قررت الجهات الأمنية
المصرية وقف برنامج "جمع مؤنث سالم" الذي تقدمه الإعلامية
ريم ماجد، على الرغم من أنه يتناول جوانب اجتماعية للسيدات المصريات ولا يتطرق للقضايا السياسية.
وتم وقف البرنامج بشكل مفاجئ الجمعة بعد عرض حلقتين اثنتين منه فقط، لتلحق ريم ماجد بقائمة طويلة من الإعلاميين الذين تم وقف برامجهم عقب الانقلاب، على رأسهم باسم يوسف ويسري فودة.
وكانت ماجد قد توقفت عن تقديم أي برنامج تلفزيوني منذ بداية الانقلاب، وأعلنت أن الساحة الإعلامية والسياسية غير مناسبة لتقدم نوعية البرامج التي اعتادت تقديمها.
محلب يراوغ
وتعليقا على الموضوع، نفى إبراهيم محلب رئيس حكومة الانقلاب، أي دور للحكومة في وقف البرنامج، مؤكدا أنه لا يعلم شيئًا عن الأمر وسيحقق فيه خلال ساعات.
وزعم محلب - خلال مداخلة هاتفية مع قناة "سي بى سي" - أن الإعلام في مصر "حر"، وأن الحكومة لا تتدخل في عمله، مضيفا أن ألبرت شفيق رئيس شبكة "أون تي في" اتصل به هاتفيا وطالبه بالتدخل في الأزمة لإعادة البرنامج، ووعده محلب ببحث الأمر.
وفيما توقف عرض برنامج ريم ماجد على "أون تي في" المملوكة لرجل الأعمال القبطي نجيب ساويرس، سيستمر تقديمه عبر قناة دويتشه فيله الألمانية التي تشارك في إنتاجه.
من جهتها، حاولت قناة "أون تي في" المراوغة وادعت أن البرنامج لم يتوقف نهائيا، وإنما تم تأجيله فقط لحين إعادة هيكلة خريطة البرامج الجديدة للقناة حتى يحقق أعلى نسبة مشاهدة.
وأشارت القناة في بيان أصدرته مساء الجمعة - وتلقت "
عربي21" نسخة منه - إلى أن وقف البرنامج ما هو إلا شائعات، لكن قناة "دويتشه فيله" الألمانية - التي تنتج البرنامج - كذبت "أون تي في" وأصدرت بيانا أعلنت فيه إدانتها لقرار السلطات المصرية.
وأضافت دويتشه فيله أن هذا الإجراء يمثل اعتداءً صارخاً على حرية الرأي والتعبير في مصر، مؤكدة على بث الحلقة الجديدة من البرنامج في موعده المعتاد.
ممنوعة من العمل في مصر
من جانبها، قالت الإعلامية ريم ماجد - في تصريحات تلفزيونية مساء الجمعة - إنها لا تعلم سببا محددا لقرار وقف برنامجها الجديد، موضحة أنها تلقت اتصالاً من إدارة "أون تي في" يبلغها بأن البرنامج تم وقفه نهائيا بقرارا من إحدى الجهات السيادية.
ويطلق لفظ الجهات السيادية في مصر فقط على عدة مؤسسات، هي رئاسة الجمهورية والقوات المسلحة والمخابرات الحربية والمخابرات العامة وجهاز الأمن الوطني (أمن الدولة سابقا).
وطالبت ماجد - في عتاب رقيق - الجهات السيادية بتفسير سبب وقف برنامجها، مؤكدة أنه لا يضر الأمن القومي المصري في شيء، حيث يتناول شخصيات نسائية أثرت في المجتمع، واستضاف في الحلقة الأولى خبيرة فولكلور وفي الحلقة الثانية استضاف مصورة فوتوغرافية.
وكانت ريم ماجد من أشد المهاجمين للرئيس محمد مرسي ولجماعة الإخوان المسلمين، وشاركت مع زملائها الإعلاميين في تمهيد الطريق لقائد الانقلاب عن طريق تشويه صورة الرئيس، وتحريض الجماهير على الخروج عليه لمنح الانقلاب غطاء شعبيا.
وبعد أن كانت تفاخر - في عهد الإخوان - بجرأتها على النظام الحاكم، ظهرت ماجد الجمعة وهي تبكي على الهواء، في مداخلة تلفزيونية مع زميلها محمود سعد وتشتكي من منعها من الظهور على أي قناة مصرية.
وبعكس مواقفها السابقة عندما كانت - هي وكل زملائها الإعلاميين - تنسب كل كبيرة وصغيرة تحدث في مصر للرئيس مرسي شخصيا وتلصق به كل نقيصة، ادعت - في جبن واضح - أنها لا تعرف الجهة المسؤولة عن وقف برنامجها، وأنهت مداخلتها دون أن تجرؤ على مهاجمة الحكومة أو الرئاسة.
أسد على مرسي ومع السيسي نعامة
وفي حين كان استدعاء أحد الإعلاميين لسماع أقواله أمام النيابة في بلاغ مقدم ضده يقيم الدنيا ولا يقعدها في عهد مرسي، اكتفى بعض الإعلاميين والنشطاء بالإعراب عن قلقلهم من وقف برنامج ريم ماجد، فيما لاذ أغلبهم بالصمت.
وتعليقا على الموضوع، قال الإعلامي محمود سعد: "مش كنا خلصنا من حكاية وقف البرامج دي؟ الكلام ده مش هينفع لأن الدنيا اتغيرت"، مطالبا الجهات السيادية بتوضيح أسباب هذا القرار.
كما طالب سعد قائد الانقلاب بالتدخل في الأزمة، في تكرار لما كان يحدث قبل ثورة يناير من مناشدة الرئيس المخلوع حسني مبارك بالتدخل لرفع الظلم عن المظلومين، وكأنه لا دخل له بما يحدث في البلاد.
أما باسم يوسف فاكتفى بالمزاح وكتب عبر تويتر ": "من امتى البرامج بتتوقف أو القنوات بينضغط عليها، أكيد خلاف مالي أو المشاهدة قلت أو خدت تعويض".