سياسة عربية

حزب النور: لا ثورة على السيسي ولا مصالحة مع الإخوان

بسام الزرقا نائب رئيس حزب النور السلفي المصري ـ أرشيفية
أكد نائب رئيس حزب "النور"، بسام الزرقا، أنه لا يتوقع قيام "ثورة ثالثة على (رئيس الانقلاب) عبد الفتاح السيسي"، مؤكدا أنه "لا مجال لتقييم السيسي الآن طالما لم تكتمل المؤسسات"، متوقعا عدم قيام مصالحة بين نظام السيسي وبين جماعة الإخوان المسلمين.

جاء ذلك في حوار مع صحيفة "الشروق"، الإثنين، سألته فيه الصحيفة: "هل تتوقع ثورة ثالثة على السيسي؟، فأجاب: "لا أتوقع قيام "ثورة ثالثة على الرئيس السيسي، والشعب المصري "زهق" من فكرة الإصلاح الثوري، والخطر ليس أن تقوم ثورة للإصلاح، ولكن الأخطر أن يكون هناك ثورة "اليأس"، بحسب وصفه.

وأضاف: "إذا ظل الأمر على ما هو عليه، ستشهد الانتخابات إقبالا ضعيفا، ولن تشهد الإقبال الذي نحتاجه لترسيخ شرعية النظام القائم".

وفيما يتعلق بتقييمه للسيسي، بعد مرور عام على حكمه، قال: "لا مجال لتقييم الرئيس السيسي، ومعايير التقييم لا تتم إلا بعد استكمال المؤسسات، ونحن لا نملك من المؤسسات إلا الرئاسة، والقضاء، وعندما تكتمل نقيمه".

وحول توقعه بإجراء انتخابات نهاية العام، قال: "الرئيس السيسي وعد بإجراء الانتخابات، وصعب ألا يفي بوعده".

ووجه رسالة للسيسي بأن هناك "رغبة ملحة للجميع لمعرفة من هم رجاله".

وحذره من أن "الشعب خرج في 25 كانون الثاني/يناير لتحقيق مطالب محددة، ولن يرضى عنها بديلا، وأن مصر تحتاج إلى من يجمع كل أبنائها باختلافاتهم الفكرية والسلمية والإيديولوجية في مركب واحد".

وفي إجابته عن سؤال: هل حقق السيسي الديمقراطية والعدالة الاجتماعية خلال عامه الأول؟ قال الزرقا: "الديمقراطية تبدأ بوجود البرلمان المقبل (!)، ونتمنى أن يضع البرلمان المقبل خطوات معينة لتطبيق العدالة الاجتماعية".

وعلى مستوى حكومة إبراهيم محلب اعتبر أنها "في وضع مأزوم، ولا يمكن تقييمها في مثل هذه الأوضاع، ولكن هناك تفاوتا بين الوزارات، والمهندس إبراهيم محلب رجل نشيط وفاعل ولا يمكن أن يكون "بناء ومقاولا" في الوقت نفسه، ويحتاج إلى أجهزة معاونه له، و"بلدوزر" محلب يحتاج "عَمرة".

وأقر نائب رئيس حزب النور بأن "الشباب في حالة اعتراض على السلطة القائمة، ولا يعنيه ما يحدث الآن"، داعيا إلى إقناعهم بأن الدولة تمر بمرحلة حساسة، وأنها تتجاوز عنق الزجاحة.

وعن أسباب زيارة وفد "النور" للسفارة الأمريكية، والسعي لكى يصبح بديلا للإخوان، قال: "جماعة الإخوان لم يكونوا في "أمله" ليطمح "النور" أو أحدا في أن يحل مكانهم، وهم نتيجة أخطائهم السياسية الكبرى وضعوا أنفسهم في أسوأ موضع، يمكن أن تضع قوى سياسية نفسها بعد الثورة، ومن الحماقة أن يفكر أحد في أن يرث الإخوان، والحزب يقابل أي ممثلين عن دول الشرق أو الغرب شأنه شأن أي حزب سياسي لشرح ما يحدث داخل مصر.

وعن توقعاته بإجراء مصالحة بين الإخوان والدولة، زعم أنه: "من الصعب في الوقت الحالي تفعيل المصالحة، الإخوان تعمدوا إرجاع عقارب الساعة إلى الخلف، والمشكلة بين الإخوان والدولة ليس خناقة بين عائلتين إحداهما كبيرة، والأخرى صغيرة".

وبالنسبة للمنافس الأقوى لـ"النور" في الانتخابات المقبلة، قال: "منافسونا هم أصحاب الأموال الضخمة التى ستنفق من أجل شراء أكبر كم من الأصوات، وهو ما سيحسم كثيرا من المقاعد الفردية.

وبالنسبة لوجود ألف سلفي في السجون، محكوم على عدد منهم بالإعدام، قال: "الدولة تعرف أن هناك مظلومين بالسجون، وعليها أن تصحح أخطاءها، والتجاوزات تحتاج إلى اصلاحها حسب قواعد متفق عليها، وكوادر أعدت لتلك المهمة جيدا، وهذا شيء مفقود لدينا".

وعن توقعاته للانتخابات البرلمانية، قال نائب رئيس حزب النور: "ضرورية لكي نرجع إلى المسار السليم، وأخشى أن المال السياسي والعصبيات ستلعب فيها دورا كبيرا".

وأقر بأن صلاحيات البرلمان في دستور 2014، أقل من صلاحيات البرلمان السابق في دستور 2012، وحذر من أن "القائمة الموحدة" اختراع، وبدعة لم يشهد التاريخ السياسي له مثيل من قبل، وستقضي على المنافسة".

وردا على سؤال: هل ستصبحون في صف المعارضة داخل البرلمان في حال تجاوز الرئيس أو الحكومة؟ أجاب: "سنكون معارضين للحكومة في حال عدم اتفاق خططها ومشروعاتها مع أحلام الشعب، والبرلمان لا يعارض الرئيس، ولكنه يعارض الحكومة فقط".