سياسة عربية

عسكريو ليبيا يجتمعون في القاهرة من جديد.. ما أهم المحاور؟

تبحث ليبيا إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية من البلاد - الأناضول

عاد أعضاء اللجنة العسكرية الليبية المشتركة إلى القاهرة من جديد، لعقد اجتماعات ثنائية، وبحضور مندوبين عن دول تشاد والنيجر والسودان ما طرح تساؤلات حول دلالة حضور هؤلاء وأهم محاور الاجتماع الجديد واختيار دولة مصر لتكون مقرا له.


وبدأت اجتماعات اللجنة العسكرية الليبية المشتركة "5+5"، اليوم السبت في مدينة الغردقة المصرية لمناقشة خروج المرتزقة والقوات الأجنبية من البلاد، للوصول إلى آلية إخراجهم دون تشكيل خطر على هذه الدول".


وطالب المبعوث الأممي إلى ليبيا، يان كوبيتش المجتمعين في الغردقة بضرورة إنجاح الاجتماع والخروج بنتائج تحقق الأمن والاستقرار، مؤكدا دعم البعثة الأممية الكامل لهذا الاجتماع، مقدما الشكر لممثلي السودان وتشاد والنيجر على تلبية الدعوة والحضور.


"اعتراف ضمني"


ولأول مرة يشارك مندوبون عن دول أخرى في اجتماعات عسكريي ليبيا الممثلين للشرق والغرب بحضور ممثلين عن دول تشاد والسودان والنيجر لبحث آلية لإخراج المرتزقة التابعين لهم والمتواجدين على الأراضي الليبية".


ورأى مراقبون للاجتماعات أن "حضور مندوبين عن هذه الدول الأفريقية يعد اعترافا رسميا لأول مرة من قبل هذه الدول بوجود مرتزقة لها على الأراضي الليبية وهي خطوة جيدة قد تساهم في حلحلة ملف المرتزقة والأجانب وتسهل خروجهم قبل الانتخابات المرتقبة"، وفق تقديرهم.


والسؤال: هل تنجح الاجتماعات العسكرية الجديدة في الغردقة في وضع خطة عملية لإخراج المرتزقة؟ وما أهمية حضور ممثلين لدول متورطة بالفعل؟


"نجاح الانتخابات"


من جهته، أكد عضو مجلس النواب عن مدينة سرت (مقر اللجنة العسكرية الليبية)، صالح فحيمة أن "أهمية الاجتماع تكمن في كونه يأتي في إطار التحضير لانتخابات 24 ديسمبر المقبلة بل ويعد خطوة أساسية في اتجاهها، حيث أن إخراج المرتزقه والقوى الأجنبية باختلاف جنسياتها من ليبيا يعد شرطا من شروط نجاح هذه الانتخابات".


وأشار في تصريحات لـ"عربي21" إلى أن "حضور مندوبين عن دول أفريقية تعد دول طوق لليبيا ربما يكون من أجل التنسيق في إخراج المقاتلين الحاملين لجنسيات تلك الدول، لكن في اعتقادي أن حضورهم من عدمه لن يؤثر كثيرا في النتيجة التي سيخرج بها الاجتماع"، حسب رأيه.


وتابع: "حتى الآن هذه الدول لا تعترف بتلك القوات التي يحمل أفرادها جنسياتها كقوى تحت سيطرتها وتنكر أي يد لها في إدخالهم لليبيا لتغذية الصراع فيها، أما تجاهل دعوة روسيا ففي اعتقادي أنه ليست روسيا وحدها التي تم تجاهلها وإنما هنالك دول أخرى لديها مقاتلين من جنسياتها في ليبيا لم تتم دعوتهم أيضا".

 

وحول توقعاته لمخرجات الاجتماع قال المسؤول الليبي: "في كل الأحوال فإن نتيجة هذا الاجتماع ربما ستكون مفصلية في شأن تقرير نجاح إجراء انتخابات في موعدها المقرر وضمان عدم الطعن في نزاهتها"، حسب قوله.


"خطورة تجاهل روسيا"


في حين أكد الكاتب السياسي من السودان، عباس صالح أن "مفهوم المرتزقة في حالة المسألة الليبية تكتنفه العديد من المشكلات؛ فمن الناحية الفنية يسهل إطلاق وصف مرتزقة على عناصر الحركات والمعارضة المسلحة من بعض دول الجوار أو حتى الشبكات الإجرامية المتورطة في تعقيد الشأن الليبي".


وأضاف لـ"عربي21": "لكن يصعب ذلك في حالة الفاعلين التابعين لبعض الدول كتركيا وروسيا الذين يندرجون في إطار التعاون العسكري الشرعي مع هذه الدولة مع هذا الطرف أو ذلك من الأطراف الليبية الذين ينقسمون، كما القوى الإقليمية، أيضا في تعريف هذه المجموعة الأخيرة وهو ما يعرقل عمل اللجنة الخماسية".


وفي تعليقه على دلالة حضور ممثلين عن بعض دول الجوار الليبي للاجتماعات قال: "يمكن أن يكون مهما في مساعدة اللجنة في إنجاز هذا الموضوع الأكثر أهمية وليس فقط الإقرار بوجود مرتزقة يتبعون لهذه الدولة، وبالتالي ستكون مشاركتها لاحتواء خطر هؤلاء على أمنها واستقرارها أكثر منه اعترافا وتحملا للمسؤوليات القانونية والسياسية للمرتزقة في ليبيا"، وفق قراءته.


وتابع لـ"عربي21": "عدم مشاركة روسيا سيفتح ثغرة يمكن أن تعصف ببقية مهام اللجنة، وفي هذه النقطة تحديدا التي تعتبر مسألة مركزية لكافة الترتيبات السياسية والعسكرية الرامية لإرساء الأمن والاستقرار في دولة ليبيا"، كما صرح.