نشرت صحيفة
"
وول ستريت جورنال" تقريرا أعده مايكل غوردون قال فيه؛ إن الولايات
المتحدة سترسل مقاتلات إي-10 القديمة إلى
الشرق الأوسط، كجزء من خطة للبنتاغون
لتحويل المقاتلات الحديثة باتجاه منطقة المحيط الهادئ، ولردع كل من
الصين وروسيا.
ويعتبر نشر
مقاتلات إي-10 المتوقع إرسالها في نيسان/ إبريل المقبل جزءا من خطة أوسع، تتضمن الحفاظ على قوات بحرية وبرية متواضعة في منطقة الشرق الأوسط. ويقوم الجيش
الأمريكي بالتحول نحو عصر جديد من التنافس بين القوى العظمى مع روسيا والصين، ويحاول منذ عدة سنين تخفيف بصماته في الشرق الأوسط، ليواجه بتحديات جديدة.
وفي الوقت
الذي غادرت فيه القوات الأمريكية أفغانستان، إلا أن
الجيش الأمريكي يدعم
الشركاء في العراق وسوريا في مواجهة تنظيم الدولة، الذي قتل من أفراده حوالي 700
شخص في العالم الماضي حسب أرقام الجيش الأمريكي.
وتحاول القوات
الأمريكية ردع هجمات من المليشيات التي تدعمها إيران، حيث تشترك المقاتلات
الأمريكية مع المقاتلات الروسية في الأجواء السورية. وقال مسؤول أمريكي؛ إن القيادة
المركزية الأمريكية التي تشرف على العمليات في الشرق الأوسط، طلبت الإبقاء على
سربين ونصف من المقاتلات الحربية في المنطقة.
وفي الوقت
الذي باتت فيه وزارة الدفاع الأمريكية "
البنتاغون" تركز اهتمامها على
الصين، التي تصفها بتهديد متسارع وقلقها حول العدوان الروسي على أوكرانيا، فقد حددت أنه لم يعد لديها ما يكفي من المقاتلات لتحقيق الأهداف، ولهذا اقترحت قوات سلاح
الجو إرسال مقاتلات إي-10 الخارقة للدبابات. وبحسب الخطة، فسيتم إرسال سرب من
مقاتلات إي-10 إلى المنطقة إلى جانب أسراب مقاتلات أف-15 إي، التي نشرت بالمنطقة وعددها
12 مقاتلة.
وأثارت الخطة
الدهشة في دوائر الدفاع؛ لأن سلاح الجو دفع بإخراج إي-10 من الخدمة لكي يتمكن من
تمويل برامج أخرى، وضد اعتراض الكونغرس في بعض الأحيان. وقال قائد سلاح الجو الأمريكي الجنرال جي كيو براون: "نحيل إي-10 على التقاعد بشكل أسرع مما
فكرنا في البداية".
ويقول نقاد
مقاتلات إي-10 وعمرها أربعة عقود؛ إنها عرضة للخطر وبطيئة للرد على التزايد المستمر
للقوة العسكرية الصينية، إلا أن بعض الخبراء يرون أنها قد تكون مفيدة في الشرق
الأوسط، بما في ذلك القوات المسلحة بأسلحة خفيفة أو مقاتلات البحرية
الإيرانية، مما سيعطي البنتاغون الفرصة لتحويل المقاتلات الحديثة ذات المهام
المتعددة إلى منطقة الهادئ وأوروبا.
وقال لاري
ستزريم، الجنرال المتقاعد: "المهم هو الحصول على مقاتلات مناسبة للباسيفك
ولتحد أكبر"، وأضاف: "لا تزال مقاتلة إي-10 نافعة في مهام القيادة
المركزية وعملياتها فوق الشرق الأوسط".
وتضيف الصحيفة
أن خطة نشر سلاح الجو هي جزء من خطة سرية شاملة، سيتم فيها نشر ثلاث بوارج في منطقة
الشرق الأوسط، ولكن ليس حاملات طائرات، حسب مسؤولين على معرفة بالخطة.
وستبقي
الولايات المتحدة على فرقتي باتريوت في الشرق الأوسط. وكل فرقة تحتوي على أربع بطاريات، وكل واحدة لديها ثماني راجمات صواريخ. ولن تغير الولايات المتحدة من
ترتيباتها بالنسبة للجنود في العراق، حيث ستبقي على 2.500 جندي هناك وعلى 9000
جندي في شمال- شرق سوريا. وبالمحصلة، فسيظل في المنطقة 30.000 جندي أمريكي.
وعبر عدد من الضباط المتقاعدين عن قلقهم من أن
عددا كهذا لن يكون كافيا لمواجهة سلسلة من التحديات في الشرق الأوسط. واقترح
مسؤولون مدنيون في الدفاع العام الماضي عمليات تخفيض عميقة بالقوات البحرية، وأنظمة
باتريوت المضادة للصواريخ في الشرق الأوسط من أجل تحويل القوات لمناطق أخرى.
وتواجه عمليات
توفير أنظمة باتريوت نقصا حول العالم، ولكن الجنرال إريك كيريلا، الذي يدير
القيادة المركزية في الشرق الأوسط، رفض الخطة في مذكرة سرية لرئيس هيئة الأركان
المشتركة مايك ميلي، وذلك وفقا لأشخاص على معرفة بالأمر. وقال الجنرال بات رايدر،
المتحدث باسم البنتاغون؛ إن عملية إدارة القوة العالمية لدى وزارة الدفاع تتميز
بالحركية، ويتخذ وزير الدفاع القرارات بناء على التهديدات للقوات الأمريكية
والمصالح القومية الأمريكية.
وطالما حاولت
القيادة المركزية التعويض عن وجودها اليومي، من خلال نشر المسيرات والعمل مع
الشركاء في المنطقة. ونظمت القوات الأمريكية والإسرائيلية مناورات عسكرية ضخمة في
كانون الثاني/ يناير وشاركت فيها 140 مقاتلة، وكانت تهدف لإظهار قدرتها على زيادة
قواتها بالمنطقة. ويقول جو بوتشينو، المتحدث باسم القيادة المركزية مدافعا عن
انتشار القوات الأمريكية بدون الخوض في التفاصيل.
قال:
"نحن الآن في وضع لم تعد فيه القيادة المركزية تدير حربين طويلتين"، و
"ليس لدينا عدد كبير من الطائرات والسفن والقوات وأنظمة الدفاع التي كانت
لدينا قبل خمسة أعوام. وبدلا من ذلك، فعلينا بناء شراكات ملزمة، يمكن أن توفر تحوطا
ضد التهديدات في المنطقة، وردع إيران".