سياسة عربية

الاتفاق النووي المتوقع.. هل يسمح بالتمدد الإيراني؟

هل يخدم اتفاق نووي التوسع الإيراني في المنطقة؟ - عربي21
أكد باحثان فلسطينيان أن إيران تبحث عن مكانة مركزية في المنطقة العربية، حيث يعد "الطموح التوسعي، وفرض نفوذها وهيبتها وسياستها في المنطقة هدفا استراتيجيا" لها، توظف له كل طاقتها بما في ذلك مشروعها النووي.

دولة عريقة

وأكد المختص في الشأن الإسرائيلي حاتم أبو زايدة، أن التوصل لاتفاق نووي "بطريقة سلمية" مع إيران هو "هدف استراتيجي للإدارة الأمريكية الحالية"، موضحا أن التوصل لاتفاق مع إيران يمثل "أولوية لدى أمريكا؛ وهذه الأولوية تتطلب تنازلا في كثير من الملفات، ومنها طموح إيران التوسعي في المنطقة".

وبناء على ما سبق، يرى أبو زايدة في حديثه لـ"عربي21"، أن إيران تحاول "ابتزاز الإدارة الأمريكية والغرب بشكل عام؛ من أجل الحصول على تنازلات كبيرة لصالح مشروعها التوسعي في المنطقة".

ويعتقد المختص أن الاتفاق النووي المتوقع بين الطرفين سيتضمن "الاعتراف بالمكانة الإقليمية لإيران في المنطقة وبمشروعها وطموحها"، مشيرا إلى حديث الرئيس الأمريكي باراك أوباما، حينما قال: "إيران دولة عريقة تستحق أن تكون دولة إقليمية"، وذلك خلال مقابلته مع الصحفي الأمريكي توماس فريدمان في نيسان/ أبريل الماضي.

ويرى أبو زايدة أن تصريح أوباما "يعني تسليما بمكانة إيران الإقليمية وبقوتها في المنطقة العربية، وتسليما بإمكانية تدخل إيران في شؤون الدول العربية، وكذلك في المناطق التي تتواجد فيها أقليات شيعية".

وأكد أن هدف إيران الحالي هو الوصول إلى "عتبة إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب لإنتاج القنبلة النووية متى قررت ذلك في وقت وجيز"، مضيفا: "إيران ليست بصدد إنتاج سلاح نووي الآن، بقدر ما تسعى للاعتراف بمشروعها النووي، وبحقها في التخصيب واستخدام التكنولوجيا النووية".

نقاش وتفاوض

وبين المختص أن إيران مقابل ذلك (الاعتراف بمشروعها النووي) تنازلت عن 10 أطنان من اليورانيوم، والإبقاء على 360 كيلو فقط، على أن تكون نسبة التخصيب لا تتجاوز 2.67 في المئة، مع استخدام الأجيال القديمة من أجهزة الطرد المركزي.

وقال: "الاحتفاظ بكميات محدودة من اليورانيوم المخصب لا يهم إيران بقدر ما يهمها امتلاك القدرة والمبادرة النووية في حال اتخذت قرارا بتخصيب كميات كبيرة من اليورانيوم وصنع سلاح نووي".

وأشار إلى أن إيران "تمتلك استراتيجية واضحة منذ انطلاق (الثورة الإسلامية)، وهي البحث عن مكانة مركزية في المنطقة؛ مركزية سياسية ودبلوماسية واقتصادية"، مؤكدا أن مشروعها النووي "يأتي في هذا السياق، كأداة توظف لخدمة المشروع الإيراني من أجل توسيع نفوذها وفرض هيبتها وسياستها في المنطقة".

من جانبه، أوضح الخبير في الشأن الإسرائيلي، عدنان أبو عامر، أن الدول الغربية حتى اللحظة "غير متشجعة لتقاسم نفوذها في المنطقة مع إيران" ضمن صفقة الاتفاق النووي المرتقبة بين إيران والقوى العظمى، مؤكدا أن القوى الدولية  "تخشى من تمدد النفوذ الإيراني بعد العراق وسوريا واليمن".

وأكد أبو عامر لـ"عربي21"، أنه "من السابق لأوانه الحديث عن تبلور اتفاق كامل، على اعتبار أن هناك نوعا من التباين واختلافات الرؤى حول مستقبل العقوبات المفروضة على إيران وطبيعة البرنامج النووي النهائي". وقال: "يدور نقاش وتفاوض حاد بين المتفاوضين من الجهتين حول هذا الموضوع".

التمدد الإقليمي

وحول رؤية الدول الغربية لطبيعة الاتفاق الذي تسعى للتوصل إليه مع إيران، بين الباحث الفلسطيني أن الغرب إذا خير بين "اتفاق سيئ مع إيران أو لا اتفاق سيختار لا اتفاق"، وذلك على اعتبار أن "الاتفاق السيئ يشكل ضمانا السماح بالتواجد الإيراني وإمكانية السيطرة على عواصم عربية إضافية، ووضع اليد على مقدرات استراتيجية في هذه المنطقة".

وأضاف: "الإيرانيون لا يخفون تطلعاتهم الإقليمية، فأحد طموحاتهم التي لا يخفونها هو التمدد الإقليمي، سواء المذهبي أو القومي أو السياسي، وذلك لتحقيق السيطرة الناعمة الإقليمية لإيران في الدول العربية"، موضحا أن هذا الطموح "لن تكون الطريق معبدة له، لأن دول الخليج مجتمعة وتركيا وإسرائيل تشكل أداة ضغط على القوى العظمى لعدم السماح لإيران بوضع يدها على مناطق إسلامية أخرى".

وحول التوجه الإسرائيلي نحو سعي الغرب للتوصل لاتفاق نووي مع إيران، أشار أبو عامر إلى أن "الإسرائيليين يعتقدون أن العالم يخطئ سعيه للتوصل لاتفاق مع إيران"، مرجعا ذلك "لإمكانية حيازتها (ايران) لسلاح نووي ذي استخدامات عسكرية مستقبلا أو إمكانية غض طرف المجتمع الدولي عن التمدد الإقليمي لإيران في المنطقة العربية"، وهو ما يفسر شن الاحتلال "حملة إعلامية وسياسية ودبلوماسية كبيرة في الكونغرس والاتحاد الأوروبي للحيلولة دون التوصل لاتفاق مع إيران".

وانطلقت المفاوضات حول الملف النووي الإيراني منذ ما يقرب من عامين، فيما عبر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عن اعتقاده، خلال مؤتمر صحفي عقده الأحد في فيينا، بأن "الوقت حان" لإنهاء المفاوضات، لكنه أبقى الباب مفتوحا على "كل الاحتمالات". 

وجاء تصريح كيري عقب الاجتماع مع نظيره الإيراني محمد ظريف في فيينا، قبل يومين من انتهاء المهلة المحددة للتوصل إلى اتفاق.