سياسة عربية

ردود أفعال أردنية متباينة من قمة عمان حول القدس

بني ارشيد رأى في القمة نزعا لفتيل انتفاضة شعبية - أ ف ب
تباينت ردود الأفعال الأردنية حول القمة الثلاثية الأردنية الأمريكية الإسرائيلية والتي عقدت في العاصمة عمان لبحث الوضع في القدس بين مشكك فيها نظرا لتاريخ إسرائيل في التملص من الوعود وخوفها من اندلاع انتفاضة ومرحب بها لرفعها القيود الإسرائيلية على الصلاة في الأقصى.

ورأى عدد من السياسيين الأردنيين أن هرولة نتنياهو وكيري لعقد قمة في عمان بشأن القدس تهدف لـ"امتصاص الغضب ونزع فتيل انتفاضة عارمة" يمكن أن تندلع بعد سلسلة عمليات استهدفت الإسرائيليين ردا على اقتحامات الأقصى من قبل اليهود ومنع الفلسطينيين من دخوله.

وكان الديوان الملكي الأردني قال في بيان عقب القمة الثلاثية إن نتنياهو "أكد التزام إسرائيل بالحفاظ على الوضع القائم في الأماكن المقدسة بالقدس الشرقية وعدم المساس بها بأي شكل من الأشكال، واحترام الدور الأردني الهاشمي التاريخي في الحفاظ على الأماكن المقدسة بالقدس ورعايتها".

عضو حزب الجبهة الأردنية الموحدة يوسف غزال قال إن التراجع الإسرائيلي جاء نتيجة لـ"التصدي الشعب الفلسطيني البطولي للانتهاكات المتكررة".

وأشار غزال إلى أن إسرائيل تتخوف من اشتعال الساحة الفلسطينية وأتبعت لقاءها الثلاثي بآخر رباعي لم يعلن عنه انضم إليه رئيس السلطة محمود عباس في وقت لاحق لضمان دور أردني فلسطيني في تهدئة الضفة.


ولفت غزال لـ"عربي21" أن مستشاري على درجة عاليه من "الذكاء السياسي" حين نصحوه بـ"الهرولة" إلى عمان وقطع تعهد بعدم المساس بالأقصى أو تغيير الوضع القائم بالقدس والإبقاء على الوصاية الأردنية على المقدسات.


بدور رأى نائب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين زكي بني ارشيد أن ما جرى في عمان هو "تقديم سلم للنزول وإيجاد مخرج لإسرائيل خوفا من اشتعال انتفاضة جديدة".

وتساءل بني ارشيد "هل أنهى الاتفاق الخطر الذي يستهدف المسجد الأقصى أم أنه مسكن لامتصاص حالة الغضب في العالم عامة وفي فلسطين والقدس خاصة".

وقال لـ"عربي21" إن خيار التصعيد الميداني حقق نتائج إيجابية متسائلا "لماذا لا نتمسك بالمفاوضات ولا نجرب خيارات أخرى ولو في حدها الأدنى".

وشدد بني ارشيد على "وجوب إبقاء إسرائيل تحت الضغط والاقتراب من الحالة الشعبية المعارضة والبدء بخيارات وطنية فاعلة".

من جانبه قال عبد الله كنعان أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس إن إسرائيل أعادت حساباتها بعد استدعاء الأردن سفيره من تل أبيب حيث كانت تظن أن بإمكانها التمادي وتقسيم القدس بين المسلمين واليهود مستغله الأحداث الجارية في المنطقة وانشغال حكومات الدول بالربيع العربي وأحداثه المتوالية تباعاً .

وأضاف كنعان أن التراجع جاء بعد تحذيرات أمريكية لإسرائيل من أن ممارساتها في القدس قد تزيد من وتيرة ما وصفه بـ"التطرف" في المنطقة وقد تشعل "حربا دينية هي بغنى عنها".


وأوضح كنعان أن الممارسات الإسرائيلية أصبحت "عبئاً على أمريكا وذلك بحسب تقرير رفعه عدد كبير من الشخصيات الأمريكية إلى الرئيس أوباما يوصي بإجبار إسرائيل بالتوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين ضمن حدود 1967 ، والكف عن دعم إسرائيل اقتصاديا الأمر الذي أصبح يؤرق دافعي الضرائب" على حد قوله.

وبناء على التفاهمات التي جرت في عمان الخميس، تعهدت إسرائيل برفع كل القيود المرتبطة بأعمار الفلسطينيين المسموح لهم بالصلاة يوم الجمعة في المسجد الأقصى.

وشهدت هذه الجمعة في الأقصى أداء آلاف الفلسطينيين للصلاة فيه دون قيود على الأعمار خلافا لما كان يقوم به الاحتلال من تضييق في الفترة الماضية.

وقال مدير أوقاف القدس عزام الخطيب في تصريحات صحيفة إن "قرابة 40 ألفا شهدوا الصلاة في الأقصى هذه الجمعة وعبروا عن ابتهاجهم لإزالة القيود التي كان يفرضها الاحتلال على دخولهم".