قضايا وآراء

منير مراد.. المنسي دوما

1300x600
أعلن مهرجان الإسكندرية السينمائي لدورته الجديدة، أنه بصدد تكريم الفنان الراحل منير مراد. ولكن فجأة تراجع المهرجان عن هذا التكريم، بحجة أن منير مراد تاريخ ميلاده غير دقيق، ومع شديد الأسف والأسى، تم إلغاء التكريم لهذه القامة الفنية المهمة في ذاكرة الفن المصري.

غير أن منير مراد ليس فنانا عاديا، فقد كان إلى جانب ألحانه الخالدة التي تغنى بها كبار المطربين والمطربات، فقد كان ممثلا استعراضيا ومخرجا سينمائي، بالإضافة لفهمه العميق بعلم الدراما.

وبرغم كل هذه الإمكانات التي سجل بها نجاحات لا تخطئها العين، إلا أنه لأسباب مجهولة، تم التعتيم على مواهبه الخارقة، وتم وضعها على هامش دائرة الضوء. وقد عانى منير مراد من مرارة التجاهل، وقد فضفض عن هذا في برنامج إذاعي قبل أن يغادرنا الحياة بفترة وجيزة.

ولكن تظل علامة الاستفهام قائمة: لماذا كل هذا..؟! هل أصوله اليهودية تلعب دورا في هذا؟ لقد اشترك مع منير مراد في هذا التجاهل الموسيقار داوود حسني. ولكن يظل السؤال..؟! لماذا..؟!

فمن منا ينسى الأغاني التي أدخلت البهجة والسعادة إلى قلوبنا بألحانها التي أبدعها الكبير منير مراد، من منا ينسى أغنية وحياة قلبي وأفراحه؟

 من منا ينسى أغنية ضحك ولعب وجد وحب؟ من منا ينسى أغنية فؤاد المهندس في: أنا فين وإنتي فين رايح أجيب الديب من ديله؟ من منا ينسى استعراضاته السابقة لعصرها كاستعراض ما حدش شاف؟

كثيرة هي إنتاجات تلك الموهبة العبقرية، التي لم تأخذ حقها في الحياة والممات، ولا أحد يعلم على وجه اليقين سر هذا التجاهل المعيب لهذه الموهبة الكبيرة والقامة الفنية التي لا تخطئها العين.

أتمنى أن أرى اليوم الذي يرد فيه الاعتبار لذاك الفنان العبقري الذي كان صادقا في كل شيء. ويبدو أن الصدق غير مسموح به مع الكذبة وما أكثرهم في عالمنا هذا.