صحافة إسرائيلية

باحثة إسرائيلية تدعو إسرائيل لتخفيف التوتر مع تركيا

أردوغان أكد أنه طالما استمر بالسلطة فإن العلاقات مع إسرائيل لن تتحسن ـ عربي 21
قالت الباحثة الإسرائيلية المختصة بالشؤون التركية، غاليا ليندشترواس، إنّ العلاقات بين إسرائيل وتركيا تشكل اليوم تحديا خاصا، في ظل الحرب على غزة، وبعد فوز أردوغان برئاسة تركيا.

ودعت في مقالتها بصحيفة "نظرة عليا" الإسرائيلية، الخميس، إسرائيل إلى إبقاء التوتر مع تركيا بأقل قدر ممكن. 

وأضافت أنّه يجب على إسرائيل بعد أن وصلت العلاقات بينها وبين تركيا إلى طريق ولمنع تدهور إضافي، أن تتبع سياسة من شأنها أن تجعل الاحتكاك مع هذه الدولة بأقل درجة. 
 
وأكدت ليندشتراوس أن نجاح رئيس حكومة تركيا رجب طيب أردوغان بالرئاسة من الجولة الأولى، يؤكد مكانة حزب العدالة والتنمية في السياسة التركية. 

وأشارت إلى أنّ موضوع غزة وعملية "الجرف الصامد"، كان جزءا من دعاية أردوغان الانتخابية، ويمكن القول إن أردوغان كان سيفوز أيضا بدون الانتقادات الشديدة تجاه إسرائيل، إلا أن موضوع غزة كان مريحا له نسبيا. فموضوع غزة وضع جانبا الاتهامات بالأمور الداخلية والخارجية التي كانت توجهها المعارضة  التركية لأردوغان. 

وأضافت أنّ "الانتقادات الشديدة التي أسمعتها تركيا ضد إسرائيل خلال الحرب على غزة هي التي دفعت إسرائيل لعدم التعاطي مع الوساطة التركية والقطرية. هذا على العكس من جولات الصراع السابقة مع حماس. حيث لم تكن الوساطة كبيرة إلا أن إسرائيل لم تتحفظ عليها. بالمقارنة مع الماضي فمن الظاهر أن هذه المرة أيضا ستتضرر العلاقات الاقتصادية بين إسرائيل وتركيا بشكل أكبر، بفعل تراكم الخلافات بينهما خلال السنوات الأخيرة".

وبحسب الكاتبة فإنّ الأمر أصبح بارزا بموضوع السياحة، مثلا، وأعلنت شركة الخطوط التركية عن إلغاء ربع رحلاتها إلى إسرائيل.

ونوهت إلى أنّه وبرغم التوتر في العلاقات إلا أن إسرائيل وتركيا نجحتا بالتنسيق فيما يخص المساعدات التركية الإنسانية لغزة. وقد سمحت إسرائيل بإيصال مولدات كهربائية ووقود بالإضافة إلى الطعام والدواء. وكذلك نقل مصابين من غزة لتركيا عن طريق مطار بن غوريون. 

وأضافت أنّ الطرفين ينظران إلى استخلاصات أزمة مرمرة عند التعامل مع المساعدات الإنسانية. فتنظيم أي اتش اتش التركي الذي كان وراء مرمرة عام 2010 رفض قرار خروج السفينة إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية في تركيا.

وأملت ليندشتراوس أنّ استجابة إسرائيل لإدخال المساعدات من شأنها أن تدفع إلى الضغط على الحكومة التركية بعدم الإقدام على إرسال سفينة أخرى؛ خوفا من أن يتسبب ذلك بصدام الأسطول التركي وسلاح البحرية الإسرائيلي.

ولكنها في ذات الوقت أبدت تشاؤمها من إمكانية تحسن العلاقات الإسرائيلية التركية بعدما تعرضت لأزمة أخرى بعد عملية "الجرف الصامد"، مؤكدة أنّه ليس من الواضح كيف سيخرج الطرفان من الأزمة. خاصة وأنّ أردوغان أكد أنه طالما استمر في السلطة فإن العلاقات بين تركيا وإسرائيل لن تتحسن.

ونوهت إلى أنّ نقاشا عاما يدور في إسرائيل منذ عدة سنوات، حول كيفية التقدم بالعلاقات بين إسرائيل وتركيا. وهناك من يعتقدون أن لا مجال لتطوير العلاقات بفترة حكم أردوغان، بينما يعتقد آخرون أن أردوغان ليس ظاهره عابرة، ومن الضروري إيجاد طرق للتعاون حتى وإن كان ذلك محدودا، بحسب ليندشتراوس.