قالت صحيفة "أوبزيرفر" إن هناك حاجة ماسة لإعادة النظر في نظام الأمن الملاحي الجوي الدولي في ضوء تحطم
الطائرة الروسية فوق صحراء سيناء، ومخاوف من فشل أمني حدث في
مطار شرم الشيخ، الذي انطلقت منه طائرة "مترو جيت" الروسية، التي كانت تحمل 224 راكبا.
وعلمت الصحيفة أن الأمن في مطار شرم الشيخ بدأ عملية فحص لموظفي المطار كلهم ممن تعاملوا بطريقة أو بأخرى مع الطائرة الروسية، التي تحطمت بعد 23 دقيقة من إقلاعها. وهو ما زاد التكهنات بزرع القنبلة في الحقائب التي أدخلت إلى الطائرة وليس على متنها.
وينقل التقرير عن خبراء الأمن الملاحي الجوي قولهم إن هناك حاجة إلى "إطار دولي" لمنع حدوث ثغرات في أمن المطارات يستغلها الإرهابيون. وأضافوا أن هناك حاجة إلى تحديث عمليات فحص الموظفين العاملين في المطار قبل دخولهم إليه، من خلال التدقيق الشديد في عمليات التوظيف داخل المطار.
وتورد الصحيفة أن ماثيو فين، الذي ترأس مؤتمرا للأمن الملاحي الدولي في دبلن الشهر الماضي، قال إن مشكلة وصول الموظفين العاملين في مجال نقل الحقائب إلى المجال الذي تتحرك فيه الطائرة يجب حلها، أو يجب إخضاعهم لفحص أمني مشدد، بعد ما يبدو أنه انفجار حدث على متن الرحلة رقم "9268".
وينقل التقرير عن فين قوله: "هناك حاجة إلى رد دولي فيما يتعلق بكيفية التدقيق في كل شخص يعمل في مجال الملاحة". ويعمل فين مديرا لشركة سلامة وأمن ملاحة دولية "أغوميتنك"، حيث أضاف قائلا: "علينا التأكد من سلامة أي شخص يتصل مع الطائرة، وأن هؤلاء الأشخاص هم الأشخاص المناسبون للعمل في هذه الوظائف. وهناك حاجة إلى إطار دولي حول كيفية عمل الأفراد في المطارات، ومن يقوم بالتحقق من كفاءتهم".
وتلفت الصحيفة إلى أن فيليب باوم من شركة "إفييشين سيكوروتي إنترناشونال"، الذي ترأس جلسة خلال المؤتمر في دبلن، وتمت فيها مناقشة التهديدات القادمة "من الداخل"، قال إنه يجب التعامل مع السلامة والأمن بطريقة لا يمكن التكهن بها وبطريقة دقيقة من أجل تعطيل محاولات الإرهابيين.
ويضيف باوم أن المدخل الدولي الحالي للسلامة الجوية يشوبه القصور؛ لأنه يركز على أدنى معايير السلامة الممكن تطبيقها في المطار التي تتسم بالتسيب الأمني. وقال: "سيكون هناك أمن جيد عندما لا تكون لديك فكرة عن طبيعة الإجراءات التي تقوم بفحصها وتواجهها".
ويتابع باوم: "حتى نواجه الفشل المزمن، فإنه سيظل لدينا شيء يبدو على السطح جيدا، حيث يقول المسافرون: (الأمن كان جيدا جدا؛ لأنه تم أخذ زجاجة الماء منا)، وهو أمر لا معنى له في عام 2015. ونحن بحاجة للتحرك من الأمن الذي يبدو أقرب إلى المسرح من الواقع الأمني الحقيقي".
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأن المسؤولين في شرم الشيخ يقولون إنهم يقومون بفحص الأمن في المطار والكاميرات؛ بحثا عن لقطات حول نشاطات مريبة قبل سقوط الطائرة التابعة لشركة "مترو جيت" الروسية.
وتكشف الصحيفة عن أن القرار البريطاني لوقف الطيران من وإلى شرم الشيخ، جاء بسبب القصور في عملية فحص الأمتعة في المطار. وقال مسؤول
مصري: "نريد التأكد مثلا من عدم تسلل شخص من أجهزة الفحص الإلكتروني"، وقال آخر: "نحاول التأكد من عدم حدوث نشاطات غير عادية بين أمن المطار وموظفيه".
ويذكر التقرير أن مسؤولين عسكريين وأمنيين مصريين زاروا المطار في الأيام الأخيرة، فيما نشط المسؤولون الأمنيون البريطانيون من وراء الكواليس، حيث يساعدون في الفحص الأمني الدقيق.
وتبين الصحيفة أنه بحسب المسؤولين، فقد بدأ المحققون بالتحقيق مع الموظفين، وبدأوا بمراقبة الأشخاص الذين عملوا في التحضير لرحلة الطائرة الروسية.
وينوه التقرير إلى أن الجهود للبحث عن مفجر محتمل للطائرة تأتي في الوقت الذي استدعي فيه مدير المطار إلى القاهرة للمساءلة. ويرى المحققون أن عملية التفجير جاءت من قسم الأمتعة، وقد تم الإشراف على التأكد من خلوها من أشياء مريبة قبل نقلها إلى الطائرة.
وبحسب الصحيفة، فإن هناك تقارير تتحدث عن معلومات أمنية تم الكشف عنها، وفيها تحدث متشددون من "
ولاية سيناء" عن وجود قنبلة على متن الطائرة. ويعتقد أنه تم زرع القنبلة في داخل حقيبة أو على ظهرها، من شخص لديه القدرة للوصول إلى الأمتعة قبل إقلاع الطائرة.
وتختم "أوبزيرفر" تقريرها بالإشارة إلى أن السلطات المصرية شددت الرقابة الأمنية على المنتجع، بما فيه من حانات ومقاه ومطاعم وفنادق. وتقوم الشرطة المصرية بفحص البطاقات الشخصية والحقائب، وتستخدم الكلاب البوليسية. مشيرة إلى أن الدنمارك والنرويج كانتا من الدول التي أعلنت عن وقف رحلاتها إلى شرم الشيخ، بعد
روسيا وبريطانيا.