سياسة عربية

مصر تغرق مرة أخرى.. والسيسي يتابع من لندن

الإسكندرية تغرق بمياه الأمطار - أرشيفية
ضربت موجة من الطقس السيئ المحافظات الشمالية في مصر الأربعاء، وأدى سقوط الأمطار الغزيرة إلى غرق العديد من المدن، خاصة في الإسكندرية والبحيرة وسيناء.

وتعرضت مدن عديدة في منطقة دلتا النيل لغرق المنازل وقطع الطرق الرئيسة وانقطاع التيار الكهربائي، ما أسفر عن مصرع 13 شخصا حتى الآن.

وعلى الرغم من تعهد المسؤولين بالاستعداد مسبقا لهذه الموجة التي تنبأت بها هيئة الأرصاد الجوية قبل نحو أسبوع، إلا أن المواطنين في العديد من المحافظات عانوا كثيرا من مياه الأمطار دون أثر للتواجد الحكومي. 

مصرع 11 في البحيرة

وتسببت الأمطار الغزيرة التي شهدتها محافظة البحيرة، شمالي البلاد، في مصرع 11 شخصا، وإصابة العشرات، فيما تصدعت العديد من المنازل.

وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية إن قرية عفونة في مركز وادي النطرون وقرى أخرى مجاورة لها في البحيرة أصيبت بأضرار بالغة، وتهدمت العديد من المنازل فيها، وحوصر المئات من المواطنين بداخلها.

وأعلن محافظ البحيرة محمد سلطان تمكن عناصر القوات المسلحة من إنقاذ عشرات المواطنين المنكوبين، فيما تواصل القوات البحث عن مفقودين آخرين.

وزار رئيس الوزراء المصري، شريف إسماعيل، محافظة البحيرة، يرافقه عدد من المحافظين، وتفقد بعض المناطق المنكوبة، وأصدر توجيهات بتوفير أماكن بديلة لإيواء المتضررين.

وأعلن إسماعيل -في تصريحات صحفية- أنه كلف وزارة التضامن بصرف تعويضات مالية قدرها 10 آلاف جنيه لأسرة كل متوفى.

الإسكندرية تغرق مجددا

وللمرة الثانية خلال أسبوعين، تعرضت محافظة الإسكندرية للغرق مجددا، حيث تعطلت الحياة في المدينة الساحلية بشكل شبه تام، وتعطلت السيارات وسط في مياه الأمطار المتجمعة في الشوارع.

وأدت الأمطار إلى انهيار منزل في منطقة أبي قير ومصرع سيدة تحت الأنقاض.

ودفعت القوات المسلحة بمركبات وآليات مجهزة لشفط مياه الأمطار ومحاولة فتح الطرق الرئيسة والأنفاق الحيوية في المدينة.

وكانت الإسكندرية تعرضت الأسبوع الماضي لكارثة مماثلة، حيث لقي سبعة أشخاص مصرعهم، ودخلت مياه أمطار إلى المنازل والمحال التجارية والمصالح الحكومية، ما أدى إلى إقالة المحافظ هاني المسيري استجابة لمطالب المواطنين الغاضبين.

وتوجه رئيس الوزراء إلى الإسكندرية لمتابعة جهود حل الأزمة في المحافظة.

وفي رد فعل غاضب على التقصير الحكومي في مواجهة الأزمة، قام العشرات من أهالي الإسكندرية بقطع سكة الحديد بين القاهرة والإسكندرية والطرق الرئيسة الأخرى بالحجارة والحواجز احتجاجا على غرق منازلهم للمرة الثانية خلال أسبوعين. 

وتدخلت قوات الجيش لفض تظاهر الأهالي، وأقنعتهم بفتح الطريق، بعدما دفعت بسيارات الشفط من منازلهم.

وقف الدراسة والمصالح الحكومية

وأعلنت الحكومة منح طلاب المدارس والجامعات والموظفين في المحافظات المتضررة إجازة الخميس بسبب الأحوال الجوية السيئة.

وأصدر رئيس الوزراء تعليمات بإيقاف جميع الأنشطة الخارجية والرحلات المدرسية في باقي المحافظات؛ تفاديا لوقوع أي حوادث جراء سقوط الأمطار.

وطالبت الحكومة المواطنين في المحافظات المنكوبة بالبقاء في منازلهم، وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى.

وتوقفت حركة الملاحة والصيد في عدد من المدن الساحلية، مثل الإسكندرية وكفر الشيخ وبورسعيد ودمياط.

وأعلن المتحدث باسم هيئة الأرصاد الجوية، وحيد سعودي، استمرار حالة عدم الاستقرار في الأحوال الجوية وهطول الأمطار الغزيرة حتى الجمعة المقبل.

السيسي يتابع من لندن

ولأول مرة منذ عقود طويلة، شهدت محافظة الجيزة غرق الشوارع بمياه الأمطار، ففي مناطق 6 أكتوبر والشيخ زايد، تسببت الأمطار الغزيرة في قطع الطرق الرئيسة وإصابة الحياة بشلل مروري بعد أن ارتفعت المياه إلى مستويات غير مسبوقة.

وفي مدينة طنطا في محافظة الغربية، لقي شاب مصرعه صعقا بالكهرباء، بعد سقوط كابل في مياه الأمطار.

وتسببت السيول في قطع طريق العين السخنة الزعفرانة في محافظة السويس، وحوصر آلاف المسافرين بعد أن انقطعت بهم السبل.

وأغرقت مياه الأمطار أديرة وادي النطرون التاريخية في البحيرة، كما أنها تسببت في سقوط جزء من سور دير الأنبا بيشوي الأثري.
 
وشهدت محافظة شمال سيناء هطول أمطار غزيرة، أدت إلى غرق معظم الطرق الرئيسة بعد تحولها إلى سيول.

إلى ذلك، أعلنت رئاسة الجمهورية أن قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي يتابع "باهتمام بالغ" من العاصمة البريطانية لندن، التي وصلها الأربعاء، تطورات الموقف في المحافظات المتضررة من الأحوال الجوية السيئة. 

وأضاف السفير علاء يوسف المتحدث باسم الرئاسة، أن السيسي وجه المسؤولين باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لمعالجة آثار تلك الأزمة، وتوفير الرعاية للمتضررين.