ملفات وتقارير

محمد بن زايد يتصل بأمير قطر.. محاولة جديدة لتلطيف الأجواء؟

هل ينهي الاتصال الهاتفي ما قبله من توتر بين البلدين؟ - عربي21
بثت وكالة أنباء الامارات "وام" خبرا مقتضبا في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء قالت فيه إن ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أجرى اتصالا هاتفيا مع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ولم تذكر الوكالة أي تفاصيل أخرى، لكن الاتصال يفتح الباب أمام الكثير من الأسئلة، خاصة أنه يأتي بعد هجوم مبرمج ومنظم على الإنترنت من جانب عدد من النشطاء الإماراتيين استهدف دولة قطر، وبخاصة الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.

واكتفت وكالة "وام" الاماراتية بالإشارة في خبرها الذي بثته عند الساعة الحادية عشرة من مساء الثلاثاء، بالقول إنه "جرى خلال الاتصال بحث التطورات في المنطقة والقضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك"، دون أن تكشف عن أية تفاصيل تتعلق بالاتصال، ولا الهدف منه، لكنه قد يصب في إطار "محاولة لتلطيف الأجواء مع دولة قطر"، بحسب ما قال صحافي إماراتي لــ"عربي21".

وبحسب رصد قامت به "عربي21" فإن عددا من النشطاء على الإنترنت، وخاصة المغردين على "تويتر"، من المحسوبين على جهاز أمن الدولة الإماراتي، انشغلوا خلال الأسبوعين الماضيين بهجوم واضح على دولة قطر، وتحديدا على الأمير الوالد، وذلك في أعقاب انتقاد غير مباشر -لكنه مفهوم- من وزير الداخلية الإماراتي سيف بن زايد، للأمير القطري، اتهمه فيه بــ"الفشل"، ليظهر بعدها مباشرة مقال في موقع عربي وعدد كبير من التغريدات بالمعنى نفسه الذي تحدث فيه الشيخ سيف.

وبحسب التفاصيل التي تمكنت "عربي21" من رصدها، ففي الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي، زار والد أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أحد الجرحى العائدين من اليمن، وأثنى على الخطط العسكرية للقوات القطرية التي أثمرت بالحفاظ على حياة الجنود القطريين، وجعلت الخسائر في صفوفهم محدودة، وهي التصريحات التي يبدو أن المسؤولين في دولة الامارات فهموها في غير موضعها، لأن عددا كبيرا من الجنود الإماراتيين قضوا في عملية واحدة ويوم واحد للحوثيين قبل أسابيع.


وفي الخامس من تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي، أي بعد خمسة أيام فقط، قال وزير الداخلية الإماراتي الشيخ سيف بن زايد في خطاب عام وواضح: "لا يطلع علينا شخص فاشل سياسيا ويعطينا مفاهيم القيادة العسكرية"، وهو ما تبين خلال الأيام اللاحقة أنه ليس سوى بداية حملة إماراتية ضد دولة قطر، وضد أميرها السابق الشيخ حمد بن خليفة.



ونشر موقع إماراتي عربي مغمور يعمل من لندن، مقالا في الـ11 من تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي، أي بعد أقل من أسبوع على خطاب الشيخ سيف، مقالا تحت عنوان "الأمير الوالد.. الفاشل المفصول"، يهاجم فيه دولة قطر بصورة لم يعهدها الخليجيون من قبل، ويتهم الشيخ حمد بأن حديثه خلال زيارته إلى أحد الجرحى القطريين كان "لمزا غير مباشر وسخرية غير مباشرة من دولة الإمارات"، ويتحدث المقال باللغة نفسها التي كان يستخدمها سيف بن زايد في خطابه قبل أيام.

وبين خطاب الوزير الإماراتي والمقال الذي يمثل انتهاكا لكل المعايير والأخلاقيات المعروفة في الخليج، كان العشرات من النشطاء على "تويتر" المحسوبين على جهاز أمن الدولة الإماراتي ينشغلون بالتغريد ضد دولة قطر وضد أميرها الحالي الشيخ تميم ووالده، وهو ما فهمه الكثير من المراقبين على أنه "تنفيس الفشل الذي منيت به قوات اإامارات في اليمن"، وهو الفشل الذي اضطرها لسحب قواتها وإعادة تموضعهم خلال الأيام الماضية، بحسب ما يؤكد محلل سياسي تحدث لــ"عربي21" وطلب عدم نشر اسمه.

ويأتي الاتصال الهاتفي من محمد بن زايد الى أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد مساء الثلاثاء، وسط موجة الهجوم الإماراتي ضد قطر وأميرها ووالده، ليضع السؤال مجددا: هل ستنجح الإمارات في تهدئة التوتر مع جيرانها الخليجيين؟ وهل يمكن أن يكون الاتصال الذي لم تفصح أي من الدولتين عن مضمونه بداية لصفحة جديدة في العلاقات بين البلدين؟.. أم إنه سيكون مجرد حلقة جديدة في سلسلة المد والجزر في العلاقات بين البلدين؟