سياسة عربية

ليبيا بين عملية "الكرامة".. وعملية "فجر ليبيا"

تزايد العنف والاقتتال في الآونة الأخيرة في ليبيا - أرشيفية
تباينت آراء المحليين والمختصين في الشأن السياسي الليبي حول تفاقم الأوضاع الأمنية في مدينتي طرابلس وبنغازي، وتزايد العنف والاقتتال في الآونة الأخيرة والأسباب الحقيقة للصراع، وما مدى الارتباط  بين الصراع الموجود في المدينتين.
 
مواجهات بعد فشل الحوار
 
اعتبر أستاذ تاريخ العلاقات الدولية بجامعة بنغازي أحمد نجم أن ما يحدث في طرابلس من مواجهات، مرتبط بتطور عملية الكرامة ومتعلق بالدرجة الأولى بعدم وصول الأطراف المتصارعة على توافقات وتفاهمات، فيما يخص العملية السياسية في ليبيا.

وأضاف نجم أن عدم الوصول إلى حوار وطني جامع للتفاهم على خارطة طريق للمرحلة الانتقالية الثالثة، من الأسباب الرئيسية في تأجج الصراع الحالي واللجوء للخيار العسكري، وخاصة بعد فشل مبادرة الحوار التي أطلقها رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا طارق متري.

وأوضح نجم أن هناك أطراف سياسية معينة تحاول فرض رأيها عبر استخدام القوة بعد فشلها في الحوار على أرض الواقع مشيراً لخشيتها من انتقال عملية الكرامة للمنطقة الغربية، واستخدام القائمين عليها للمعسكرات والمطارات التي تسطير عليها قوات داعمة لعملية الكرامة.

ثورة مضادة

من جهته  قال الكاتب والمحلل السياسي  بمدينة درنة هشام الشلوي أنه لا يمكن قراءة أحداث طرابلس وبنغازي إلا في إطار الثورة المضادة الهادفة لتقويض ثورة السابع عشر من فبراير.

وأضاف الشلوي "ببنغازي أعلن لواء متقاعد حربا على ثوار مدينة بنغازي تحت شعار الحرب على الإرهاب، وهو المصطلح الذي يسيل له لعاب الدول الغربية، تسانده مليشيات قبلية وعسكريين  وصفهم بالفاشلين، بينما بطرابلس تحاول مليشيات النظام السابق الملتفة برداء كتائب تابعة شكلا للدولة الليبية أن تهمين على المراكز الحساسة بها، كمطار طرابلس العالمي ووزارة الداخلية ومقرات حيوية أخرى".

واعتبر الشلوي حكومة الثني الحالية جزء من هذه الثورة المضادة لأنها مرتهنة بالكامل لقرار مليشيات الصواعق والقعقاع والمدني، ولا تمثل مصالح ثورة فبراير أو أديباتها.

وبين الشلوي  أن حكومة الثني تضغط على حفتر وأنصاره ببنغازي بضرورة توجيه ضربة عسكرية حاسمة للثوار، والسيطرة على المدينة، ودعت إبراهيم الجضران رئيس ما يعرف بالمكتب السياسي لإقليم برقة بضرورة مساندة قوات حفتر من جهة الغرب، خاصة بعد الأموال الطائلة التي تحصلت عليها المليشيات الداعمة لحفتر من حكومتي زيدان والثني الحالية حسب الشلوي.

وأوضح الشلوي أنه لا يمكن الادعاء أن أحداث طرابلس بمعزل عن أحداث بنغازي خاصة أنه بات من المعروف أن مليشيات الصواعق والقعقاع والمدني أيدت منذ البداية عملية الكرامة التي انطلقت في السادس عشر من مايو الماضي، مشيرا إلي أن أهداف أحداث العاصمة وبنغازي تصب في مصلحة تيار الثورة المضادة المدعوم بقوة من دول إقليمية أعلنت هي الأخرى حربها الإعلامية والمخابراتية التي وصفها بالقذرة على دول الثورات.

تعارض المصالح

فيما قال أستاذ العلوم السياسة بجامعة طرابلس أحمد الأطرش أن البعض يعزو ما يحدث في طرابلس لصراع مناطقي فيما يعتبر آخرين ما يحصل في بنغازي نزاع بين تيارات مختلفة معتبرا ما يحدث الان من اقتتال يصب في تعارض مصالح جهات وتيارات معينة من آجل الانقضاض على السلطة وثروات البلاد.

واعتبر الاطرش أن عملية التدمير الممنهج للمنشآت السيادية مثل المطارات بهده الطريقة التي وصفها بالفجة غايتها عدم تمكن الدولة من المضيء نحو تأسيس مؤسساتها واصفا ايها بالإعمال الاجرامية الممنهجة يراد بها الاستحواذ على مقدرات البلاد.

وأضاف الأطرش أن الاطراف المتنازعين في بنغازي وطرابلس بكل مسمياتهم لا يريدون اقامة الدولة ومصلحتهم في استمرار الوضع الحالي من بقاء الدولة في حالة من الترهل لاستمرار في نهب خيراتها والسيطرة علة مقدراتها وبالأخص مع وجود من يدعمهم في الداخل والخارج واصفا إياهم بالمجرمين.

جريمة سياسية

المحلل السياسي وليد رتيمة يرى أن ما يحدث من اقتتال بطرابلس وبنغازي جريمة سياسية بامتياز في سياق الصراع على السلطة نفيا أن تكون لها علاقة ببناء الدولة

وأوضح رتيمة أن ما يحدث هو صراع نفوذ بين تيارين مدعومين من أطراف دولية وإقليمية.

وأكد رتيمة على اعتقاده بوجود ثورة مضادة وأنه على ثورة السابع عشر من فبراير أن تكمل مسيراتها بعد بروز إرهاصات الثورة المضادة مؤكد أن الصراع الحالي هو صراع على السلطة قد يقود البلاد لدومة جديدة من العنف وبشكل مختلف.

الجدير بالذكر أن مدينتي طرابلس وبنغازي تشهدان تزيدا في أعمال العنف والاقتتال إثر الانتخابات البرلمانية الأخيرة.