سياسة عربية

عكرمة صبري: كاميرات الأقصى مظلة قانونية للوجود الإسرائيلي

أي هدف يخدم تركيب كاميرات المراقبة؟ - عربي21
رأى متابعون لتطورات الأحداث في المسجد الأقصى المبارك أن الاتفاق بين الأردن والاحتلال الإسرائيلي على زرع كاميرات مراقبة داخل الأقصى هو "أم الكوارث"، وستنهي السيادة الأردنية على الأقصى بشكل كامل لما فيه من "شرعنة" لوجود اليهود داخله.

وأشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الأحد، بالاتفاق الذي جاء برعاية وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، مؤكدا أن وضع تلك الكاميرات "يصب في مصلحة الاحتلال".

الشراكة والشرعنة القانونية

وفي هذا السياق، أكد الشيخ عكرمة صبري، رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس، أن الاتفاق الأخير بنشر كاميرات مراقبة بالمسجد الأقصى "مكسب لإسرائيل فقط"، محذرا من تبعاته في إعطائها "رخصة الشراكة والشرعنة القانونية مع الأردن في إدارة الأقصى"، وفق تقديره.

وقال الشيخ صبري، في تصريح خاص لـ"عربي21"، إن "الاتفاق سيمنح المتطرفين اليهود مظلة قانونية لأداء صلواتهم التلمودية، وستصبح اقتحامات هؤلاء المتطرفين الذين يعتقدون أن الأقصى لهم، وأن الصلاة فيه حق لهم زيارة عادية".

وانتقد صبري الجهود الدولية التي بدلا من أن تحفظ قدسية وإسلامية المسجد الأقصى، تعمل على "منح الاحتلال الحق القانوني فيه، وتشرعن الوجود الاستيطاني بداخله"، مؤكدا أن ذلك "يوجب على الفلسطينيين الحذر من مخططات الاحتلال".

وفيما يتعلق بالموقف الفلسطيني من الاتفاق المرتقب، أكد صبري، أن "فلسطين ليست طرفا، وقد تكون وافقت عليه دون وعي لمخاطره الباطنة"، وفق قوله.

ستكون الإدارة يهودية للأقصى

وأضاف لـ"عربي21": "الاتفاق المرتقب ظاهريا مفيد للطرفين الفلسطيني والإسرائيلي. لكن جوهره مكسب إسرائيلي بحت".

وطالب صبري الفلسطينيين بحماية الأقصى والمقدسات الإسلامية من "مكر الاحتلال ومخططاته الخبيثة"، خاصة في ظل محاولات الاحتلال الحثيثة والمستمرة في قلب أي اتفاق لصالحه.

وقال: "علينا أن نتابع الأمور أولا بأول، ونضع حدا لأي تجاوز بحق الأقصى، وعلى المرابطين والمرابطات أن يستمروا بدورهم التعبدي".

من جانبه، رأي الخبير في شؤون مدينة القدس المحتلة، جمال عمرو، أن الموافقة على تركيب كاميرات مراقبة داخل المسجد الأقصى هي بمثابة "انتهاء السيادة الأردنية بشكل كامل على الأقصى، لتصبح قوات الاحتلال المسلحة هي من تدير شؤون المسجد الأقصى، باعتباره جبل الهيكل، وستكون الإدارة يهودية"، وفق تقديره.

وأضاف عمرو في حديث خاص لـ"عربي21" قائلا: "لا نعتبر أي خيانة في التاريخ للقضية الفلسطينية والمسجد الأقصى كخيانة الموافقة على تركيب مثل تلك الكاميرات"، مؤكدا أنه "لا يوجد أكبر من هذه الخيانة"، كما قال.

وقال إن ذلك يعني أننا "أمام أم الكوارث إذا ما تم الحديث عن توقيع هذا الاتفاق"، معتبرا أن هذا "هو تسليم صريح ومباشر للمسجد الأقصى ليد نتنياهو".

كاميرات مراقبة.. كارثة حقيقية

وتابع قائلا: "كنا نستشعر أن أمرا ما يدبر للمسجد الأقصى المبارك، فتدخل البرلمان (الكنيست) الإسرائيلي، وقضاء الاحتلال، وشرعنته لصلاة اليهود في الأقصى من خلال السماح لهم بذلك. كل هذا يؤكد أننا أمام كارثة حقيقية"، بحسب تعبيره.

وأشار إلى الفتوى اليهودية التي "أصدرها 35 من كبار حاخامات اليهود، التي يزعمون فيها أن الهيكل المزعوم لن ينزل من السماء حتى يتم وضع البنية التحتية له في المسجد الأقصى (يطلق عليه اليهود جبل الهيكل)".

ورأى عمرو أن المخطط اليهودي للاستيلاء على المسجد الأقصى "في خطواته النهائية؛ حيث بدأ الاحتلال بعزل المسجد الأقصى عن المسلمين".

ونوه عمرو إلى أننا "أمام مخطط فوض به نتنياهو كيري ليكمل المشوار، ويضفي شرعية وتشريعا على وجود وفعل اليهود في الأقصى".

حماس

بدورها، حذرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، على لسان الناطق باسمها سامي أبو زهري، من "خطورة وجود موافقة من بعض الأطراف على وضع الاحتلال كاميرات مراقبة إسرائيلية في ساحات الأقصى"، مشددا على "رفض" حركته لهذا الأمر.

وأكد أبو زهري، في بيان صحفي وصل "عربي21" نسخة منه، أن هذه "التسريبات" حول وجود مثل هذه الموافقة "ستدفع شعبنا لتصعيد الانتفاضة الثالثة؛ لإسقاط مثل هذه المؤامرات على المسجد الأقصى"، وفق تعبير البيان.