عقد مجلس النواب الليبي الاثنين، جلسة في مدينة طبرق، ترأسها عقيلة صالح، وسط مساع حثيثة لتحريك ملف إقالة الحكومة، وإزاحتها عن المشهد، بغية تشكيل حكومة جديدة، في حين رفضت حكومة الدبيبة تصريحات صالح معتبرة أنها تمثل رأيه الشخصي ولا يمثل مجلس النواب مجتمعا
وفي كلمة له خلال افتتاح الجلسة، نفى عقيلة صالح أن يكون قانون انتخاب الرئيس الذي أصدره البرلمان مؤخرا "مفصلا" ليمكن أشخاص بعينهم، قائلا إن القانون فتح الباب للمرشحين دون قيود.
وفيما يتعلق بالحكومة قال صالح، إن "حكومة الوحدة الوطنية تعتبر منتهية الولاية ويجب إعادة تشكيلها"
وأضاف صالح: "بناء على قرار سحب الثقة الصادر عن مجلس النواب وانتهاء أجل الثقة الممنوح لها بحلول 24 كانون الأول/ ديسمبر تعد هذه الحكومة منتهية الولاية ولابد من إعادة تشكيلها".
من ناحية أخرى، طالب صالح الشعب الليبي، بـ"الوقوف صفا واحدا ضد كل محاولات التعطيل والمطالبة بتنظيم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أقرب الآجال".
وأضاف أنه على "البعثة الأممية للدعم في ليبيا الضغط على جميع الأطراف للتوجه نحو صناديق الاقتراع".
اقرأ أيضا: مشاورات عربية وأممية وتوافق على أهمية إجراء انتخابات ليبيا
وهاجم عدد من النواب، في تصريحات متفرقة، الحكومة، واتهموها بالتقصير والفساد، وطالبوا بتعديلها أو إقالتها وتشكيل حكومة تكنوقراط جديدة، في حين أصدر نحو 15 نائبا بيانا مشتركا دعوا فيه إلى إقالة الحكومة وتشكيل أخرى.
في المقابل، قال مسؤول ليبي، إن مجلس النواب لن يتمكن من إقالة الحكومة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، لأن مصيرها مرتبط بقرار مشترك بين "النواب" والمجلس الأعلى للدولة.
وشدد عضو المجلس الأعلى للدولة عبد القادر حويلي، في تصريح خاص لـ"عربي21"، بأن الهجوم على الحكومة والتلويح بإقالتها يعمق الأزمة ولا يحلها، ومجلس النواب بهذه الدعوات يغرد خارج السرب، مؤكدا أن "المجلس إن أراد أن يساعد الحكومة، ويحل الأزمة القائمة، فعليه أن يأتي للمجلس الأعلى للدولة بتوافقات حقيقية".
اقرأ أيضا: مسؤول ليبي: نزع الثقة عن الحكومة مرهون بـ"مجلس الدولة"
وفي حين أكد حويلي أن "النواب" لا يستطيع أن ينزع الثقة من الحكومة إلا بموافقة المجلس الأعلى للدولة، فإن المسؤول الليبي يرى أن التصعيد في البرلمان ضد رئيس الوزراء "عبد الحميد الدبيبة"، وليس ضد الحكومة، ذلك أنه منافس قوي في الانتخابات القادمة، مشددا على أن ما يجري "محاولة لإقصائه ومنعه من خوض الاستحقاق القادم".
موقف حكومة الدبيبة
من جهته، أكد المتحدث باسم حكومة الوحدة الوطنية محمد حمودة، في تصريح لقناة ليبيا الأحرار أن " ما قاله عقيلة صالح بشأن الحكومة يمثل رأيه الشخصي ولا يمثل مجلس النواب مجتمعا وكثير من النواب يختلفون معه".
وقال المتحدث الرسمي: "حكومة الوحدة الوطنية جاءت وفق اتفاق سياسي وخارطة طريق ونسعى للتسليم لسلطة منتخبة بعد إجراء الانتخابات".
الانتخابات الليبية
وأجرت المستشارة الأممية في ليبيا، ستيفاني ويليامز، مباحثات خلال اليومين مع مسؤولين في تركيا ومصر، لبحث الأزمة الليبية، والتأكيد على ضرورة إنفاذ الاستحقاق الانتخابي في أقرب فرصة ممكنة.
وفي هذا السياق، أجرت ويليامز في القاهرة الأحد، مشاورات مع أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط، أكد خلالها الطرفان أهمية إجراء الانتخابات الليبية.
وذكرت وكالة الأنباء المصرية الرسمية في بيان، أن اللقاء شهد استعراض آخر مستجدات الأوضاع على الساحة الليبية، وتم التوافق على أهمية إجراء الانتخابات الليبية لتعكس إرادة الشعب الليبي.
وفي وقت سابق السبت، قامت ويليامز، بزيارة إلى تركيا أجرت خلالها اتصالات مختلفة مع مسؤولين أتراك، والتقت مع نائب وزير الخارجية التركي السفير سادات أونال، في العاصمة أنقرة، وأجرت معه مشاورات بشأن القضية الليبية.
يشار إلى أن ويليامز بدأت مساء السبت، زيارة إلى القاهرة، لبحث الأوضاع في ليبيا مع مسؤولين مصريين وممثلي الجامعة العربية ومحاورين ليبيين، وفق ما أكده المتحدث باسم البعثة الأممية في ليبيا جان العلم.
مشاورات عربية وأممية وتوافق على أهمية إجراء انتخابات ليبيا
مسؤول ليبي: نزع الثقة عن الحكومة مرهون بـ"مجلس الدولة"
الدبيبة يترأس أول اجتماع للحكومة الليبية بعد تأجيل الانتخابات