سياسة عربية

سوريون يتظاهرون ضد علوش و"جيش الاسلام" في الغوطة الشرقية

1300x600
تعيش الغوطة الشرقية هذه الأيام حربا بين قاداتها العسكرية الذين يحاولون فرض قوتهم عليها، ومع ازدياد الوضع سوءا، وتذمر الناس من هؤلاء القادة، لا سيما في تقاعسهم عن نصرة جبهات مشتعلة، وانشغالهم بتحقيق أمجاد عسكرية، نظم بعض أهالي الغوطة مظاهرات ضدهم، وخاصة ضد زهران علوش قائد جيش الإسلام، وقائد القيادة الموحدة فيها، التي ينضوي تحتها كافة الفصائل العاملة في الغوطة الشرقية. 

ويقول أبو مروان، وهو أحد الأهالي في الغوطة الشرقية: "كنت خاف أحكي عن الأسد وهلق صرت خاف أحكي عن الأسد وزهران". 

ويرفض الكثير من الناشطين التحدث إلى وسائل الإعلام خوفا من أن يدرج اسمهم في قوائم المطلوبين لدى جيش الإسلام، وهذا ما يفسر انطلاق المظاهرات النسائية شبه اليومية في كل المناطق التي لا يسيطر عليها جيش الإسلام بشكل كامل، مثل سقبا وجسرين وكفر بطنا، مشهد يكاد يخلو من الرجال، ليس لعدم وجود معارض لزهران سوى من النساء، بل للصعوبات التي باتت تلاحق الرجال في حال تظاهروا؛ إذ يجري تعميم أسمائهم على حواجز جيش الإسلام، ثم يتم اعتقالهم. 

وأصدرت تنسيقية سقبا بيانا أوضحت فيه مطالب المتظاهرين، التي تجلت بتسليم المعتقلين إلى القضاء، وتسليم الأنفاق لهيئات مدنية، وفك الحصار المفروض عليهم من قبل التجار، وترك الملف الأمني والاعتقالات لكادر الشرطة والقضاء، ومطالبة القادة الأمنيين في جيش الإسلام بالتوقف عن تهديد الناس في البلدات بشكل تعسفي، إلا أن عدم استجابة زهران لمطالبهم فجّر الغضب عند الأهالي، ما جعلهم ينادون بإسقاط زهران وقادته العسكريين. 

ورأى الكثير من الأهالي أن زهران بات يتقاعس عن نصرة الجبهات المشتعلة، وكل همه محصور ببناء مجد سياسي وعسكري له، يقول "ثائر"، أحد أهالي الغوطة عن معركة المليحة، التي طلب فيها لواء عبد الله بن سلام ذخيرة لمقاومة قوات النظام، ويعتبره دينا سيرده له بعد انتهاء الهجمة وإن أراد الانضمام ويأخذ بعدها ما يريد، فرفض أيضا، الأمر الذي أدى إلى الانسحاب من المليحة. 

أما بالنسبة لقتاله لتنظيم الدولة، فقد كان الشرعي الأول في جبهة النصرة قد طلب منه تجنب قتالهم، لأنه ليس كل من انضم للتنظيم تكفيري فالكثير منهم من شباب سوريا والغوطة يطمحون للقتال تحت راية "لا إله إلا الله" ويقاتلون من منطلق عقائدي لا تكفيري، إلا أن زهران رفض ذلك أيضا وقال على الملأ "أنا خارج لكي أجيش الناس ضد الدواعش". 

وفي الفترة الأخيرة تشكلت هيئة مدنية في الغوطة الشرقية مهمتها تنسيق أوضاع المدنيين واجتمعت مع زهران، وطلبت منه الاعتراف بهم ككيان قائم في الغوطة الشرقية ثم دعمهم لكافة الوسائل إلا أنه رفض ذلك وقال أمام 300 شخص، بناء على كلام أحد المجتمعين معه "أنا إذا بدي بساوي هيئة مدنية تبلعكن كلكن"!

ويقول أحد المؤيدين لعلوش إن المظاهرات التي تخرج في مدن وبلدات ريف دمشق هي مسيسة ولخدمة فصائل معينة تعمل لصالح دول معينة، ففي الوقت الذي كانت فيه هذه الفصائل تتقاعس عن الرباط كان جيش الإسلام يحرر ويرسل المقاتلين إلى الجبهات المشتعلة، وهو الوحيد الذي حقق حتى الآن نجاحا سياسيا وعسكريا وإعلاميا.

ويسوق أبو شادي أحد الناشطين الإعلاميين والذي قدم نفسه كمحايد لما يجري في الغوطة، أن جيش الإسلام تحقق له مراده الأول وهو القضاء على تنظيم الدولة ألد خصومه في الغوطة، ثم بدأ حربه الأخرى في القضاء على الفساد المنتشر بشكل كبير بين أفراد جيش الأمة، بحسب زهران. 

وفعلا بدأ معركته في دوما معقل جيش الأمة، حتى قامت الكثير من الفصائل التابعة لجيش الأمة بتسليم نفسها، وهنا امتلأت السجون وباتت الخلافات تزداد بين القضاء وجيش الإسلام بسبب ملفات المعتقلين من جيش الأمة فبحسب القوانين في الغوطة يعتقل جيش الإسلام ثم يقوم بإحالة الملفات إلى القضاء، وهو ما لم يحدث إلى الآن، إلا أنه تم الإفراج عن بعض الشباب بعد مظاهرات سقبا ومسرابا، وأفرج عن أغلب الشباب من مدينة عربين بعد ضغط المظاهرات.

ويضيف أبو شادي "جيش الإسلام مرابط على أوتوستراد حمص منذ سنيتن ولم يقطع الأوتوستراد ولا مرة"، وعن سبب تسليمه نقاط جوبر أجاب أبو شادي: "باتت تستنزف الفصيل المرابط لكن ذلك لم يمنع زهران من المرابطة على كافة جبهات الغوطة الشرقية".