ملفات وتقارير

دحلان يظهر تدريجياً في غزة.. والآلاف ضد عباس

دحلان يوسع نفوذه في غزة - (أرشيفية)
أكد تقرير نشره موقع "ميدل ايست آي" الاخباري البريطاني أن قطاع غزة يعود تدريجياً ليصبح ولاية "دحلانستان"، في الوقت الذي تنتشر في شوارع القطاع اللافتات التي تعبر عن معارضتها للرئيس محمود عباس.

وقال التقرير إن المسيرة التي خرجت في شوارع غزة مؤخراً تهتف لدحلان جاءت بعد أيام قليلة من عقد مؤتمر لأنصار دحلان في غزة، وعلى الرغم من تحذير قيادة فتح لأعضائها من مغبة حضور المؤتمر، إلا أن هناك أكثر من 2000 من ضباط أمن السلطة الفلسطينية اختاروا الحضور رغم كل شيء، وفقًا لما قاله مصدر في حركة فتح.

وبحسب التقرير فان أحد مساعدي دحلان قال لوسائل إعلام محلية في أعقاب تخفيض بعض الرواتب "إن أولئك الذين تضرروا بتقليص رواتبهم سيتم تعويضهم"، فيما لم يكن واضحاً من حديث الرجل ما إذا كان هذا العرض من جيب دحلان أو من مصدر آخر.

وبالتوازي مع ذلك، بدأ نشطاء مؤيدون لدحلان على مواقع التواصل الاجتماعي التعبير عن دعمهم للقيادي الفتحاوي السابق، حيث تم إطلاق صفحة على "فيسبوك" بعنوان "محمود عباس لا يمثلني" انضم إليها أكثر من 150 ألفًا خلال وقت قصير.

ويقول التقرير المنشور بالانجليزية إن دحلان، الذي يقيم في الإمارات العربية المتحدة، هو في الأصل من مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة، وظل حتى عام 2007 أقوى رجال فتح في غزة إلى حد أن القطاع كان يُطلق عليه اسم "دحلانستان" خلال فترة سيطرته. 

ويستعرض التقرير رحلة صعود دحلان التي بدأت عام 1994 عندما تم تعيينه رئيساً لفرع الأمن الوقائي في غزة، وهو جهاز الأمن الفلسطيني الذي تم إنشاؤه في أعقاب اتفاقيات أوسلو كجزء منها، حيث أُنشئ الجهاز الأمني بتمويل أمريكي، وضم قرابة 20 ألف فلسطيني؛ ما جعله واحداً من أقوى فروع الأمن الفلسطينية العاملة. 

وفي حزيران/ يونيو عام 2011، ومع تصاعد الاتهامات بالفساد المالي ضد دحلان، قررت اللجنة المركزية لحركة فتح التخلي عنه، ومع بعض الشعبية التي تبقت له في الحركة، رفض دحلان القرار، إلا أنه لم يستطع الحفاظ على عضويته، على الرغم من الدعم الذي لايزال يلقاه بين أعضاء فتح في غزة. 

ويشير موقع "ميدل ايست آي" الى أن المنشورات المعارضة لعباس تنتشر في شوارع غزة بشكل متزايد على الجدران والمداخل، حيث يتهمه البعض بتدمير فتح والمشاركة في الحصار المستمر المفروض على غزة، أحد الملصقات كُتب عليه "يكفي! إنه وقت تحدي عباس وجماعته"، فيما ينفي الموالون لدحلان أنهم وراء تلك الملصقات والمنشورات.

ويؤكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) صلاح البردويل أن حركته وافقت على التظاهرات خلال الأسبوع الماضي بعد أن قال المتظاهرون إنهم بصدد التظاهر ضد الحصار، لكنهم عندما نزلوا إلى الشوارع، احتج الكثيرون منهم على الحصار، وهاجموا عباس وهتفوا لصالح دحلان. 

وكشف البردويل أنه بالإضافة إلى تعهده بدعم قوات الأمن الفلسطينية، تعهد دحلان أيضاً بمساعدة المتضررين من حرب الصيف الماضي. 

كما يقول البردويل إن دحلان عرض توفير 5000 دولاراً لكل عائلة فقدت أحد أفراد الأسرة، وعشرة آلاف دولار لكل عائلة فقدت منزلها، و1500 دولاراً لكل فرد أُصيب بجراح خطيرة، و700 دولاراً لكل من أُصيب إصابة متوسطة. 

وقال أحد مساعدي دحلان لوسائل الإعلام المحلية إن الأموال الموعودة تأتي من الإمارات العربية المتحدة عن طريق دحلان.