تتواصل
التظاهرات الشعبية في محافظة
السويداء، منذ نحو أسبوعين، احتجاجا على تردي الأوضاع الاقتصادية وللمطالبة بإسقاط النظام وتحقيق الانتقال السياسي في
سوريا.
وتجمع المتظاهرون اليوم الأربعاء في
ساحة الكرامة وسط السويداء مرددين شعارات تطالب بإسقاط النظام ورحيل الروس والإيرانيين.
واستكمل المتظاهرون إغلاق معظم دوائر ومؤسسات النظام غير الخدمية، بالإضافة إلى إغلاق بعض الطرق المؤدية إلى مراكز المدن والبلدات، كما أنهم أزالوا صورة رئيس النظام السوري من على واجهة بلدية الكفر بريف السويداء.
وشارك المئات في مظاهرة حاشدة في ساحة "السير/ الكرامة" وسط مدينة السويداء، الثلاثاء حيث رددوا هتافات تؤكد على وحدة الشعب السوري وتطالب برحيل الأسد، وخروج القوات الأجنبية من البلاد.
وواصل المتظاهرون في السويداء الدخول إلى مقار "حزب البعث" وإغلاقها، وإزالة صور الأسد من المؤسسات العامة وشوارع المحافظة.
وامتدت الاحتجاجات إلى بلدات وقرى في ريف محافظة السويداء حيث احتشد سكان قرية "بارك" في الريف الشرقي للمحافظة، مؤكدين على تأييد الاحتجاجات في ساحة الاعتصام. وقد شهدت بلدات وقرى "قنوات والهويا ومردك لاهثة وسليم وعرمان" وقفات احتجاجية مسائية، للمطالبة برحيل النظام.
ونقلت وكالة فرانس برس عن متظاهرين قولهم، إن "قلة من المحتجين لا تزال تركز على المطالب الاقتصادية حيث يعتقد الكثيرون بأنه لا وجود لحل اقتصادي من دون حل سياسي".
وبحسب الوكالة فقد ذكر متحدث باسم "رجال الكرامة" في السويداء أن عناصر غير مسلحة من المجموعة تشارك في التظاهرات، مؤكدا أنهم لن يسمحوا بأي اعتداء على المحتجين.
وخلال الأسبوع الماضي شهدت مدن إدلب وريف حلب ودير الزور ودرعا، تظاهرات متضامنة مع حراك السويداء الذي أيده رجال الدين
الدروز وأصدروا بيانات وشاركوا في التظاهرات في المدينة.
واكتسبت مشاركة شيوخ الطائفة الدرزية حراك السويداء دعما كبيرا، بالتزامن مع توسعها إلى عدة نقاط في المحافظة، سيما بعد إصدار رئيس طائفة الموحدين الدروز الشيخ حكمت الهجري بيانا، دعا فيه إلى قمع مسببي المحن التي طالت لقمة عيش السوريين.
وتعود شرارة الاحتجاجات الجديدة إلى قرار النظام السوري رفع أسعار المحروقات عقب ساعات من إصدار رئيس النظام بشار الأسد، مرسوما تشريعيا بزيادة الرواتب والأجور للعاملين في القطاع العام بنسبة 100 بالمئة.
وعقب قرارات النظام رفع أسعار المحروقات، أطلق ناشطون دعوات للإضراب العام في عموم المحافظات السورية، احتجاجا على تردي الأوضاع المعيشية في ظل انهيار الليرة، وانتشار البطالة والفقر، حيث تقدر الأمم المتحدة أن 90 بالمئة من السوريين يعيشون تحت خط الفقر المدقع.