قال نائب رئيس المكتب السياسي في حركة المقاومة الإسلامية "
حماس"،
إسماعيل هنية، إن هناك "انفراجات" في علاقة الحركة مع
السعودية.
وأوضح هنية، بحسب ما نقلت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، أن الانفراجات بدت واضحة "خاصة بعد الاتصال الذي جرى بين الملك سلمان ورئيس المكتب السياسي خالد مشعل".
يشار إلى أن ملامح السياسة الخارجية السعودية قد تغيرت بعد تولي الملك سلمان بن عبدالعزيز الحكم، حيث سعى إلى تشكيل تحالفات جديدة، أهمها مع قطر وتركيا، والاهتمام بإبعاد "الخطر الإيراني"، عوضا عن التحالف مع كل من
مصر والإمارات والأردن، والهجوم على الإسلام السياسي وعلى رأسه جماعة الإخوان المسلمين.
وفي الجانب المصري، قال هنية إنّ "العداء المصري لحماس يخفّ تدريجيا". وأضاف: "اليوم حماس اعتمدت سياسة الصبر الجميل".
ويرى مراقبون أن انخفاض حدة العداء المصري تجاه الحركة، سببه السياسة السعودية الجديدة في المنطقة.
حكومة الحمد "لم تقم بمهامها"
على الصعيد الداخلي، فإن هنية هاجم حكومة رامي الحمدالله، خلال اجتماع مع مجلس إدارة تجمّع النقابات المهنية في غزة في نيسان/ إبريل الماضي، في تصريح نشرت الصحيفة اللبنانية محضره، وقال إنه "بعد ستة شهور من تشكيل الحكومة، لم تقم بالمهمة المنوطة بها، وإلى جانب ذلك لم يحدث أي تقدم في الملفات الأخرى".
واتهم الحكومة في رام الله بأنها "لا تريد الاعتراف بشرعية الموظفين، ولن تعترف بالشريك في إدارة الشأن الحكومي"، مشددا على أن موقف حركته "واضح ولا توجد هوامش: موضوع الموظفين أساسي ومركزي، وتعاملنا مع العروض من أطراف فلسطينية بأعلى درجات الحذر".
وقال إن رامي الحمدالله زار غزة (الزيارة الثانية)، وخرج من عندنا وأعطى كل التعهدات، "وقال إن قضية الموظفين قضية إنسانية حقوقية إدارية، وسنضع آليات للدمج، والجميع سيكون لهم الحق في إيجاد آليات كل هذا الملف، ولكنه عندما يعود إلى الرئيس أبو مازن (محمود عباس) يختلف الأمر".
فيتو مصري فلسطيني على الميناء
وبشأن محاولات فك الحصار عن غزة، قال هنية الذي شغل منصب رئيس الحكومة الفلسطينية: "نتجه إلى التفاوض (مع الاحتلال) بصورة غير مباشرة في عدد من الملفات، منها الميناء. وهناك صار حراك من جهة الأتراك، إذ إن الرئيس التركي (رجب طيب) أردوغان عرض الموضوع على الأوروبيين".
وأكد أن هناك موافقة على الميناء من الأوروبيين، "بل إنه أحد الحلول الآمنة أن يكون ميناء على أرض غزة. حتى إن صحيفة أمريكية صرّحت بأن مشكلة غزة تحلّ بوجود ميناء، والأمريكان لم يكونوا ضد الميناء، بل إن الرفض كان من السلطة والمصريين".
وأشار إلى أن المصريين يريدون أن يبقى مفتاح غزة بأيديهم عبر معبر رفح، والسلطة ترفض أيضا، "إذن فالمشكلة فلسطينية والمشكلة إقليمية".
وأوضح أن الأوروبيين ضغطوا على السلطة ورئيسها محمود عباس، "وهناك أطراف عربية بدأت تتدخل في الأزمة المالية. لقد جاءت رام الله لتقطع الطريق على الإعمار، وتصبح الورقة سياسية تفاوضية، ونحن نتفاوض بالبندقية والسيف لننتزع الحقوق".
وقال هنية: "بالنسبة إلى رامي الحمدالله لا توجد لزيارته أجندة، وجاء إلى غزة إرضاء له (أبو مازن)، لأنه لم يأخذ معه الحمدالله إلى مؤتمر القاهرة للإعمار، وأخذ محمد مصطفى (وزير الاقتصاد الفلسطيني)، فطلب منه النزول إلى غزة"، بحسب هنية.