سياسة عربية

كيف خسر تنظيم الدولة حرب الأفكار كما تؤكد استطلاعات رأي؟

تراجعت نسبة تأييد تنظيم الدولة بشكل كبير خلال عام واحد - أرشيفية
أظهرت استطلاعات رأي قام بها "منتدى فكرة"، المختص بالشرق الأوسط والتابع لـ"معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى"، أن نسبة تأييد تنظيم الدولة في العالم العربي تراجعت تراجعا حادا خلال عام واحد، مشيرا إلى أن "95 في المئة من الجماهير العربية الرئيسية تنظر إلى تنظيم الدولة نظرة سلبية".

وأشار المنتدى إلى أن 2 إلى 4 في المئة فقط من السكان في مصر أو المملكة العربية السعودية أو الأردن أو الكويت يرون هذا التنظيم من خلال نظرة "إيجابية إلى حد ما".


وفي مقال لديفيد بولوك، مدير "منتدى فكرة"، المختص في شؤون الشرق الأوسط، قال بولوك إن النتائج التي قام بها "بيانات فعلية ملموسة تستند إلى استطلاعات رأي علمية"، في تلك البلدان الأربعة (مصر، السعودية، الأردن، الكويت)، بين آب/ أغسطس وأيلول/ سبتمبر من هذا العام، موضحا أنها تمت عبر أحد مستطلعي الآراء الرائدين المستقلين، وغير السياسيين على الإطلاق، المختصين في مجال استطلاعات الرأي الإقليمية التجارية، وقد استخدم كل استطلاع رأي مقابلات شخصية مع عينة تمثيلية محتملة على الصعيد الوطني الجغرافي تشمل 1000 مواطن من البالغين.

وأشار بولوك إلى انخفاض نسبة تأييد التنظيم خلال عام واحد، "ففي الأردن، حيث لقي تنظيم الدولة نسبة تأييد مرتفعة نسبيا بلغت 8 في المئة في أيلول/ سبتمبر 2014، انخفضت هذه النسبة أكثر لتصل حاليا إلى 4 في المائة فقط، وبالتالي، فإن الأدلة في هذه المرحلة مقنعة تماما، وهو أن تنظيم الدولة لا يتمتع سوى بقاعدة ضئيلة من الدعم في جزء كبير من العالم العربي"، بحسب تعبيره.

واستدرك الباحث أن رفض الجماهير لتنظيم الدولة، لا تعني رفضها لكل الحركات الإسلامية، إذ إن جماعة "الإخوان المسلمين" على سبيل المثال لا تزال تلقى تقييمات إيجابية تتراوح ما بين ربع إلى ثلث الجمهور في كل بلد من البلدان الأربعة التي شملها الاستطلاع في الآونة الأخيرة، حتى في الدول التي حظرتها. 

كما أن الرفض شبه العالمي للتنظيم لا يعني أن هذه الجماهير العربية تود أن تشهد "إصلاحا" دينيا في الإسلام، فردا على السؤال حول ما "إذا كان تفسير الإسلام بطريقة أكثر اعتدالا وتسامحا أو حداثة فكرة جيدة أو لا"، أجاب خمس المستطلعين إيجابيا في مصر والمملكة العربية السعودية والأردن والكويت.

بالإضافة إلى ذلك، طُلب من كل جمهور أن يختار الأولوية الأولى والثانية في أولويات السياسة الخارجية في حكومته، من بين قائمة من ستة خيارات مختلفة. وفي البلدان الأربعة تصدر خيار "الصراع ضد تنظيم الدولة" الأولويات، إذ تصدر هذا الخيار، بهوامش متفاوتة، جميع الخيارات الأخرى المقدمة، بما في ذلك: "الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والصراع في سوريا، والصراع بين إيران والدول العربية، والصراع بين الطوائف أو الحركات الإسلامية، أو الصراع في اليمن"، بحسب بولوك.

ومن النتائج الأخرى ذات الصلة ما يلي: في كل مجتمع من هذه المجتمعات العربية الرئيسية، نجد أن فرنسا تتمتع بشعبية ضعف شعبية الولايات المتحدة أو روسيا، فقد عبّر حوالي ثلث المصريين والسعوديين والأردنيين والكويتيين عن رأي إيجابي تجاه فرنسا، في حين أن تركيا، وهي دولة مسلمة صديقة، لقيت نسبة تأييد أعلى بمعدل 12 نقطة فقط، وعلى سبيل المقارنة، فإن الولايات المتحدة وروسيا حصلتا على تقييمات إيجابية من هذه الجماهير العربية تراوحت ما بين 10 و16 في المئة.

وحذر بولوك من "اعتبار التنظيم هو البطل والموجة المستقبلية للجماهير العربية والإسلامية، الأمر الذي لن يؤدي سوى إلى إضافة الإهانات التي لا معنى ولا أساس لها على المصاب الفظيع"، مختتما بقوله: "في الواقع، الغالبية العظمى من المسلمين في كل مجتمع شمله الاستطلاع، باستثناء هامش محدود". بل مدمر بشكل رهيب ومثير للدهشة، ترفض بوضوح هؤلاء المتطرفين المتعصبين والمتعطشين للدماء الذين يدّعون أنهم يمثلونهم.