دائما أقف عاجزا أمام الموت الجماعي..! يصيبني زلزال روحي مع كلّ زلزال وقع على الأرض، فحصاد أي زلزال كبير يجعلك تسأل أسئلة تبدو بلهاء، ولكنها تسكن عقلك وتعبث به! يا ترى ما آخر كلمات قالتها بعضها لبعض عائلة ماتت قبل قليل؟ يا ترى هل تصالح ذاك مع ذاك وهما يودّعان الحياة بأنفاس أخيرة؟ كم مشوار تمّ إلغاؤه تحت الأنقاض؛ وكم طبخةٍ خُطط لها ليوم الغد وناموا على أمل الاجتماع على مائدة واحدة، فاجتمعوا على ألم القبور ؟! هل سأل زوج زوجته أو بالعكس باللحظة المزلزلة: أتحبينني فعلا؟! هل عزرائيل ورفقاؤه الذين يعملون تحت لوائه يستمعون للحوارات الأخيرة؟ وعشرات الأسئلة الأخرى التي تطيح بي من عَلٍ!
الأنظار والقلوب والأدعية والدموع كلّها اليوم مع «المغرب». كلنا نشعر أن الحدث ها هنا، وأن الموت بيننا، وأن لنا بيوت عزاءات لا حصر لها في أرواحنا؛ نجلس فيها ونمارس الحزن الذي لا يهدأ!
الحكايات في كل موت جماعي وفي كل مرّة تفيض ولا تنقص.. تتطاير ولا تربض.. تنتشر ولا تمسح دموعا.. يا الله على كلّ ما يجري.. يا الله إنه قدرك وقضاؤك.. يا الله إنها الحقيقة الأكيدة من لدنك، ولا نستطيع لها ردًّا!
يا الله، ردّنا إليك ردّا جميلا يليق بعيالك الذين لا عائل لهم إلّاك.
(الدستور الأردنية)