"مقاتلون يعشقون الموت".. هكذا يصفهم السوريون في ريف
إدلب الغربي، حيث يقطنون مع أسرهم، وحيثما وجدت المعارك وجدوا. فمع اشتداد العواصف الرملية وانعدام الرؤية، كان المقاتلون من
تركستان (الصين) هم أول المقتحمين لمطار
أبو الظهور العسكري في ريف إدلب، إلى جانب "
جبهة النصرة " و"جند الأقصى".
ناشطون من ريف إدلب أكدوا أن هؤلاء المقاتلين كانوا أول المقتحمين للمطار، ممن فاجأوا عناصر النظام في المطار الثلاثاء، وقتلوا منهم العشرات، فيما قتل من المهاجمين 20 مقاتلا.
(و. أ)، أحد الشيوخ ممن له أقرباء في الصين، وصف رحلة هؤلاء الوافدين الجدد إلى
سوريا بأنها "رحلة الموت"، حيث قال: "تستغرق الرحلة من شرقي الصين إلى سوريا قرابة العامين، إذا لم تعتقلهم السلطات الصينية، ويعبرون عدة بلدان وصولا إلى تركيا التي تسهل دخولهم إلى سوريا"، على حد وصفه.
وأضاف: "العديد منهم اعتقلته السلطات الصينية لمدة عامين، وبعد اعتقاله لا يحق له البقاء في الصين ويطرد خارجا في الجبال ليكمل مسيرته إلى حيث يشاء". ووصف المصدر هؤلاء بأنهم "من المستضعفين في الأرض، وقد مكن الله لهم في سوريا"، بحسب تعبيره.
لكن من ناحية أخرى، هناك تخوف كبير لدى السكان المحليين في ريفي إدلب واللاذقية من تغيير ديموغرافي بسبب أعدادهم المتزايدة.
وقال مقاتل، من أحد أبرز الفصائل العسكرية، فضل عدم ذكر اسمه "خشية الفتنة" على حد قوله: "هم يتزايدون ويتكاثرون في أرضنا، وأخشى أن يتحول السوريون إلى أقلية على المدى المتوسط"، على حد وصفه.
وليست هناك أي إحصائية رسمية لأعداد مقاتلي تركستان في سوريا، حتى الآن، إلا أن العديد من النشطاء أكدوا أن عددهم فاق ثلاثة آلاف مقاتل، غالبيتهم جاء مع أسرته، ولهم العديد من المقرات العسكرية والحواجز في جسر الشغور، ويقطنون في ريف ادلب الغربي.
ويفضل هؤلاء المقاتلون التعاون فقط مع "جبهة النصرة" و "جند الأقصى"، وليس لهم صلة قوية مع باقي الفصائل، كحركة أحرار الشام، وغيرها.
أبو عمار اللاذقاني، أحد ناشطي الساحل السوري، قال في تصريح خاص بـ"عربي 21"؛ إن الوافدين الجدد وصلوا إلى سوريا ولم يكن لديهم أي مبلغ من المال، حيث باعوا كل ما يملكون لشراء بنادق كلاشنكوف، وأثبتوا جدارة في المعارك".
وأوضح أبو عمار أن هؤلاء المقاتلين يمتلكون الآن أسلحة كثيرة ومتنوعة، استولوا عليها من معاركهم مع النظام خلال الفترة الماضية، وأصبحوا، على حد وصفه، "قوة ضاربة" في ريفي إدلب واللاذقية، ولا يستطيع أحد تهميشهم أو التعدي عليهم، ويمكن مشاهدتهم في أسواق الساحل وإدلب، حيث يتبضعون مع أسرهم بعد كل معركة "فرحين بما كسبت أيديهم"، حسبما قال أبو عمار.