سياسة عربية

شرطي يروي لـ"عربي21" أسباب انهيار القوات العراقية بالرمادي

عناصر تنظيم الدولة في الفلوجة
بينما تشهد مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار، عمليات كر وفر بين مقاتلي تنظيم الدولة والجيش العراقي مدعوما بالشرطة والصحوات منذ نحو عام ونصف، كان التطور الأخطر يوم الجمعة الفائت، حيث شن التنظيم هجوما مباغتا أدى إلى فرض سيطرته شبه الكاملة على مركز المدينة.

ويروي عنصر من الشرطة العراقية، رفض الكشف عن اسمه، لـ"عربي21"، تفاصيل ما حدث في الرمادي يوم الجمعة، وأسباب الانهيار المفاجئ للقوات الحكومية، قائلا: "في الساعات الأولى من ليل الجمعة بدأ التنظيم هجومه عندما انطلقت قوة منه يقدر عددها بـ30 مقاتلا عبر نهر الفرات، مستخدمين طوافات خشبية بدائية الصنع للتقدم من منطقة البوفراج باتجاه منطقة البوعلوان، المعقل الرئيسي للصحوات"، مشيرا إلى أن عناصر التنظيم تمكنوا من السيطرة على المنطقة بالكامل في غضون أقل من نصف ساعة، وأنهم أسروا أكثر من 70 مقاتلا من البوعلوان.

وأكد عنصر الشرطة أن مقاتلي التنظيم سيطروا على حي الكطانة دون مقاومة، بعد هروب القوات الحكومية منها. وأضاف: "هاجمت قوة من التنظيم عدة منازل تتحصن فيها قوات سوات في منطقة تل مشيهد شرق الرمادي، كما قطعت قوة من التنظيم الطريق المؤدي إلى الخالدية لمنع وصول أي إمدادات للقوات المحاصرة في الرمادي، ومنع المحاصرين من الانسحاب".

وردا على سؤال "عربي21" عن سبب انهيار القوات الحكومية، أكد المصدر الخاص أن "الصدمة بالسقوط السريع لمنطقة البوعلوان كانت السبب الرئيسي في هروب القوات من باقي مناطق الرمادي، قبل أن ينجح التنظيم السبت باقتحام باقي الأحياء، وقتل عدد من المحاصرين فيما نجح آخرون بالانسحاب".

من جانبه، أكد الناشط الإعلامي أحمد الدليمي، من الرمادي، أن هذه الهجمات تزامنت مع تحرك قوة مكونة من عشر سيارات رباعية الدفع، تحمل ما بين 30 إلى 40 عنصرا من مقاتلي التنظيم، من منطقة الصوفية باتجاه منطقة الزراعة، حيث التقت هذه القوة مع القوة القادمة من منطقة الشركة عند تقاطع الحي الصناعي، لتجهز على القوات الحكومية التي انسحبت باتجاه منطقة الملعب، حسب قول الناشط الإعلامي لـ"عربي21".

وقد حمّل العنصر في الشرطة العراقية قيادة عمليات الأنبار ومجلس المحافظة مسؤولية ما حدث، بسبب هروبهم عند سماع خبر سقوط البوعلوان. وأضاف: "لم تبق في الرمادي أي قوة يمكن الاعتماد عليها، وإن إحكام التنظيم سيطرته على المدينة أصبح تحصيل حاصل".

وردا على سؤال حول مصيره، أكد عنصر الشرطة أن التنظيم فتح باب "التوبة" لعناصر الشرطة والصحوات من أهل السنة، وأنه يتواصل الآن مع أحد أقاربه ممن لهم صلات مع التنظيم لتسهيل حصوله على التوبة.