كتب أحمد عياش: ما أوردته مجلة "الإيكونوميست" البريطانية في عددها الجديد عن تورط "
حزب الله" في الحرب السورية لا يفشي سرا بل يضيف شواهد. فقد نقلت المجلة عن مجنّد في قوات الحزب من الضاحية الجنوبية لبيروت أن عربات مكتظة بالمقاتلين الجدد تنطلق يوميا إلى
سوريا. وقال إن "أعداد الجنود الجدد الذين ندرّبهم ونرسلهم إلى سوريا غير مسبوقة".
في البقاع، حيث جبهة الزبداني المشتعلة والمجاورة للبنان، تتعدد روايات مقاتلي الحزب الذين يعودون في إجازات قبل التحاقهم مجددا بهذه الجبهة. فأحد هؤلاء يقول لأقربائه إنه خلال فترة الهدنة التي شهدتها معارك الزبداني في الآونة الأخيرة كان مقاتلو الحزب يتحدثون عن قرب مع مقاتلي المعارضة السورية.
وأوضح أنه فوجئ أن "عدوه" الذي يتمترس قبالته رجل طاعن في السن، الذي تكشف عن عمره لحيته البيضاء. ويخلص مقاتل الحزب إلى القول: "إذا أردنا أن نسيّطر على الزبداني علينا أن نخوض القتال فيها من مبنى إلى آخر".
لم تطو بعد صفحة عدم زيارة وزير خارجية
إيران محمد جواد
ظريف لضريح القائد العسكري في "حزب الله" عماد مغنية، خلال وجود الوزير ظريف أخيرا في
لبنان. فهذه الواقعة لا تزال تتفاعل في أوساط الحزب لما تنطوي عليه من دلالات، ومنها أن إيران بقيادة الرئيس حسن روحاني تتحضّر بعد اجتياز مرحلة التصديق على الاتفاق النووي في واشنطن وطهران، لترتيب شؤون البيت الإيراني الداخلي، على عكس ما يروّج له المحافظون من أن أولويات إيران ستبقى خارجية.
وفي هذا السياق، بدأت إدارة الرئيس روحاني تخطط لما ستفعله بمليارات الدولارات التي ستعود إلى إيران بعد رفع العقوبات، انطلاقا من أن هذه المبالغ لا تتجاوز ربع ما تحتاج إليه عملية الإنقاذ الفورية للاقتصاد الإيراني، التي تبلغ كلفتها بحسب خبراء في بيروت أكثر من 500 مليار دولار أمريكي.
باختصار، إن ما كان يهمّ وزير خارجية إيران أن يبقى مسار الاتفاق النووي مفتوحا، فلا يجري إغلاقه بذريعة أمريكية تتهم إيران بأنها تحتضن الإرهاب، على الرغم من أن المتهم (مغنية) صار في العالم الآخر.
لا زال كثيرون يتذكرون حقبة الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي، الذي سعى ولم ينجح لتليين علاقات بلاده مع الغرب، بسبب صعود نجم التشدد في إيران والولايات المتحدة الأمريكية على السواء.
ومن إبداعاته الفكرية في ذلك الوقت "حوار الحضارات"، بدلا من "صراع الحضارات"، وهي المقولة الشهيرة للمفكر الأمريكي صامويل هنتنغتون. واليوم ابتدع الرئيس الإيراني روحاني عبارة "قمر إسلامي"، لتحلّ مكان عبارة "الهلال الشيعي"، التي استخدمها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني عام 2004، ليشير إلى منطقة النفوذ الإيراني الممتدة بين بحر قزوين والبحر الأبيض المتوسط.
وبحسب صحيفة "الوفاق" الإيرانية، فإن أساس ما يدعو إليه روحاني هو "المنطق والحوار الذي تنبثق منه قوة إيران، وليس النهج القائم على أساس قوة العضلات والسلاح...".
(عن صحيفة النهار اللبنانية 23 آب/ أغسطس 2015)