صحافة إسرائيلية

تخوف إسرائيلي من انكشاف مواقع عسكرية ونووية عبر الإنترنت

التخوفات تنبع أساسا من استخدام منظمات معادية لصور الأقمار الصناعية بهدف زيادة دقة الصواريخ- موقع المصدر

شهدت دولة الاحتلال في الأيام الأخيرة ضجة أمنية متزايدة عقب الكشف عن صور لخرائط أمنية ومواقع عسكرية عبر الأقمار الصناعية، وجدت طريقها إلى التداول عبر شبكة الإنترنت، بحيث يمكن لأي متصفح على موقع خرائط مجاني إلقاء نظرة فاحصة على مفاعل ديمونا والقواعد السرية.


وتخشى إسرائيل أن يستخدم حزب الله وحركة حماس هذه الصور لإطلاق صواريخ باتجاه تلك المواقع، مع العلم أن المواقع الأكثر حساسية في إسرائيل باتت متوفرة على صور Google Earth، خاصة بعد أن سمحت الشركات الأمريكية بزيادة دقة صور الأقمار الصناعية بشكل كبير.


وبات موقع MapBox مجانيا للدخول، يسمح من بين أمور أخرى لكل متصفح بالتعرف على تفاصيل مفاعل ديمونا والقواعد العسكرية الكبيرة والمركزية، خاصة بعد أن تمت زيادة دقة صور الأقمار الصناعية الإسرائيلية.

 


سارة هيس ونينا فوكس كشفتا في تقريرهما بصحيفة يديعوت أحرونوت أن "الرقابة العسكرية الإسرائيلية وافقت على نشر الصور التي يمكن من خلالها مشاهدة القواعد الجوية في النبطية وتل نوف وحتسور وطائرات مقاتلة وطائرات أخرى على مدارج الطائرات، وفي قاعدة بلماخيم يمكن رؤية مروحيات القوات الجوية على مدار الساعة، وفي شباط/ فبراير الماضي، تم السماح بنشر صور أقمار صناعية جديدة لمفاعل ديمونا قدمتها شركة "بلانيت لابز".


وأضافتا في تقرير ترجمته "عربي21" أنه "يمكن لأي شخص على موقع MapBox مسح القواعد السرية من أي زاوية يريدها، ما زاد المخاوف الإسرائيلية أن يستخدم حزب الله وحماس صور الأقمار الصناعية لتوجيه الصواريخ نحو هذه التجمعات والبنية التحتية العسكرية، لأننا أمام صور عالية الدقة، ما دفع قيادات عسكرية سابقة لإصدار تحذيرات من زيادة انكشاف المفاعل النووي والقواعد العسكرية، الأمر الذي يشكل خطرا على إسرائيل".

 

اقرأ أيضا: خبير إسرائيلي: إيران قد تهاجم ديمونا من اليمن لا من سوريا

ويدور الحديث عن قدرة أي شخص من أي مكان في العالم يعرف كيفية فك رموز صور الأقمار الصناعية أن يحصل على معلومات حول أهداف استراتيجية أو عسكرية قيّمة في إسرائيل، ولذلك يشعر كبار المسؤولين العسكريين السابقين بالقلق من الأمر الذي يسمح للشركات الأمريكية بزيادة دقة صور الأقمار الصناعية على مواقع الخرائط، وبالتالي مسح القواعد والمواقع السرية.


الجنرال غيورا آيلاند رئيس قسم التخطيط في الجيش الإسرائيلي، ذكر أن "هذه المعلومات تجعل إسرائيل معرضة بشدة من أعدائها، فهذا الموقع الإلكتروني مجاني للدخول، يجعل أي شخص لديه القدرة على كشف تفاصيل المفاعل النووي في ديمونة، إضافة للقواعد العسكرية الكبيرة والمركزية، ما يخلق مسألة إشكالية، في ضوء ما يمتلكه العدو من استخدام الذكاء الاصطناعي الذي يحلل النتائج، ويرى الفرق بين اللقطات، وفهم التغييرات التي يقوم بها".

 


 

ويعتبر الإسرائيليون أن هناك قدرات لدى أعدائهم أبعد من الاختباء تحت الأرض، لذلك أصبحوا شفافين أمامهم، صحيح أن الأقمار الصناعية لا تعمل على تحسين دقة التصوير فقط، لكنها قادرة على إعطاء العدو معلومات حيث توجد أهداف أكثر أهمية، بحيث قد تصبح خارج سيطرتهم، ورغم أن أعداء إسرائيل ليس لديهم أقمار صناعية، فإنه يمكنهم استخدام ما لدى إيران، ولذلك تبدي إسرائيل رغبة بإخفاء المواقع الاستراتيجية التي يجب أن توضع في أعماق الأرض أو الأنفاق.


وقال الجنرال يعكوف عميدرور رئيس مجلس الأمن القومي الأسبق، إن "هناك ثلاثة أنواع من المخاطر في زيادة دقة صور الأقمار الصناعية، أولها الهدف بحيث يمكنهم تحديد أهداف محددة بشكل أفضل، وثانيها القدرة على إلحاق الضرر أكبر، والثالثة أن المنشآت القاتمة حتى الآن، ولا يعرف ما فيها جعلت الصور أكثر خطورة، بحيث تحولت إلى مكشوفة بشكل أكبر، بسبب وجود دقة عالية من الصعب إخفاؤها".


أما الجنرال عاموس غلعاد الرئيس السابق للشعبة الأمنية والسياسية بوزارة الحرب فقال إن "هذا يشكل خطرا حقيقيا على إسرائيل، لأن حيازة أي كيان معاد للقدرة على فك أو قراءة صور الأقمار الصناعية، وقد بات أمرا ليس بالصعب، يمكنه من الحصول على أهداف استراتيجية أو عسكرية دون الحاجة لمنظومة الأقمار الصناعية، كما أن هذه الصور تسمح لجميع الأشخاص والمنظمات المسلحة بالوصول للمعلومات دون الحاجة لإنفاقات كبيرة".


رئيس الموساد السابق داني ياتوم يعتقد أن "الخطر من هذه التصاوير يكمن في زيادة جمع المعلومات الاستخبارية لصالح الدول المعادية باستخدام الأقمار الصناعية، ونتيجة لزيادة الدقة يمكن للعدو أن يحدق في أشياء لم يرها من قبل، وبالتالي فإن طريقة التعامل ينبغي أن تتركز في الإخفاء والتمويه، وإسرائيل مطالبة بأن تأخذ بعين الاعتبار أن هناك أقمارًا صناعية ذات دقة أعلى بكثير، ولذلك فإن هناك حاجة للخوف، لأن العدو يحتاج لأدوات دقيقة لضرب الأهداف العسكرية".