في الوقت
الذي تعلن فيه دولة
الاحتلال عن تحدياتها المتركزة في الأراضي
الفلسطينية المحتلة، فإن محافل أمنية تحذر من تبدّد حالة الهدوء التي تمتع بهما الاحتلال في العامين الماضيين، بفعل التدمير المتزايد للمنازل في شرق القدس، وعدد الشهداء المتصاعد باستمرار في الضفة
الغربية، ورغبة المقاومة في إثبات أنها لا تزال عميقة بين الفلسطينيين.
إيهود
حامّو المراسل الميداني لـ"
القناة 12"، ذكر أن "السؤال الإسرائيلي لم
يعد يتعلق في ما إذا كان سيتم اندلاع انتفاضة فلسطينية أم لا، لكن السؤال بشكل رئيسي
هو حول متى سيحصل ذلك، لأن الإسرائيليين لم يعودوا يشعرون بصعوبة في تنفس أبخرة الوقود
المنتشرة في الأجواء، وهم مصابون بهوس اشتعال الأوضاع الفلسطينية، حتى إنهم باتوا يفركون
أيديهم بالفعل، وهم يستعدون لذلك".
وأضاف
في مقال ترجمته "عربي21": "إنني أسمع هذا كل يوم في محادثات مع الفلسطينيين
من أعضاء فتح وحماس وآخرين، والجميع مقتنع بشيء واحد، أن الاشتعال قريب، لأن التركيز
الأول الإشكالي يتعلق بالقدس المحتلة، حيث لم يعد مكانها عبثًا، بل هي خاصرة إسرائيل
الضعيفة، وهو مكان يعاني من الشعور بالحرمان، وتتركز مخاوف المقدسيين على خطر تهويد
المدينة، وتغيير الوضع الراهن في الأقصى، وفي نفس الوقت يرون تزايد عمليات هدم المنازل
في ظل الحكومة الجديدة، والقرار الأخير بإلغاء هدم المبنى الضخم في سلوان الذي يضم
11 عائلة".
وأشار
إلى أنه "على ضوء الاستعدادات الفلسطينية للدخول في مواجهة واسعة النطاق في شرق القدس، فإن المكان الثاني المرشح للانفجار هو الضفة الغربية، حيث ارتقى 42 شهيدا فلسطينيا،
منذ بداية العام خلال خمسة أسابيع فقط، أي أننا قد نكون أمام خمسمائة شهيد في السنة،
غالبيتهم العظمى من المسلحين الذين كرّسوا أنفسهم للمقاومة، ومستعدون للقتال حتى آخر
معركة، وقد رأينا آخر مرة مثل هذه الظواهر من الشباب الذين لم يستسلموا، لكنهم اختاروا القتال
حتى الموت، خلال الانتفاضة الثانية قبل ما يقرب من عشرين عامًا".
وأوضح
أن "الأسبوع الماضي شهد عودة حماس إلى الواجهة، والأخبار عن البنية التحتية لحماس
تنمو بهدوء في أريحا، التي تعتبر أهدأ مدينة بالضفة الغربية، وهذه التطورات يجب أن
تكون مزعجة للغاية للإسرائيليين، نحن لسنا أمام جنين أو نابلس، بل أمام مخيم صغير للاجئين
قرب أريحا، ومثل هذه البنية التحتية تنمو هناك، وتجمع كمية هائلة من الأسلحة، وتشن
هجومًا.. لو أنه نجح، فإنه كان سيشبه الهجوم الأخير الكبير في بيت حنينا".
هناك
سبب ثالث للاشتعال يتعلق بنوايا الحكومة الإسرائيلية شرعنة البؤر الاستيطانية، وجعلها
قانونية، بجانب الخوف في المنظومة الأمنية من مواجهة عنيفة بين المستوطنين والفلسطينيين
تنتهي بسقوط قتلى من الجانبين، في ظل أن عددا صغيرا نسبيا من المسلحين، خاصة في شمال
الضفة الغربية، كفيلون بإشعال الوضع الميداني، وفي الوقت ذاته فإن الصواريخ تنطلق من
غزة، سواء بعد مجزرة جنين، أو احتجاجات الأسيرات.