قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان،
الثلاثاء، إن الحرب الدائرة في قطاع غزة "والتي قد تتسبب في اندلاع حروب أكبر، قد
ينتج عنها أيضا سلام تاريخي".
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره اللبناني
عبدالله بوحبيب بالعاصمة بيروت، تعليقا على الحرب الإسرائيلية المتواصلة على غزة منذ
7 تشرين أول/ أكتوبر الجاري.
وقال بهذا السياق: "هذه الحرب (في
غزة) التي قد تتسبب في اندلاع حروب أكبر قد ينتج عنها أيضا سلام تاريخي، ورئيسنا (التركي
رجب طيب أردوغان) يؤمن بإمكانية إحلال سلام تاريخي".
وأوضح فيدان أنّ "القوى المهيمنة بقوة
إعلامها أنست العالم منذ فترة طويلة طبيعة المشكلة بين إسرائيل وفلسطين، وحان الوقت
لوضع حد لذلك".
وأردف: "حان الوقت للمجتمع الدولي
أن يتخذ خطوات جادة نحو حل الدولتين وإقامة دولة
فلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها
القدس".
وأكد الوزير أن
تركيا "دولة قوية وذات
خبرة وماض عريق"، معرباً عن أمله في الالتفات إلى تحذيراتها.
وأشار إلى أن "الجهود ستستمر دون انقطاع
لإنهاء المأساة الإنسانية المستمرة في غزة"، مضيفا أنه "في هذه الأثناء، فإننا نبذل
قصارى جهدنا للحد من تأثير المأساة في غزة على الدول الأخرى ومنع الحرب من التوسع بطريقة
تزعزع استقرار دول المنطقة، وخاصة لبنان ومصر والأردن".
وأوضح فيدان أنه أعرب عن تضامنه مع مصر
في هذا الخصوص خلال اللقاءات التي أجراها في القاهرة قبل عدة أيام.
وأردف قائلا: "أود أن أقول إننا هنا
في لبنان للوقوف معاً ضد الأحداث التي من شأنها زعزعة استقراره".
وأشار إلى أن "السلام لن يأتي إلى
المنطقة طالما أنه يتم تأجيل إقامة الدولة الفلسطينية"، مبيناً أن الأحداث الأخيرة
تثبت ذلك مرة أخرى.
وشدد على أن تركيا "جادة للغاية"
بشأن السلام الذي يمكن تحقيقه بين فلسطين و"إسرائيل"، مشيراً إلى أن أنقرة لديها "أفكار
واضحة" بهذا الشأن وستواصل التعبير عنها.
وذكر فيدان أن الحلول المطروحة حتى اليوم
بخصوص إقامة الدولة الفلسطينية "ليست كافية"، وأنه يجب على الجميع قبول ذلك.
وشدد على وجوب التركيز على وسائل جديدة
في ما يتعلق بتأسيس الدولة الفلسطينية، مبيناً أن تركيا لديها بعض الأفكار في هذا السياق.
وأشار إلى أن "التعريفات بحاجة إلى
تغيير"، قائلا: "تحتلون أرض شخص وتصادرون منزله وتطردونه وتحضرون شخصاً آخر
تضعونه مكانه ثم تبحثون عن مصطلح لهذا وتطلقون عليه اسم مستوطن، هذا اسمه سرقة".
وشدد فيدان على ضرورة "التعبير عن
هذا الوضع بهذه الطريقة"، مضيفاً أنه "لقد تبين في الأحداث الأخيرة أن أكاذيب
مثل هذه لم تعد مقبولة، وهذا الأسلوب لا يحقق الأمن والسلام لا للإسرائيليين ولا للفلسطينيين،
ولا بد من وقف الظلم والقمع الذي يُرتكب من خلال هذه الكذبة".
وأكد على وجوب إيلاء المجتمع الدولي
"مستوى عاليا جداً من الاهتمام للأمور الحساسة المتعلقة بالمسجد الأقصى".
وذكر فيدان أنه "لا يجوز العبث بالمقدسات،
ولا محاولة انتهاكها بطريقة تؤدي إلى أزمة أكبر"، مشدداً على وجوب أن تنتهي هذه
الأمور فوراً.
وصرح بأن تركيا تواصل مشاوراتها الثنائية
والمتعددة الأطراف بشأن القضية الإسرائيلية الفلسطينية، و"بما أنه من الواضح
عدم إمكانية التوصل إلى حل جديد ودائم بالأساليب القديمة، فسوف نستمر في شرح أفكارنا
حول الأساليب الجديدة في الاجتماعات الحالية والمستقبلية".
ولفت إلى أن تركيا تسعى لوقف المأساة والحرب
المتواصلة في غزة وإنهاء الحصار المفروض على القطاع وتقليل تعرض السكان المدنيين لآثار
الحرب المستمرة قدر الإمكان.
وذكر أن أنقرة تواصل بشكل مكثف مع دول المنطقة
والمنظمات الدولية في ما يتعلق بإيصال المساعدات الإنسانية لسكان غزة دون تأخير، والخطوات
التي ينبغي اتخاذها بهذا الصدد.
وأوضح أن تركيا بدأت بإرسال المساعدات الإنسانية
إلى المنطقة منذ اليوم الأول للأزمة، وأن أنقرة تتعاون بشكل وثيق مع الدول الأخرى وخاصة
مصر بشأن هذه القضية.
وفي ما يخص الوساطة التركية المحتملة بين
الاحتلال وفلسطين، قال: "رئيسنا لديه قرار مبدئي بخصوص القيام بجميع الأدوار الإنسانية
والتيسيرية، ونحن نظهر ذلك في جميع الأزمات".
وأردف: "حتى الآن تلقينا طلبات (وساطة)
من عدة بلدان وخاصة من أجل إطلاق سراح الرعايا. ونتيجة لذلك، فقد بدأنا بمناقشة هذه القضايا
خاصة مع الجناح السياسي لحركة حماس، إن جهودنا وبالأخص من أجل إطلاق سراح الأجانب والمدنيين
والأطفال، مستمرة، وسنواصل جهودنا لضمان إحلال السلام الدائم".