ولا أي نوع من الأسلحة".