حقوق وحريات

ماذا قالت بثينة شعبان لوالدة الطبيب البريطاني عباس خان؟

بثينة شعبان

قالت سارة خان، شقيقة الطبيب البريطاني عباس خان الذي توفي خلال اعتقاله في سورية، أن مكتب المسؤولة الإعلامية في رئاسة الجمهورية في سورية قالتلأمه "إننا قتلنا ابنك" و"اذهبي إلى بريطانيا وأبلغي الحكومة البريطانية" بهذا.

وكانت السلطات السورية قد أعلنت الأسبوع الماضي أن الدكتور خان الذي كان معتقلا لديها قد انتحر، لكن عائلته تشكك بهذه الرواية وتتساءل عن السبب الذي يمكن أن يدفع سجينا للانتحار قبل أربعة أيام من إطلاق سراحه.

وقالت سارة لمحطة "بي بي سي" (الخدمة العالمية): "قررت والدتي الاتصال بمكتب الرئاسة السورية يوم الاثنين (16/12/2013)، وتحدثت إلى متحدث باسم المستشارة الإعلامية بثينة شعبان الذي قال لها نعم نحن قتلنا ابنك.. اذهبي إلى بريطانيا وقولي للحكومة البريطانية إننا قتلنا طبيبا بريطانيا ثم ليأتوا إلينا إن كان لديهم ما يريدون السؤال عنه". وقالت سارة إن المتحدث باسم شعبان أبلغ والدتها بمغادرة دمشق وطلب منها عدم الاتصال بها مرة اخرى.

وقالت سارة إن والدتها كانت مصدومة من جواب مكتب شعبان. وتساءلت عن شعور أم تتلقى نبأ مقتل ابنها قبل أيام من الموعد المفترض لإطلاق سراحه.

وذكرت أن وزارة الخارجية البريطانية اتصلت بالعائلة وقالت لها إنه سيتم إطلاق سراحه يوم الجمعة (الماضي). وتابعت: "لا أعرف كيف لرجل يمكن ان ينتحر قبل أربعة أيام من إطلاق سراحه".

وتساءلت سارة عن سبب نقل شقيقها من زنزانته في السجن (سجن عدرا) إلى أحد الفروع الأمنية ثم الإعلان قبل الإعلان عن أنه قام بالانتحار، وقالت: "إنه أمر فظيع".

وأشارت سارة خان إلى أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أرسل برسالة تعزية للعائلة، وأنه قال إن على السلطات السورية تفسير ما قامت به. وعلقت سارة بالقول: "نحن نقدر رسالته.. ولكنها شيء صغير ومتأخر. لو أن جهدا تم بذله من رئيس الوزراء أو وزير الخارجية قبل ذلك لربما كان عباس هنا الآن".

وأشارت سارة إلى والدتها التي قضت 37 من عمرها كربة منزل ولا تعرف اللغة العربية عانت كثيرا في رحلة البحث عن ابنها في دمشق، حيث طرقت كل الأبواب بما في ذلك السفارة الروسية والسفارة التشيكية (باعتبارها الجهة الراعية للمصالح البريطانية في سورية) و"استجدت" الكثير من الناس "وقبّلت أحذية" مسؤوليين في وزارت مثل الخارجية والعدل في سورية لكي يساعدوها في البحث عن مكان وجود ابنها الذي تمكنت أخيرا من زيارته.

وكانت عائلة خان قد شكت مرارا مما اعتبرته إهمالا لقضية إبنها من جانب السلطات البريطانية "لأنه مسلم". وقال شقيقه شاه لصحيفة التايمز البريطانية الشهر الماضي؛ إن العائلة "لم يعد أمامها خيار إلا نسبة البطء في التعامل مع قضية شقيقه لكونه مسلما، فلو كان اسمه جون سميث لاتخذت الحكومة إجراءات عاجلة وعملت على إطلاق سراحه". وقال: "هناك شعور لدى المسؤولين يتعلق بسفر هذا الرجل وإن كان حقيقة لاغراض إنسانية او لأغراض شريرة".

وكان الدكتور خان قد سافر لمساعدة اللاجئين السوريين وتدريب مسعفين داخل تركيا قرب الحدود في تشرين الثاني/ نوفمبر 2012 مع قافلة لمنظمة "هيومان إيد" (العون الإنساني) محملة بأدوية ومعدات طبية قيمتها 20 ألف جنيه استرليني. ثم قرر الدخول إلى سورية لمعالجة الجرحى في حلب، لكنه احتجز على إحدى نقاط التفتيش التابعة للنظام السوري في حلب في 22 تشرين الثاني/ نوفمبر 2012. واحتجز بداية في فرع للمخابرات العسكرية في دمشق قبل نقله إلى سجن عدرا.

وعندما تمكنت والدته من زيارته للمرة الأولى في أيلول/ سبتمبر الماضي كان في وضع سيئ جدا، حيث كان لا يقوى المشي بسبب سوء التغذية والضرب الذي تعرضه له خلال فترة احتجازه.

وحاول سياسيون وصحفيون بريطانيون تربطهم علاقة جيدة بالنظام السوري، مثل النائب جورج غالوي الذي قال أنه كان يستعد للذهاب إلى دمشق لاستلام الطبيب البريطاني، والصحفي روبرت فيسك، تبرئة الرئيس السوري بشار الأسد من الأمر بقتل خان، مرجحين أن جهات أمنية خارجة عن سيطرة الأسد ربما تكون مسؤولة عن مقتله، مستبعدين في الآن ذاته فرضية الانتحار.

وسيتم تشييع عباس خان الخميس، بعد ثلاثة أيام من عملية التشريح التي جرت الاثنين من قبل طبيب مستقل في المملكة المتحدة والتي لم تعلن نتائجها حتى الان.  ونُقل الجثمان الأحد الى بريطانيا.


وقالت أمه فاطمة للصحفيين في بيروت بعد مغادرة دمشق: "لقد قتلوا ابني.. قتلوا ابني.. هذه جريمة قتل".