تتصاعد الأزمة بين حزب الجيد، وطاولة
المعارضة الرئيسية بقيادة "الشعب الجمهوري"، وسط تساؤلات بشأن الخيارات المتاحة أمام ميرال
أكشنار بعد انسحابها من التحالف.
وأعلن حزب الجيد مساء السبت، عن عدم انضمام أكشنار إلى اجتماع الطاولة غد الاثنين، في الوقت الذي أعلن فيه قادتها الخمس أنهم يعتزمون إعلان المرشح المشترك دون التوافق مع ثاني أكبر حزب على الطاولة.
أكشنار تكشف ما جرى في اجتماع الخميس الماضي
ونقل الصحفي غانداش تولغا إيشك، في
تغريدات على "تويتر"، عن أكشنار تفاصيل ما جرى في الاجتماع الذي تسبب في أزمة طاولة المعارضة.
وقالت أكشنار، إنه "حتى ذلك اليوم، لم يتم ذكر السيد كمال أو أي شخص آخر بشأن المرشح المشترك، ولكن ما جرى أن ترشيح
كليتشدار أوغلو قد تمت مناقشته مع الجميع والاتفاق بشأنه باستثنائي أنا".
وأضافت أكشنار: "عبر الجميع في كلماتهم عن موافقتهم على ترشح كليتشدار أوغلو، وكنت أنا المتحدثة الأخيرة بينهم، وعندما بدأت بالحديث، قلت إن استطلاعات الرأي تظهران إمام أوغلو ويافاش".
وتابعت: "قلت دعونا نجري استطلاع رأي عام، ونتصرف وفقا لذلك، ولكن السيد كليتشدار أوغلو لم يقبل الطرح وغضب ووقف من مكانه، وطالب بإعلان ترشيحه في بيان مكتوب مشترك بعد الاجتماع".
وأشارت إلى أنها أبلغته بأنها لا تستطيع اتخاذ مثل هذا القرار دون سؤال حزبها، مضيفة أنه "عندما قلت ذلك، قال كليتشدار أوغلو: أنت لا توقعي نحن سنوقع. وعليه قلت لهم: في هذه الحالة علي الوقوف من مكاني"، ليرد عليها: "كما يحلو لك"".
ونوهت إلى أن علي باباجان زعيم حزب "ديفا"، تدخل لخفض التوتر، وجرى الاتفاق على نص ينص على "الاتفاق على المرشح" وليس على الاسم.
وفي تصريح آخر أدلت به أكشنار، للصحفية سيفلاي يلمان، أوضح أنها لم تترك الطاولة بل أبعدت عنها، معربة عن استعدادها للعودة إذا تم الاستماع لصوت الشعب بشأن ترشيح يافاش أو إمام أوغلو.
ورد النائب عن حزب "ديفا" في إسطنبول مصطفى ينار أوغلو، بأن التصريحات التي أدلت بها أكشنار للصحفيين لا تعكس الحقيقة، مشيرا إلى أنها لم تعمل على إدارة اللجان لأشهر لأسباب أخرى.
تأثيرات "زلزال أكشنار" على البلديات
وبدأ تأثير انسحاب حزب الجيد من طاولة المعارضة الرئيسية، ينتقل إلى البرلمان والمجالس البلدية المشتركة مع حزب الشعب الجمهوري، وشهدت بلدية أنقرة حملة استقالات في المجلس البلدي.
وذكرت وسائل إعلام تركية، أن الأعضاء الذين انتقلوا من "الشعب الجمهوري" إلى "الجيد" في الانتخابات البلدية الماضية، من أجل تكوين مجلس الحزب في بلدية أنقرة، قرروا الاستقالة من حزب الجيد، وعادوا إلى حزب الشعب الجمهوري.
وأعلن الوزير السابق إبراهيم يشار ديديلك، استقالته وزوجته وابنته من عضوية حزب الجيد في ولاية إسكي شهير.
ويسود الترقب بشأن انتقال حملة الاستقالات لتشمل بلديات أخرى، والبرلمان التركي، حيث كانت مجموعة من حزب الشعب الجمهوري وعددها 15 انتقلت إلى حزب الجيد، من أجل تمكن الأخير من تشكيل مجموعة برلمانية يستطيع من خلالها المشاركة في انتخابات عام 2018.
وذكر موقع "
Diken"، أن عدد الاستقالات من حزب الجيد في منطقة كيتشوران في أنقرة وصلت إلى ألف.
لمذا لم يعقد اجتماع بين أكشنار ورؤساء بلدية أنقرة وإسطنبول؟
وأعلن حزب الشعب الجمهوري، أن كليتشدار أوغلو وافق على طلبي رئيسي بلديتي أنقرة وإسطنبول بعقد لقاء مع أكشنار، لكنه اشترط أن يعقد اللقاء خارج مقر حزب الجيد.
وكان إمام أوغلو ويافاش سيسعيان لإقناع أكشنار بالعودة إلى الطاولة، وأرادا إرسال رسالة لها بأنهما يقفان خلف زعيم حزبهما.
لكن حزب الجيد عبر المتحدث باسم كورشات زورلو، أكد أنه لا يوجد على الأجندة مثل هذا الاجتماع، ولم يقدم طلب بالخصوص، لكن وسائل إعلام تركية ذكرت أن إلغاء الاجتماع سببه الشرط الذي وضعه كليتشدار أوغلو بشأن مكان اللقاء، والذي أثار غضب حزب الجيد.
ما خيارات أكشنار بعد انسحابها من الطاولة السداسية؟
وتسود التساؤلات حول المسار الذي تتبعه أكشنار بعد انفصالها عن طاولة المعارضة، في الطريق إلى
الانتخابات التركية التي ستعقد في 14 أيار/ مايو المقبل.
الكاتب أحمد هاكان في
تقرير على صحيفة "حرييت"، رأى أن هناك أربعة خيارات أمام أكشنار في المرحلة المقبلة..
الخيار الأول، أن تعلن ترشحها للرئاسة في الانتخابات، والثاني، الإعلان عن مرشح رئاسي من داخل حزبها، والثالث، تشكيل تحالف جديد مع أحزاب غير موجودة في تحالفات، أما الخيار الرابع فيكمن في العودة إلى طاولة كليتشدار أوغلو.
ورأى هاكان أن أي استجابة لإمام أوغلو أو يافاش للدعوة التي وجهتها لهما أكشنار بشأن الترشح للرئاسة، سيكون "خطأ الحياة"، فهم لن يتمكنوا أبدا من النظر إلى وجه كتلة حزب الشعب الجمهوري مرة أخرى.
ولفت إلى أن وجود حزب الجيد، يشكل توازنا بالنسبة للأحزاب اليمينية الصغيرة الأربعة على الطاولة، لاسيما في خطابهم أمام ناخبيهم.
وأشار إلى أنه بعد رحيل حزب الجيد، فقد تتعرض الأحزاب اليمينية الصغيرة الأربعة لانتقادات بأنها "دعامات فقط لحزب الشعب الجمهوري".
رئيس مركز أبحاث أوراسيا
كمال أوزكيراز، ذكر أن هناك احتمال أن تستقيل أكشنار من رئاسة الحزب، وتعلن الاندماج مع حزب الحركة القومية بعد الانتخابات مباشرة.
وأشار إلى أن حزب الجيد إذا سار في طريقه وحده، فإنه من الصعب أن يتخطى العتبة الانتخابية في الانتخابات البرلمانية.
وأضاف أنه على شكل حسابي، إذا تم إجراء تحالف قائمة بين حزب الجيد ومكونات الطاولة، فإن حزب الجيد بإمكانه الحصول على 33 مقعدا، ولكن الآن ما لا يقل عن 15 إلى 20 مقعدا من أصل 33 في خطر بالنسبة له، وهذا الوضع مريح بالنسبة لحزبي "العدالة والتنمية" و"الحركة القومية".
الجو السائد لدى "العدالة والتنمية" أن الانتخابات ستحسم لصالح أردوغان
الكاتب التركي عبد القادر سيلفي، ذكر أن الجو السائد في كواليس حزب العدالة والتنمية، أن الانتخابات الآن قد تحولت لصالحهم، ويعتقدون أنه سيتم انتخابات أردوغان بنسبة أعلى من الأصوات التي حصل عليها حتى الآن.
وأضاف في
مقال على صحيفة "حرييت"، أن الاتجاه العام داخل حزب العدالة والتنمية، أن الانتخابات الرئاسية ستنتهي في الجولة الأولى.
هل تنضم أكشنار إلى تحالف الحزب الحاكم؟
وحول إمكانية ضم حزب الجيد إلى "تحالف الجمهور" قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: "لا نية لدينا لجمع الأحجار المتساقطة".
الكاتب سيلفي، ذكر أنه في السابق وجه أردوغان وزعيم الحركة القومية دولت بهشتلي، دعوة إلى أكشنار للانضمام إلى "تحالف الجمهور"، متسائلا: "هل هناك دعوة جديدة لها للانضمام؟".
وأضاف أن هذه المسألة غير موجودة على جدول أعمال حزب العدالة والتنمية، لأنه يعتقد أن طرحها قد يزعج حزب الحركة القومية.
وفي هذه المرحلة، لا توجد أجندة من أجل دعوة حزب الجيد إلى "تحالف الجمهور"، ولكن بعد استقرار الأوضاع ربما تختلف الأمور.
ما شرط حزب الشعب الجمهوري لعودة أكشنار إلى الطاولة؟
واستبعد سيلفي، إمكانية دعوة أكشنار إلى اجتماع الاثنين، من الطاولة السداسية، لأن اتهاماتها تسببت في انزعاج ليس في أوساط حزب الشعب الجمهوري فقط، بل أيضا في الأحزاب الأخرى على الطاولة.
ونقل الكاتب عن مصادر في حزب الشعب الجمهوري، أن عودة أكشنار إلى الطاولة ممكنة في حالة واحدة، وهي قبول ترشح كليتشدار أوغلو للرئاسة فقط.. ولكن لا يوجد مثل هذا التوجه لدى حزب الجيد.
ولفت إلى أنه وفقا لحسابات حزب الشعب الجمهوري، فإنه إذا انتقلت الانتخابات إلى جولة ثانية بين أردوغان وكليتشدار أوغلو، فإن حزبي "الجيد" و"الشعوب الديمقراطي" الكردي، سيدعمان الأخير.