مقالات مختارة

توني بلير‏..‏زرقاء اليمامة‏!‏

1300x600
كثير ا ما يلعب توني بلير رئيس وزراء بريطانيا الاسبق علي مسرح الاحداث الدولية دور الهدهد أو زرقاء اليمامة‏,‏يستطلع مبكرا مواقف أطراف عديدة في الشرق الاوسط لصالح سياسات واشنطن.

او يعلن عن مواقف بعينها تريد الولايات المتحدة اختبارها علي أرض الواقع دون أن تسلم بصحتها, انتظارا لمزيد من البحث أو الدراسة أو تحسبا لبعض ردود الافعال المتوقعة,ولان توني بلير أتقن هذه اللعبة, بصرف النظر عن عائدها,ظل رئيس وزراء بريطانيا الاسبق لاعبا نشيطا علي المسرح الدولي, بينما ضمر دوره ونفوذه داخل بريطانيا إلي حد الزوال.

وقبل عدة ايام أعلن بلير في مؤتمر صحفي حاشد دعمه للموقف المصري في مواجهة جماعة الاخوان,مكررا الاتهامات ذاتها التي وجهها للجماعة وزير الخارجية الامريكي جون كيري, بأنها سرقت الثورة من أصحابها الاصليين, وأخذت مصر إلي طريق صعب,وان الجيش المصري لم يقم في30 يونيو بانقلاب عسكري, ولكنه تدخل لانقاذ البلاد,ملتزما خارطة طريق يمكن ان تقود مصر إلي ديمقراطية صحيحة, ومن المؤكد ان آراء توني بلير تكشف عن قلق الغرب والامريكيين من اخفاق سياساتهما الموالية لجماعة الاخوان التي تصرعلي ان الجيش المصري انقلب علي اول رئيس مدني منتخب!,وان جماعة الاخوان فقدت أكثر من الف قتيل إضافة إلي آلاف المعتقلين لمجرد انهم خرجوا في تظاهرات سلمية! بينما تخرس عن الحديث عن جرائم الارهاب التي ترتكبها الجماعة لترويع المصريين,وعن التحالف البغيض الذي يربط بين الجماعة وتنظيم القاعدة!,وتتنكر لخروج30 مليون مصري في30 يونيو, و20 مليون مصري ذهبوا إلي الاستفتاء.

وربما تصلح تصريحات بلير كي تكون مؤشراعلي تغيير نوعي مرتقب في سياسات واشنطن والغرب, يجري الاعداد له بعد الهزائم المتتالية التي منيت بها الجماعة, أو تكون مجرد مسكنات هدفها تهدئة الموقف المصري وامتصاص غضبه من سياسات الغرب والولايات المتحدة,لكن اعترافات توني بليرتؤكد بما لايدع مجالا للشكك,ان الموقف المصري صحيح منذ بدايته, وان30 يونيو هو يوم استقلال الارادة الوطنية,وان علي المصريين ان يكونوا اكثر ثقة بقدراتهم علي كسب المعركة.

(الأهرام)